تناولت الصحف الخليجية اليوم الأحد عددًا من القضايا والموضوعات التي تخص الشأن الإقليمي والدولي أهمها ما كشفته صحيفة "الخليج" بالأدلة عن تآمر الدوحة على أمن البحرين ومحاولة إسقاط نظام الحكم خلال أحداث 14 فبراير، وكذلك ما أكدته صحيفة "الإمارات اليوم" بأن قطر في خندق إيران و"حزب الله" لإثارة الفتن بالدول العربية. تآمر الدوحة على أمن البحرين نشرت صحيفة "الخليج" تقريرًا كشف فيه عبدالله بن عبدالعزيز المرجان خبير الأدلة الرقمية وعضو الأكاديمية العلمية الأمريكية للطب الشرعي، أن الأدلة الرقمية لعبت دوراً محورياً في إثبات تورط قطر في الحرب الناعمة بالتحريض على العنف والتطرف والإرهاب في البحرين ومحاولة إسقاط نظام الحكم عن طريق قواها الناعمة كالرموز الوهمية خلال أحداث 14 فبراير.
وقال الخبير لصحيفة "عكاظ" إن الحقائق تثبت أن التعامل مع الجرائم الرقمية يمتاز بالصعوبة والتحديات الكثيرة،مشيراً إلى أن الأدلة الرقمية تختص بسرعة التلف وسهولة الإخفاء لأننا وببساطة نتعامل مع جرائم عابرة الحدود. وتكون مهمة البحث عن دليل رقمي كعنوان الإنترنت "أي بي" وأرقام هواتف وسجل اتصال بين الأطراف وبريد إلكتروني وعمليات تحويلات مالية ورسائل واتساب وبرامج الاختراق مهمة شاقة وصعبة.
وتابع: "يرجع السبب لصعوبة الربط في العالم الافتراضي بين مسرح الجريمة الافتراضية والمتهم الموجود في دولة ما والضحية الموجود في دولة أخرى في العالم. وأشار إلى أن وزارة الداخلية البحرينية قدمت درساً بتقديمها دليلاً رقمياً يتسم بالشفافية والوضوح والكمال ويثبت تورط قطر في زعزعة أمنها".
وأكد أن الوزارة عرضت دليلاً رقمياً ممثلاً بعنوان"أي بي" وهو "78.101.147.55" يربط المحرض والمحرك لأحداث 14 فبراير على الأرض بصاحب حساب الأحبار "المتهم في زعزعة أمن البحرين" في منتدى ملتقى البحرين أحد مسارح الجريمة الافتراضي، وتاريخ الاتصال كان 13-03-2012 والوقت هو الساعة العاشرة والتاسعة والأربعين دقيقة وأربعة وعشرون ثانية صباحاً بتوقيت المنامة. ومزود خدمة الإنترنت هو كيوتل التابعة قطر، وأشار إلى أن هذا الدليل يؤكد تورط قطر بزعزعة أمن البحرين في الأحداث عن طريق حساب الأحبار. ولم تقدم قطر أي دليل ينفي هذا الادعاء .
قطر في خندق إيران وحزب الله كما نشرت صحيفة "الإمارات اليوم" تقريرًا عن أثار الصاروخ الباليستي، الذي أطلقته ميليشيا الحوثي صوب الرياض استياء واسعاً في الأوساط العربية والدولية، إزاء امتداد أيدي العناصر الانقلابية شمالاً لتهديد أمن السعودية واستقرارها، واتهامات إيران وذراعها في لبنان "حزب الله" الإرهابي بإشعال الموقف في المنطقة وإثارة الفوضى ودعم الإرهاب.
وفي ظل الإدانات الدولية تظهر السموم القطرية، التي سخرت إعلامها في ذلك التوقيت لاستضافة محللين وسياسيين إيرانيين للهجوم على الدول العربية، وتبرير الإرهاب الإيراني في المنطقة، وتصبح دمية لصالح إيران داخل الوطن العربي، وأكد الباحث في شؤون الشرق الأوسط، يوسف بدر، أن قطر تحاول دائماً الاستثمار في الأحداث والأزمات التي تدور في منطقة الشرق الأوسط، من أجل تخفيف حالة العزلة المفروضة عليها.
وأضاف: "وهي دائماً تسير عكس الاتجاه والتوافق العربي، ففي الماضي كان يحدث ذلك في الخفاء، أما بعد قرار الدول الداعية لمكافحة الإرهاب بمقاطعة قطر وكشف إرهابها أصبح التنسيق القطري مع إيران وأذرعها واضحاً"، وأوضح أن جميع الدول الخليجية طالبت رعاياها بمغادرة لبنان إلا قطر، التي تبحث عن أي موقف وورقة تساندها في عزلتها، وهنا شاركه الرأي الباحث في الشؤون الدولية محمد حامد، الذي أكد أن قطر تحاول الاصطياد في الماء العكر، فهي استغلت الأزمة الحالية والتوتر في منطقة الخليج، وفتحت قنواتها الإعلامية لتستضيف جماعة الحوثي الانقلابية. بدوره، أكد الباحث المتخصص في الشؤون الإيرانية، محمد محسن أبوالنور، أن قطر في خندق واحد مع إيران وحزب الله، وهي تدعم بكل قوة جماعة الحوثي الانقلابية في اليمن، سواء كان دعماً لوجستياً إعلامياً أو دعماً مادياً وعسكرياً، وقال إن قطر فتحت إعلامها الأيام الماضية لمحللين إيرانيين بكثافة، لتؤكد أنها لا تريد التسوية مع جيرانها في محيطيها العربي والإقليمي، وإنها مستمرة في سياستها العدائية.
"قطر المخطوفة" وملفها السري ونشرت صحيفة "سبق" تقريرًا بعنوان "قطر المخطوفة" وأكدت فيه أن قطر كانت سباقة بالانضمام إلى مجلس التعاون الخليجي منذ بداية تأسيسه في عام 1981م بفكرة الشيخ جابر الأحمد الصباح أمير دولة الكويت، وكانت من الداعمين بشدة للفكرة؛ بغرض تعميق وتوثيق الروابط والصلات وأوجه التعاون بين مواطني دول المجلس، ولكن منذ انقلاب الأمير السابق حمد بن خليفة على والده، واستيلائه على الحكم، وتعيين حمد بن جاسم وزيراً للخارجية ثم رئيساً للوزراء تغيرت السياسات القطرية، وأضحت عدوانية تجاه أشقائها الخليجيين والعرب، ولم يعد خافياً أن هناك مشروعاً وأجندة قطرية لتقسيم المنطقة لصالح كيانات أخرى؛ حيث يمكن استعراض ملامح اختطاف "الحمدين" لقطر في النقاط التالية:
علاقات مع إسرائيل وإيران ترتبط الإمارة بعلاقات اقتصادية متينة مع دولة الاحتلال "الإسرائيلي" منذ تولي الأمير السابق حمد بن خليفة الحكم عقب انقلابه على والده الشيخ خليفة آل ثاني، وذلك على الرغم من عدم وجود علاقات دبلوماسية كاملة بين البلدين، وتعود جذور هذه العلاقات إلى العام 1996م حينما افتتح رئيس الحكومة "الإسرائيلية" آنذاك شيمون بيريز مكتباً تجارياً "إسرائيلياً" في الدوحة؛ لخدمة المصالح "الإسرائيلية"، ويحوز رئيسه على رتبة سفير في الخارجية "الإسرائيلية"، وهو ما يجعله أكثر من مجرد مكتب تجاري.
وتمارس قطر علاقات دبلوماسية واقتصادية وأمنية وسياسة قوية مع إيران، وتمتنع قطر غالباً عن توجيه انتقادات للأنشطة الداخلية والخارجية الإيرانية، وكانت الدوحة آخر من يساند الرياض باستدعاء سفيرها لدى طهران بعد الهجوم على السفارة السعودية في طهران في يناير 2016م، كما يعقد المسؤولون القطريون بصورة دورية عدة اجتماعات رفيعة المستوى مع المسؤولين الإيرانيين؛ لبحث الاتفاقات الأمنية والاقتصادية.