أدلى الناخبون الأكراد بأصواتهم في الاستفتاء بشأن الاستقلال عن العراق اليوم الثلاثاء، بالرغم من المعارضة الشديدة من جيرانهم، حيث إنه وبعد 72 ساعة من غلق مراكز الاقتراع، ستعلن النتيجة التي يتوقع أن تكون كاسحة بالموافقة على الاستقلال.. ويبقى حلم دولة الأكراد قائمًا. قال أستاذ العلاقات الدولية، أيمن سمير، إن استفتاء إقليم كردستان العراق من أجل الاستقلال عن حكومة بغداد، سيمر بشكل جيد رغم اعتراضات ومخاوف بعض الدول وفي مقدمتها: (العراق، سوريا، تركيا). ولفت سمير إلى أن العراق مقسم بالفعل، وأن هذا الاستفتاء ما هو إلا إعلان لحالة قديمة وقائمة، ولكن بصفة رسمية، مؤكدًا في الوقت ذاته أن المرونة التي يتعامل بها الإقليم ستقلل من تداعيات هذا الإجراء الذي تسعى من خلاله إلى أن تحقيق حلم "الدولة الكردية". وأوضح أستاذ العلاقات الدولية أن الصداقة القديمة بين إقليم كردستان العراق وبين دول الجوار ستساهم بشكل كبير في تغير مواقف هذه الدولة، ما أن يتم إعلان نتائج الاستفتاء، وستضطر للتعاون معها في نهاية المطاف. ونوه سمير بأن الإقليم لديه شراكات قوية وجيدة مع بعض الحكومات الغربية، مثل الحكومة الألمانية التي كان لها دور كبير في تسليح قوات البيشمركة خلال معاركها مع القوات العراقية وقوات التحالف لاستعادة المناطق التي كانت تقبع تحت سيطرة تنظيم داعش، مشيرًا إلى أن كل دول العالم التي طالبت الإقليم بتأجيل الاستفتاء ستقبل هذا الإجراء. معارضون: العراق.. حثت حكومة بغداد الدول الأجنبية على وقف استيراد النفط الخام مباشرة من الإقليم وقَصْر التعاملات فيما يتعلق بالنفط على الحكومة المركزية، كما أقر مجلس النواب العراقي أمس الإثنين، توصية بقرار يلزم رئيس الوزراء حيدر العبادي نشر قوات في المناطق التي استولى عليها الأكراد منذ الغزو الأمريكي عام 2003، كما طالبت بغداد حكومة كردستان بتسليم المواقع الحدودية الدولية والمطارات. تركيا.. عارضت حكومة أنقرة بشدة إجراء التصويت، خوفا من أن يزيد من الشعور بالانفصال بين الأقلية الكردية لديها، كما شددت إجراءات العبور والتدقيق في حركة القادمين من شمال العراق، حسب ما أعلنه وزير التجارة والجمارك التركي بولانت توفانكجي في تصريحات صحفية تداولتها وسائل الإعلام. إيران.. أغلقت حكومة طهران حدودها مع إقليم كردستان العراق، كما شددت على رفضها لإجراء هذا الاستفتاء خوفًا من إثارة الأقلية الكردية لديها. سوريا.. وصفت حكومة دمشق الاستفتاء بأنه باطل، مؤكدة دعمها لوحدة وسيادة وسلامة أراضي العراق، وأن الأكراد جزء لا يتجزأ من النسيج الوطني للدول التي يوجدون فيها. مجلس الأمن.. حذر المجلس الدولي التابع للأمم المتحدة في وقت سابق من التأثير المحتمل للاستفتاء على زعزعة استقرار المنطقة، معربًا عن اعتقاده بأن الاستفتاء غير الملزم قد يعرقل جهود مواجهة تنظيم داعش وعودة النازحين العراقيين إلى ديارهم. أرقام مهمة: يشكل الأكراد رابع أكبر مجموعة "إثنية" في الشرق الأوسط، لكنهم لم يحظوا بدولة لهم على مر التاريخ، وتشير بعض التقديرات إلى أن نسبة الأكراد في العراق تتراوح بين 15 و20 في المئة من إجمالي عدد السكان البالغ 37 مليون شخص، والذين نالوا حكمًا ذاتيًا في عام 1991 بعد سنوات من القمع. "تعهد ومخالفة دستورية" تعهد رئيس إقليم كردستان العراق مسعود بارزاني عشية الاستفتاء بالمضي قدما في إجرائه قائلا إن "الانفصال وحده يتيح للأكراد ضمان سلامتهم"، لافتًا إلى أن "الشراكة مع بغداد فشلت ولن نعود إليها". وأكد بارزاني في مؤتمر صحفي في إربيل، أن الاستفتاء هو أول مرحلة من تعبير إقليم كردستان عن رأيه، وأن الاستفتاء ليس بهدف ترسيم الحدود أو فرض أمر واقع، وإنما رغبة في إجراء حوار مع بغداد لحل المشاكل. بينما وصف رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي الاستفتاء بأنه غير دستوري وقال إن "التفرد بقرار يمس وحدة العراق وأمنه ويؤثر على كل مواطنيه وعلى أمن المنطقة عبر إجراء الاستفتاء على الانفصال من طرف واحد مخالف للدستور وللتعايش السلمي بين المواطنين". أبرز مناطق النزاع: صوَّت الناخبون الأكراد على الاستقلال عن العراق لاستعادة بعض المناطق الكردية –بحسب مسؤولي الإقليم- وهي: "أربيل ودهوك والسليمانية وحلبجة"، وأيضًا بعض المناطق المتنازع عليها وهي: "سهل نينوى وسنجار وكركوك وخانقين في محافظة ديالي". ووردت هذه المناطق في المادة 140 من الدستور العراقي، وتقع غرب وجنوب وشرق إقليم كردستان، كما نصت المادة على أنه كان من المفترض أن يجري الاستفتاء عام 2007 لتحديد مصير هذه المناطق، إلا أن حكومة نوري المالكي لم تطبق هذه المادة، إلا أنه وبعد دخول تنظيم داعش إلى هذه المناطق، استعادت قوات البيشمركة الكردية السيطرة عليها ووضعتها تحت حمايتها.