أكد الدكتور محمد البسطويسى الباحث الجيولوجى بالهيئة القومية للاستشعار من البعد وعلوم الفضاء أن منطقة دلتا نهر النيل القديمة الموجودة فى شمال الصحراء الغربية هى منطقة لم تنل القدر الكافى من الدراسات العلمية على الرغم من قيمتها الاقتصادية وأشار إلي أن هناك الكثير من الثروات الطبيعية فى ربوع صحارى مصر تنتظر الدراسات العلمية المتكاملة لتحقيق التنمية المستدامة. وقال البسطويسى إن هذه الدلتا لم تدرج فى مشروع ممر التنمية الذى اقترحه العالم المصرى الدكتور فاروق الباز ولا فى أى مشروع تنموى آخر حيث كان يعتقد أنها تقع كلها على هضبة من الصخور الجيرية التى تحيط بوادى النيل فى المنطقة وبالتالى فإن مياه النيل لايمكن أن تنفذ من خلال الصخور الصماء إلى داخل الصحراء تحت هذه الدلتا , ولأنها أعلى طبوغرافيا فى المستوى من نهر النيل بحوالى 70 مترا.
وأضاف أن الدراسة , التى رأس فريقها البحثى وأجريت بالتعاون مع المركز القومى للبحوث , كشفت عن وجود دلائل لمجارى مائية قديمة وعميقة أسفل هذه الدلتا وتقطع صخور الحجر الجيرى نفسها وبالتالى هناك مسارات للمياه الجوفية تحت هذه الدلتا على أعماق لا تزيد على 100 متر تحت السطح والتى تتصل بنظام نهر النيل الجوفى عبر قنوات تحت سطحية محددة.
وأوضح أن مواقع هذه المجارى النهرية القديمة لا تظهر على الخرائط أو صور الأقمار الصناعية المرئية ولكن يستدل عليها من تفسير الوحدات الجيومورفولجية والتراكيب الجيولوجية للمنطقة.
وقال الدكتور محمد البسطويسى الباحث الجيولوجى بالهيئة القومية للاستشعار من البعد وعلوم الفضاء إنه طبقا لصور الأقمار الصناعية والخرائط الجيولوجية وخرائط التربة فإن مساحة الدلتا القديمة تبلغ فى المتوسط حوالى 50 ألف كم مربع وتبدأ من الصحراء الغربية بأسيوط وتمتد على الهضبة فى الاتجاه الشمالى الغربى وتنتهى عند منخفض القطارة.
وأشار إلى أنه من المتوقع عند تنمية هذه المنطقة أن تقل كميات المياه الجوفية التى تصرف طبيعيا فى منخفض القطارة والتى تكون سبخات وملاحات تزيد مساحتها على 12 ألف كيلومتر مربع وسيؤدى ذلك إلى زيادة فرصة استخراج هذه الأملاح الاقتصادية.
ومن جانبه , قال الدكتور رأفت رمضان الأستاذ المساعد بالمركز القومى للبحوث إن الدراسة أكدت أن منطقة الدلتا القديمة تتوافر بها مساحات شاسعة من الأراضى الصالحة للزراعة تبلغ عدة ملايين من الأفدنة والتى تتسم بخصائص أرضية جيدة تناسب كافة أنواع المحاصيل الزراعية وبصفة خاصة القمح والشعير والتين والزيتون والموالح.
وأوضح أنه من الممكن إقامة مناطق تنمية مستدامة قائمة على النشاط الزراعى بهذه المنطقة إذا ما توافرت الإدارة السليمة ممايسهم بشكل فعال فى خلق مجتمعات جديدة تساعد فى حل مشكلات البطالة والإسكان, فضلا عن زيادة الإنتاج الزراعى ومواجهة النقص فى محاصيل الغذاء.