أكد الدكتور ممدوح حمزة الخبير الاستشارى أن اختلافه مع الدكتور فاروق الباز والدكتور رشدى سعيد هو اختلاف علمى ولا توجد أى حرب أفكار أو أبحاث بينهم مشددا على أن مشروعه التنموى الذى يقترحه لا يتنافس أو يتكامل مع مشروعاتهما. وقال حمزة فى تصريحات ل«الشروق» إنه يكن كل التقدير والاحترام لكليهما واصفا الدكتور رشدى سعيد بأنه صديق وأستاذ وأن أبحاثه عن الجيولوجيا والتعدين فى مصر من أهم المصادر العلمية التى يستقى منها الباحثون معلوماتهم فى هذا المجال، إلا أنه «رغم احترامى وإجلالى فذلك لا يمنع اختلافى معهم فى تقدير جدوى المياه الجوفية فى صحرائنا الغربية». وأشار إلى أن الدكتور فاروق الباز يطرح مشروع ممر تنمية قريب جدا من وادى النيل ودلتاه وسيكون امتدادا للوادى وليس مرادفا له يستخدم مياه النيل بنقلها بأنابيب «ولا أرى أى جدوى لهذا الممر الذى سيكون عبئا على الوادى». وأكد حمزة اختلافه مع العالمين حول المياه الجوفية وما إذا كانت كافية للزراعة والتنمية فى الصحراء الغربية، موضحا أن الدراسات التى فى حوزته وحوزة بعض خبراء المياه الجوفية فى مصر تؤكد وجود مياه جوفية كافية للتنمية فى الصحراء الغربية، فالمخزون الاستراتيجى فى هذه المنطقة يكفى على الأقل لزراعة مليون فدان لمدة لا تقل عن 50 سنة قادمة. وأضاف «حصلت على هذه المعلومات من دراسات قام بها الخبير الجيولوجى الراحل أحمد برقوقى والتى قدمها للسادات سنة 1979 وكان البرقوقى من كبار علماء الجيوفيزياء المصريين وعمل لعدة سنوات مع شركات أمريكية فى مجال التنقيب عن البترول فى الصحراء الغربية، بالإضافة إلى الدراسات الموجودة الآن لدى المهندس حسين إدريس والذى شارك فى أبحاث عن المياه الجوفية وقام بإجراء اختبارات حقلية وتوصل إلى نتائج رقمية وليست وصفية لعدد من الآبار يصل طولها إلى 24 ألف متر طولى». وقال ممدوح حمزة إن المعلومات المتعلقة بالثروة الطبيعية من مياه جوفية ومعادن بترول وغاز فى الصحراء الغربية كانت وحتى وقت قريب ومنذ الستينيات بيد شركات البترول الأمريكية التى انفردت تقريبا بمعلومات التنقيب هناك وحتى نهاية السبعينيات، ولم يكن لهذه الشركات أن تنشر بيانات عن اكتشافها لمياه جوفية تستفيد منها مصر فى التنمية، وليس من السهل أن تمدنا هذه الشركات بما ترصده من معلومات عن الثروات الطبيعية حتى لا نتمكن من تنفيذ مشروعات تنموية كبرى، وكان هذا هو السبب الرئيسى فى تأخر الاستفادة من بترول الصحراء الغربية حتى جاء الوزير سامح فهمى الذى أعاد الأمور إلى نصابها. وكشف حمزة عن قيام ليبيا بمشروع استخراج المياه الجوفية، قائلا إن الطبيعة الجيولوجية للصحراء الغربية بمصر هى ذاتها الموجودة بالصحراء الليبية المواجهة لحدودها مع مصر لأنهما امتداد جيولوجى لبعضهما البعض، فالسمات الجيولوجية واحدة فى هذه المنطقة، وهى تضم خزان مياه جوفية فى البلدين تستخرج منه ليبيا مياه النهر العظيم الذى تتدفق خلاله المياه بقوة الضخ عبر أنبوب قطره 9 أمتار وارتفاعه بما يعادل عمارة مكونة من ثلاثة أدوار ونصف الدور، وجارٍ تنفيذه الآن بعد دراسات قامت بها ليبيا مع شركات ومؤسسات عالمية متخصصة بهدف زراعة نحو المليون فدان خلال ال100 سنة القادمة فى ليبيا. وتساءل حمزة «هل يعقل أن تنجح ليبيا فى استخراج المياه من نفس الخزان الجوفى ونقف نحن عاجزين أمام معلومات غير دقيقة؟ وتابع: «المشروع الذى أقوم به ليس ممر تنمية.. هو منطقة اقتصادية بالصحراء الغربية بعيدا عن الأراضى الزراعية حاليا وبعيدا عن النهر بغرض إعادة توزيع السكان، وتتكون هذه الوحدة الاقتصادية من بحيرة ناصر وجبل العوينات ومشروع توشكى والواحات وظهير الساحل الشمالى الممطر وميناء سيدى برانى، مرتبطة هذه المناطق جميعها بطريق درب الأربعين، يتم خلاله إنشاء صناعات زراعية وصناعية وتعدينية وحرفية متكاملة تحت مظلة قانون التعاونيات، تسهم فى توفير نحو 3 ملايين فرصة عمل خلال ال25 سنة القادمة وسد جزئى للفجوة الغزائية فى مصر».