أبرزت وكالة "رويترز" اليوم أن الفوز الضيق للرئيس التركى رجب طيب أردوغان باستفتاء التعديلات الدستورية الكبرى، واكتساب صلاحيات جديدة وكاسحة، قد تبقيه بالسلطة حتى عام 2029 أو أبعد، لكنه يكشف على الملأ انقسامات تركيا. وأضافت الوكالة البريطانية، أن انتصار أردوغان الجديد يجعل منه ببساطة أهم شخصية في التاريخ التركي منذ تأسيس مؤسس الجمهورية الحديثة على يد مصطفى كمال أتاتورك قبل نحو 100 عام، على أنقاض الإمبراطورية العثمانية بعد الحرب العالمية الأولى. وصوّت 51.3% من الاتراك بنعم للتعديلات الدستورية الكبرى، التى تمنح سلطات تنفيذية كاسحة للرئيس، مقابل 48.5% "لا"، وفقاً لنتائج ألية غير رسمية، بينما ستعلن النتيجة النهائية خلال 11 يوماً. وقال أردوغان عقب الفوز، أمس "كان هناك حاجة لإجراء تغييرات بالدستور لإنهاء حالة عدم الاستقرار المزمن التى اجتاحت البلاد على مدى عقود عندما حاول الجيش مراراً الاستيلاء على السلطة من الحكومات المدنية الضعيفة. كما كشف الرئيس التركى عن الاتجاه الذى يخطط له حالياً، قائلاً "إنه سيدعو لإجراء استفتاء لاستعادة عقوبة الإعدام، ولو تطلّب الأمر استفتاء شعبى. بينما استطردت "رويترز" أن نتيجة الاستفتاء قد تكون علامة مقلقة على عدم الاستقرار والانقسام، حيث حظّت التعديلات الدستورية بدعم قوي في المناطق الريفية المحافظة، ومعارضة قوية باسطنبول وإزمير وأنقرة، وكذلك بجنوب شرق البلاد المضطرب من قبل الأكراد. وبينما خرج مؤيدو أردوغان بالشوارع، ملوحين بالأعلام، كانت هناك احتجاجات متفرقة ضد نتيجة الاستفتاء الهزيلة، التى منحت أردوغان صلاحيات كاسحة، وكشفت عن انقسام تركيا. ففي بعض الأحياء العلمانية الغنية، ظل المعارضون داخل منازلهم، وقاموا بقرع الأواني والمقالي، فى إشارة للاعتراض، والتي انتشرت خلال احتجاجات ضد أردوغان في عام 2013، عندما سحقت الشرطة احتججات المعارضة. وأضافت "رويترز" أن نتيجة الاستفتاء تعد أكبر عملية تغيير فى السياسة التركية منذ تأسيس الجمهورية الحديثة، والتى تتضمن بعض نقطاها إلغاء منصب رئيس الوزراء، وتركيز السلطة فى يد الرئيس. ونجا أردوغان من محاولة انقلاب العام الماضى، وقام باحتجاز 47 ألف شخصاً، وفصل أكثر من 120 ألف شخص من وظائف حكومية، شملت المدرسين والجنود والشرطة والقضاة. كما كان يتصدر المشهد الإقيمى والدولى، بقيادة ثانى أكبر جيش بحلف الأطلسي "الناتو" على حدود مناطق حرب الشرق الأوسط، والتصدى لعشرات الآلاف من اللاجئين السوريين لمنع تدفقهم لأوروبا.