حالة من الغضب الشديد انتابت عمال النظافة، على خلفية إطلاق مشروع "بيع زبالتك" الذي يقوم على عمل عدة أكشاك بكافة محافظات الجمهورية، لشراء القمامة الصلبة من المواطنين، والتي بدأ تنفيذها فعليًا في حي مصر الجديدة، لتنطلق خلفها أزمة لدى عمال النظافة الذين انقسما بين مؤيد ومعارض للفكرة. "الفجر" تواصلت مع عدد من عمال النظافة لنتعرف على تأثير مشروع "بيع قمامتك" على طبيعة عملهم. مصدر رزق أشاد عاطف محمد، أحد عمال النظافة بحي مصر الجديدة بتجربة "أكشاك بيع القمامة"، موضحاً أن الفكرة كانت مصدر رزق بالنسبة له، حيث أنه سيجني من ورائها الكثير من الأموال، قائلاً: "الفكرة دي حلوة جداً، أنا يومياً بلم الزبالة الصلبة وبروح أبيعها، مصدر رزقها يعتبر مصدر دخل جانبي كويس ليا، بخلاف أن كده الشوارع هتنضف". إنصاف لعمال النظافة وأوضح أنور حلمي، أن مشروع "بيع زبالتك" به إنصاف كبير من الظلم الذي كان يتعرض له عمال النظافة، حيث قال: "الفكرة دي أكتر حد هتضايقه متعهد القمامة، لكنه يستاهل كان بيسرق تعبنا وهو قاعد مش بيعمل حاجة، علشان كده الفكرة دي نصفت الزبالين". قطع عيش فيما هاجم ناجي أبو العنين، أحد عمال النظافة بحي العمرانية، الفكرة، لافتاً إلى أن عمال النظافة في الحي يتمنون ألا تطبق عندهم تلك الفكرة، قائلاً: "لما الناس هتلم زبالتها وتبيعها إحنا هنشتغل إيه، إحنا بنكسب ملاليم كمان الدولة هتحرمنا منها، كده الزبالين في مصر مش هيلاقوا شغل يشتغلوه ويا هنتجه للحرام يا هنقعد زي الستات في البيت بعد ما هيقطعوا عيشنا". مخاوف من التجربة وأشار عبد الجواد محمد، عامل نظافة بمنطقة وسط البلد، أنه لا يعلم شئ عن التجربة، ولكنه أبدى خوفه منها بعد سماعه عنها، قائلاً: "بصراحة مش عارف التجربة دي هتكون مفيدة لينا ولا لأ، بس أتمنى إن الدولة قبل تطبيقها في كل المحافظات والأحياء تتأكد إنها مش هتضر بالزبالين لأن حرام يكون فيها ضرر لينا إحنا أقل مرتبات في البلد وكمان بقينا مهددين بسحبه مننا". نقيب الزبالين: فكرة "بيع قمامتك" إهدار للمال العام ومصيبة لعمال النظافة ومن جانبه وجه شحاتة المقدس، نقيب الزبالين، الاتهامات لأصحاب فكرة "أكشاك بيع القمامة"، موضحاً أن تلك الفكرة تعتبر إهدار للمال العام، مشيراً إلى أنها أيضًا سوف تسبب الضرر لمصر من خلال المخلفات العضوية التي لن يتم بيعها من قمامة المواطنين، قائلاً: "اللي عايز يعمل فكرة ز يدي يعمل كشكين واحد للمواد الصلبة، والتاني للمواد العضوية، بدل تركها للناس في بيوتها والشوارع فهذه الفكرة لن تنظف مصر بل توسِّخها". وأضاف المقدس، في تصريحات خاصة ل"الفجر" أن الفكرة أيضًا ستكون بمثابة "قطع عيش" لعمال النظافة الذين يبلغ عددهم 3 مليون زبال، حيث أن المواطنين سيقومون بأعمالهم، وهم سوف ينضموا إلى صفوف البطالة، موضحًا أنه سيواصل مهاجمة الفكرة للحفاظ على حقوق الزبالين، لافتًا إلى أنه يمتلك خطة لتنظيف مصر بدون تلك الفكرة التي وصفها ب"العقيمة".