والنقيب يهدد بالإضراب واللجوء للبرلمان في تجربة جديدة من نوعها، بأحد شوارع مصر الجديدة، المتميزة بالرقي والنظام، تجد أكشاكًا صغيرة مصممة بطريقة تجذب سكان المنطقة، لتكون هذه الأكشاك نافذة لشراء القمامة من المواطنين، معلقًا على إحدى نوافذها قائمة أسعار للمخلفات الصلبة التي يمكن إعادة تدويرها، لتتوجه "المصريون" لرصد جوانب هذه التجربة بعد بدئها التجريبي منذ عدة أيام. نيرمين طلعت مديرة مشروع أكشاك القمامة، قالت إن هذا المشروع قائم على تجميع القمامة من أهالي المنطقة، وفرزها وإعادة تدويرها، لافته إلى أنهم يقومون بتعويض الأهالي بمقابل مادي بأسعار متفاوتة وفقا لنوع السلعة على سبيل المثال "الكانز" ب9 جنيهات للكيلو، والزجاج ب90 قرشًا، الورق بجنيه، والبلاستيك ب 3 جنيهات. وأضافت طلعت أن المشروع شهد إقبالًا كثيفًا، في أول أيام افتتاحه، مشيرًا إلى أن محافظ القاهرة ورئيس الحي افتتاحا المشروع يوم السبت الماضي بالتعاون مع النائبة نادية هنري والنائبة شيرين فراج. وكشفت مسئولة المشروع، أن هناك كبار المسئولين المستفيدين من جمع القمامة من المنازل يقومون بمهاجمة المشروع، عن طريق تذمر بعض الزبالين الصغار في الشوارع من تعميم الفكرة على مستوى المحافظة، لافتة إلى أن المشروع يهدف إلى توفير فرص عمل للشباب. وأوضح ممدوح محمد إبراهيم مسئول المشروع بمنطقة ابن سندر بمصر الجديدة، كيف تكونت الفكرة قائلًا: مجموعة من الشباب الباحثين عن عمل اجتمعوا بالنائبة نادية هنري وطرحوا عليها هذه الفكرة وافقت عليها وطلبت مساعدة رئاسة الحي لهم ودعمهم المالي حتى انتهاء المشروع وهذا ما حدث فعليًا. وكشف إبراهيم عن تطوير المشروع الفترة القادمة، عن طريق إرسال مندوبين للمشروع لتجميع القمامة من المنازل بدون مقابل مادي. وبسؤال أحد أهالي المنطقة، ويدعى الحاج محمد على حافظ، عن فكرة المشروع والذي أجاب بكل سرور وابتهاج أن المشروع يساعد على نظافة الشوارع من تجاوزات الزبالين من ترك بعض المخلفات في الشوارع، مؤكدًا أنه يحافظ على تجميع قمامته بنفسه إرسالها إلي المشروع. إلا أن المهندس محمد سعد البقرى، اعترض على فكرة المشروع، بسبب أن هناك فئة صغيرة يطلق عليها "النباشين"، الذين يقومون بأخذ ما يحتاجونه من القمامة لبيعه ويلقون ما يتبقى من المخلفات في الشوارع وهذا يسبب تشويهًا للشوارع وانتشار الحشرات. وعلى الجانب الآخر، تسبب المشروع، في تصاعد حدة الخلاف بين عمال النظافة والنواب ليصل الأمر بالتهديد بالإضراب عن العمل والطعام من قبل عمال النظافة لو لم يتوقف هذا المشروع. لتعلق النائبة نادية هنري، عضو مجلس النواب وصاحبة الفكرة، قائلة إن قبل تنفيذ الفكرة وطرحها على المحافظ، تم التواصل مع كبير عمال النظافة بشارع أسوان بمصر الجديدة لعرضها عليهم، موضحة أنه كان متخوفًا من الفكرة وعلى مصدر رزقه، إلا أن طمأنته بأنه سوف يملك كشكًا خاصًا له وسيقوم بشراء القمامة من المواطنين. وأكدت هنري، في تصريح خاص ل"المصريون"، أننا لا نسمح أن يضر عامل النظافة ولا نرضى أن يضرب نقيب عمال النظافة عن الطعام، ولكن طالبنا منه المقابلة للمناقشة في هذا الموضوع إلا أنه يتهرب من ذلك، مشيرًا إلى أن الهدف الأساسي من المشروع إدارة متكاملة لنفايات مصر والحفاظ على الهادر من عمليات الفصل وحماية عمال النظافة من الأمراض. على النقيض نفى شحاتة مقدس نقيب عمال النظافة، تهربه من التواصل مع النواب، موضحًا أن النائبتين ادعيتا التواصل معه، في أحد اللقاءات التليفزيونية، وتم التواصل معي منهما ولكن هما من تهربتا من الموعد. وأكد مقدس، أن عمال النظافة المقدر عددهم ب3 ملايين وصلوا لنقطة الغليان ويريدون الإضراب عن العمل والطعام، ولكن أنا من أمنعهم، قائلًا "إحنا بندي فرصة للمسئولين لحد يوم الجمعة ولو استمر الأمر هنتجمع أمام مجلسي النواب والوزراء"، مؤكدًا أن هذه الفكرة ستفشل عاجلًا أو آجلًا. وتابع أن عمال النظافة بمنطقة مصر الجديدة توقف دخلهم منذ 5 أيام بسبب هذا المشروع، مستنكرًا أن الهدف من المشروع هيكلة النظافة بل هو مشروع ربحي قائلًا "اللي عايز ينضف هياخد كله مش ياخد الصلب ويترك المخلفات العضوية، اللي هي أخطر بكتير من الصلب"، مشيرًا إلى أن عددًا من عمال النظافة سجلوا لحظات بيع هذه الأكشاك المواد الصلبة لرجال الروبابيكية.