يعد النحت فن تجسيدي أحد أنواع الفنون التشكيلية ثلاثية الأبعاد، حيث النقش والتشكيل ويمارس هذا الفن، على الصخور والمعادن والسيراميك الخشب ومواد أخرى. وعرف فن النحت منذ 4500 سنة قبل الميلاد، حيث اهتمت الحضارات الفرعونية والرومانية واليونانية، بفن النحت وكان أكثر الفنون انتشارًا وتعبيرًا عن ملامح حياتهم، وخاصة النواحي الدينية وتقديسهم للآلهة. وتعتبر المنحوتات أكثر الأعمال الفنية الموثقة للتاريخ، وغير قابلة للتلف، وكانت أغلبية المنحوتات القديمة تُصبغ بألوان زاهية لتوصيل رسالة معينة. وبمرور الزمن، ووسط الظروف المليئة باالتحديات الاقتصادية الحالية، تواجه الصناعات النحتية والفخارية الانقراض، حيث أخذت أسرة السيدة أمينة الغمري، فن النحت لإحياء التراث الشعبي والفلكوري لمنذ أكثر من 25 عامًا، مستخدمة خامات الصلصال والطين الأحمر، وشاركت في معارض داخلية وخارجية باحثة عن فرص دعم لهذه المهملة. ووصفت "أمينة" ضيق الحال واحتياج المهنة لكوادر والآلات وشفقة من الحكومة لدعم الفنون والأعمال التشكيلية، مثلها مثل باقي الصناعات اليدوية التي تواجه سياسة الإغراق من المنتج الصيني الأرخص، مستنكرة عدم وجود قوانين لحماية المنتج المحلي والمشروعات الصغيرة، ورغم ذلك تقوم بتدريب الطلاب والخرجين مجانًا حرصًا على بقاء المهنة، واستمرار التراث الشعبي والفلكوري في أذهان المصريين. وأشار إبراهيم الغمري، صاحب ورشة نحت، إن السياحة كانت مصدر رزق أساسي، وتدهورت حال المهنة بسب ارتفاع الأسعار، وقلة جودة الخامات في السوق، وافتقاد التمويل لشراء الأفران والآلات، مضيفًا أن العمالة على وشك التسريح لضيق الحال، أما بالنسبة لجودة الصناعة تنافس كفاءة أي منتج أجنبي، ولكن لا توجد أسواق أو معارض بأسعار منخفضة. ومن جانبه أوضح ياسر عبود، عامل بالألوان، أن الهدف من صناعة النحت، توثيق المعالم والحضارة، فيوجد بعض المنحوتات لبعض الوظائف المنقرضة، مثل صانع الطرابيش والتنورة والمقرئ والمسحراتي، وغيرهم وليست مهنة تكسب مالي. ولفت إلى أن ارتفاع الأسعار، أثر على الصناعة بشكل سلبي، فتكلفة الألوان زادت من 300 إلى 1500 جنيه، بالإضافة إلى أسعار الطين والخامات، مطالبا بتدشين نقابة تحمي أصحاب المهن الصغيرة. أما عن اللمحة التاريخية، أشار محمود الشاهد، إلى أن المصريين القدماء، اشتهروا بهذا الفن، وقاموا بنحت العديد من التمثايل، كما أنهم اهتموا بعلم التصوير، وكانوا ينحتون الملوك والحيوانات والأشياء الثمينة، التي صنعت لنا حضارة، وبعدهم احترف هذا الفن أصحاب الذوق الرفيع العال، واشتهر أيضا الرومانيون واليونانيون بهذا الفن. لمشاهدة الفيديو اضغط هنا