لا تزال التخوفات الأوروبية تلوح في الأفق خوفا من الرئيس الجديد للولايات المتحدةالأمريكية، دونالد ترامب، على خلفية تصريحاته العدائية تجاه الناتو وأوروبا، التي أطلقها قبل فوزه بالانتخابات، مما سبب اشتعال كبير، يترجم حتى الآن من قبل ألمانيا. تخوفات ألمانية من ترامب وعقب إعلان فوز دونالد ترامب بالانتخابات الرئاسية الأمريكية، تناثرت التصريحات هنا وهناك، كان في مقدمتها المسئولين الألمان، حيث وصف زيغمار غابرييل، وهو نائب المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل ووزير الاقتصاد والطاقة، فوز ترامب بأنه تحذيرا قويا لألمانيا، موضحا أن ترامب رائد حركة استبدادية دولية جديدة، بما يمثل خطورة بالغة. وازدادت حدة التخوفات، في الأوساط الاقتصادية الألمانية، التي جسدها مارتين فانسليبن رئيس غرفة الصناعة والتجارة الألمانية فى برلين، الذي أوضح أن كثيرا من المواطنين الألمان كانوا يتمنون نتيجة أخرى، معربا عن خوفه الشديد من المستقبل مع تولي ترامب الرئاسة. ودعا فانسليبن، الولاياتالمتحدة التعقل، وعدم المخاطرة بالركائز الأساسية للتعاون الدولي، مؤكدا أن الولاياتالمتحدةالأمريكية تعد الشريك التجاري الأهم لألمانيا. ألمانياوالولاياتالمتحدة لديهم شراكات قوية من جانبه أكد الدكتور عمار على حسن، أستاذ العلوم السياسية، والباحث بمركز الأهرام الاستراتيجي، أن التصريحات التي ترد من ألمانيا خاصة وأوروبا عامة، تعبر عن قلق أوروبي حيال دونالد ترامب، إلا أن العلاقات بين ألمانياوالولاياتالمتحدة هي عميقة للغاية، والتي في حقيقتها تقع ضمن العلاقات الأوروبية الأمريكية، وبالتالي لا يمكن أن تتأثر سلبا بتلك التخوفات، منوها على أن الولاياتالمتحدة تعد واجهة كبيرة لدول أوروبا. وأضاف "حسن" في تصريحات خاصة ل"الفجر"، أن القلق الألماني، ستتحرك جميع دول أوروبا بشأنه، لتشكل ضغطا كبيرا على سياسات ترامب، وتلزمه بالعدول عنها، في حالة إذا كان مصرا على تنفيذها، موضحا أن المؤسسات الأمريكية أيضا لن تتركه يفعل ما يريد. وعن العلاقات الأوروبية الأمريكية، أوضح أستاذ العلوم السياسية، أن الطرفين، لديهما علاقات قوية تماما، ولا يمكن على الإطلاق أن تكون بينهما مشكلات جذرية، بل بعض الاحتكاكات فقط الظاهرية التي لا ترقى لوصفها بأنها خلافات حقيقة. مناوشات بسيطة وستنتهي مستقبلا وافقه أيضا الدكتور محمد كمال أستاذ العلوم السياسية، والباحث في الشأن الدولي، أن هذه المناوشات التي تحدث بين ألمانيا، والولاياتالمتحدة، ترجع في أصلها، إلى تصريحات ترامب السابقة، التي أظهرت بعض الشئ العداء لحلف الناتو، مما سبب هذه الحالة من التخوفات الشديدة. وأضاف في تصريحات خاصة ل "الفجر"، أنه بالرغم من تلك الحالة التي تشهد بعض المشاكسات بين ألمانيا وبين الولاياتالمتحدة، إلا أنه سيكون هناك تسويات قريبة، وستضمحل تلك الخلافات، موضحا أن ترامب بالتأكيد في الأيام المقبلة ستختلف تصريحاته ورؤيته تجاه الكثير من الأمور. "ميركل": نطلب التعاون الوثيق مع أمريكا فيما أكدت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل في تصريحات سابقة لها، أن التعاون بين الولاياتالمتحدةالأمريكية، وألمانيا، يعد من أهم الشراكات حول العالم، مؤكدة أن هذا التعاون الوثيق سيظل حجر الأساس في السياسة الخارجية. وطالبت ميركل، بمد يد العون إلى الرئيس الأمريكي ترامب، موضحة أن ألمانياوالولاياتالمتحدةالأمريكية، تشتركان في العديد من القيم وهي قيم الديمقراطية والحرية، واحترام حقوق الإنسان، واحترام القوانين، والكرامة الإنسانية.