قال المرصد السوري لحقوق الإنسان وسكان في مدينة حلب إن مناطق خاضعة لسيطرة المعارضة داخل وحول المدينة تعرضت لما يقرب من 50 غارة جوية يوم الأحد ضمن سلسلة من أعنف الضربات التي تشنها الطائرات الحربية الروسية والسورية في الآونة الأخيرة. وقصف مقاتلو المعارضة مناطق خاضعة لسيطرة الحكومة بالمدينة فيما وصفته وسائل الإعلام السورية بأنه تصعيد للهجمات بالمورتر على المناطق الغربيةبالمدينة. وحلب مقسمة منذ سنوات بين مناطق تسيطر عليها المعارضة المسلحة وأخرى خاضعة لسيطرة الحكومة. وتشهد المدينة الكثير من عمليات القصف الدامية التي أنهت تقريبا اتفاق وقف إطلاق النار الذي تم التوصل إليه في فبراير . وستكون السيطرة الكاملة على حلب بمثابة جائزة كبيرة للرئيس بشار الأسد. وساهم التدخل العسكري الروسي منذ سبتمبر أيلول في تعزيز موقف الحكومة السورية. وذكرت وسائل إعلام حكومية أن صواريخ أطلقها مقاتلو المعارضة على الحمدانية والميدان وأحياء أخرى خلفت 20 قتيلا على الأقل في اليوم الثاني من القصف المكثف للمناطق الخاضعة لسيطرة الحكومة. وبلغ العدد الإجمالي للقتلى خلال مطلع الأسبوع 44 على الأقل. وأصدرت سوريا بيانا شديد اللهجة نددت فيه بتركيا والسعودية وقطر وحملتهم المسؤولية عن أحدث موجة من هجمات المعارضة المسلحة واتهمتهم بتخريب أي جهود للتوصل إلى تسوية سياسية بدعم من الأممالمتحدة. وتقول دمشق إن هذه الدول إلى جانب عدة دول غربية كبرى تمول وتدرب المسلحين الإسلاميين الساعين للإطاحة بحكومة الأسد. وفي القطاع الشرقي الخاضع لسيطرة المعارضة في حلب قال المرصد السوري لحقوق الإنسان إن طائرات هليكوبتر عسكرية أسقطت عشرات البراميل المتفجرة على عدة أحياء مكتظة بالسكان. * القصف يزداد سوءا يوما بعد يوم قال أحد العاملين في الدفاع المدني إن 32 شخصا على الأقل قتلوا في المناطق الخاضعة لسيطرة المعارضة وأضاف أن عمال الإنقاذ انتشلوا 18 جثة من تحت الأنقاض في حي القاطرجي وحده وهو الأكثر تضررا جراء القصف. وأضاف بيبرس ميشال وهو مسؤول بالدفاع المدني في المناطق التابعة للمعارضة في حلب أن حملة القصف المستمرة منذ أسبوع شديدة جدا وتزداد سوءا يوما بعد يوم. وتابع أنها الأسوأ منذ فترة طويلة. وجاءت الضربات الجوية يوم الأحد في أعقاب ضربات استهدفت مناطق مدنية يوم الجمعة والتي قال سكان إنها كانت الأشد خلال أكثر من شهر. وقال المرصد إن الضربات السورية استهدفت أيضا طريق الكاستيلو الرئيسي المؤدي إلى المناطق الخاضعة لسيطرة المعارضة في حلب في إطار حملة لمحاصرتها. واتهمت وزارة الدفاع الروسية في بيان يوم الأحد جماعات إسلامية متشددة في سوريا بإطلاق قذائف مورتر على حي الشيخ مقصود الذي تقطنه أغلبية كردية في حلب ويطل على طريق الكاستيلو. وذكر المرصد أن 13 شخصا على الأقل بينهم ستة أطفال قتلوا في الحي الذي يديره الأكراد يوم السبت جراء قذائف مورتر أطلقها مقاتلو المعارضة. ويتهم مقاتلو المعارضة وحدات حماية الشعب الكردية بالتعاون مع الجيش السوري لقطع الطريق الرئيسي من خلال تكثيف هجماتها البرية على الطريق واستهداف المدنيين الذين يستخدمونه بينما تقصف الطائرات السورية الطريق. واتهم الروس يوم السبت متشددين من جماعات إسلامية راديكالية بإرسال ألف مقاتل على الأقل إلى منطقة في ريف حلب الجنوبي. وعزز المتشددون مكاسبهم منذ يوم الجمعة في المنطقة الواقعة حول بلدة خان طومان الاستراتيجية. وقادت جبهة النصرة هجوما على خان طومان الشهر الماضي لتوجه واحدة من أكبر الانتكاسات في ساحة القتال لتحالف من المقاتلين الشيعة الأجانب يدعم قوات الحكومة السورية. وتقول المعارضة المسلحة إن مقاتلات روسية قصفت يوم الاحد مواقع لمقاتلي المعارضة في المنطقة لمنعهم من التقدم نحو بلدة حضر التي يقول مقاتلو المعارضة إنها معقل لميليشيات تدعمها إيران. وخاضت قوات تدعمها الولاياتالمتحدة معارك يوم الاحد أيضا ضد مقاتلي الدولة الإسلامية في هجوم بدأ يوم الثلاثاء الماضي على مناطق خاضعة لسيطرة التنظيم في محافظة حلب.