لم تتوقف الفتاوى التي تصدر من بعض مشايخ السلفية، بتحريم بعض المناسبات لاسيما تلك التي تخص الأعياد والمناسبات التي يحتفل بها المصريون على مدار العام، حتى باتت كل الأعياد مُحرمة، تحت بند "البدعة" والتشبه بالكفار، فاختلفت الأعياد والمناسبات وظل التحريم واحدًا. "الفجر" ترصد في التقرير التالي، وتزامنًا مع عيد شم النسيم أبرز الفتاوى التي صدرت خلال العام الجاري، والأعوام الماضية، والتي دومًا ما تختلف من عام إلى آخر، في مثل تلك المناسبات. عيد "شم النسيم" لغير المسلمين وبالتزامن مع قدوم عيد شم النسيم، قال سامح عبد الحميد الداعية السلفي: "المسلمون لهم عيدان "الفطر والأضحى"، وشم النسيم عيد لغير المسلمين، ولا يجوز للمسلم أن يُشارك غير المسلمين فى أعيادهم الدينية، ولكن يجوز للمسلم أن يُهنئ المسيحي بنجاح أبنه أو بزواجه أو بشفائه، ويجوز عيادته عند المرض، ومواساته عند المصيبة". وأضاف عبد الحميد "وإذا ثبت أن الفسيخ يترتب على تناوله ضرر، وذلك من خلال أهل الخبرة والاختصاص الموثوقين فلا يجوز للمسلم أن يضر بنفسه"، لقوله تعالى: "وَلَا تَقْتُلُوا أَنْفُسَكُمْ إِنَّ اللَّهَ كَانَ بِكُمْ رَحِيمًا" {النساء: 29}، وقول النبي صلى الله عليه وسلم: لا ضرر ولا ضرار". رواه أحمد وابن ماجه، وصححه الألباني. "عيد الأم" بدعة كانت آخر هذه الفتاوى، فتوى أبو يحيى الحويني، نجل الداعية السلفي أبو إسحاق الحويني، حيث أفتى على صفحته، بعدم جواز الاحتفال بعيد الأم باعتباره بدعة لا يجوز الاحتفال بها، مضيفًا أن كل الأعياد التي تخالف الأعياد الشرعية بدعا حادثة، لم تكن معروفة في عهد السلف الصالح، وربما يكون منشؤها من غير المسلمين أيضًا، فيكون فيها مع البدعة مشابهة أعداء الله سبحانه وتعالى. وأضاف الحويني، لا يجوز في العيد المسمى عيد الأم، إحداث شىء من شعائر العيد، كإظهار الفرح والسرور، وتقديم الهدايا وما أشبه ذلك، فالواجب على المسلم أن يعتز بدينه ويفتخر به، وأن يقتصر على ما حدَّه الله تعالى ورسوله، في هذا الدين القيم الذي ارتضاه الله تعالى لعباده فلا يزيد فيه ولا ينقص منه". فيما يرى الدكتور ياسر برهامي، نائب الدعوة السلفية حاضرًا، حيث أكد خلال فتوى صوتية له، عام 2015، أنه لا يجوز الاحتفال بعيد الأم، قائلًا: "يمكن شراء الهدايا وهذه الأشياء في مناسبة أخرى مثل عيد الفطر أو الأضحى، أو بغير مناسبة، ولكن لا يجوز المشاركة في هذا العيد ولو حزنت أمك، فلا طاعة لمخلوق في معصية الخالق". "عيد الحب" مُحدث كان عيد الحب، أحد الأعياد التي تم تحريمها من قبل الدعوة السلفية، وكان على يد أبو إسحاق الحويني، حيث بث فتوى صوتية له خلال عيد الحب الماضي، أفتى فيه بتحريم الاحتفال به. وقال في المقطع: "في هذا اليوم، القاهرة تتحول كلها إلى اللون الأحمر، حتى لا نرى أحمر من هذا اليوم"، متسائلًا: "كيف يفعل هذا رجل خشى قلبه بمحبة الله؟". وتابع: "من تشبه بقوم فهو منهم، فالملايين مُهدرة في الدباديب والمكالمات التليفونية، نحن ننفق أكثر من 12 مليار جنيه مكالمات، فأولى بها نعمل مصانع وشركات، وغدًا سنُسأل يوم القيامة في سؤالين عن المال، الأول من أين اكتسبته؟، والثاني أين أنفقته؟، ويحرم على المسلم أن يشارك أحد من غير المسلمين في أي عيد من الأعياد". وتبعه، فتوى للداعية السلفي، ياسر برهامي ، نشرها على موقع "أنا السلفي"، قال فيها: "عيد الحب مُحدث، وكل مُحدثة بدعة، وكل بدعة ضلالة وكل ضلالة في النار"، مضيفًا أن "مسمى العيد وحقيقته هو اسم لما يُعتاد فعله في زمان أو مكان، وهو يكون تعظيمًا لذكرى معينة، فالعيد يلزم أن يكون بالشرع". وأضاف: "كيف إذا كان متضمنًا معنى الارتباط العاطفي المحرم غالبًا؟؛ لأن المعتاد أنه يكون يوم عيد لغير المتزوجين أو للأصدقاء، ويتضمن ما ذكرت مِن الهدية بين فتاة وشاب، وبالعكس، مما يترتب عليه ما يترتب من الفتن". المولد النبوي" بدعة من الدولة الفاطمية وعلى السواء، حرمت الدعوة السلفية، الاحتفال بالمولد النبوي الشريف، عبر موقعها الرسمي، حيث أكدت عدم جواز الاحتفال بمولد النبي محمد، بدعوى أنه لم يرد في القرآن الكريم، ولم يصح فيه شيء عن النبي، ولم يفعله الصحابة الكرام. كما نشرت الصفحات التابعة لحزب النور والدعوة السلفية، مقاطع فيديو للداعية السلفي أبو إسحق الحويني، يؤكد فيه تحريم الاحتفال بمولد النبوي الشريف، مطالبًا التيار السلفي العام بضرورة توعية الناس بخطورة الاحتفال به، موضحًا أن الاحتفال بدعة من الدولة الفاطمية بهدف تقليل من شأن الصحابة وتحقيرهم وإظهارهم بموقف المقصر أمام الاحتفال بمولد الرسول وتابع: "الصحابة هم أفضل منا في حب الرسول وأولي للاحتفال به، ولو كان الاحتفال هو مظهر من مظاهر حب الرسول لفعلوا ذلك". "عيد الميلاد" غير مشروع فيما حرم الشيخ ابن عثيمين، أعياد الميلاد، معللاً ذلك: كل شيء يُتخذ عيداً يتكرر كل أسبوع ، أو كل عام وليس مشروعاً؛ فهو من البدع ، لافتًا إلى اتخاذ هذه الأعياد تكرر كل أسبوع أو كل عام معناه أنهم شبهوها بالأعياد الإسلامية ، وهذا حرام لا يجوز ، وليس في الإسلام شيء من الأعياد إلا الأعياد الشرعية الثلاثة، عيد الفطر، وعيد الأضحى، وعيد الأسبوع، وهو يوم الجمعة.