يسعى الثوار في ليبيا الى إحراز تقدم حاسم على مختلف الجبهات قبل حلول شهر رمضان، وخاصة في خط المواجهة غربي مصراتة ويشعرون بالثقة في تحقيق مزيد من التقدم باتجاه بلدة الزليتن القريبة. كما عاود حلف شمال الأطلسي (ناتو) في وقت مبكر الاثنين قصف منطقة باب العزيزية في طرابلس حيث مقر العقيد معمر القذافي بعدما استهدف في وقت سابق مواقع لكتائبه ومراكز قيادة،
وقال متحدث باسم الحكومة الليبة الاحد ان ليبيا مستعدة لإجراء المزيد من المحادثات مع الولاياتالمتحدة ومع المعارضة ولكنه اكد ان القذافي لن يستجيب للمطالب الداعية إلى تنحيه.
وقال المتحدث موسى ابراهيم ان مسؤولين ليبيين عقدوا "حوارا بناء" مع نظرائهم الامريكيين الاسبوع الماضي في اجتماع نادر اعقب اعتراف ادارة اوباما بحكومة المعارضة التي تأمل في انهاء حكم القذافي القائم منذ 41 عاما.
ومع تشبث القذافي بالسلطة رغم مرور خمسة اشهر على الحرب الاهلية وحملة قصف مطولة من قبل حلف شمال الاطلسي فإن الغرب يأمل على نحو متزايد في التوصل لتسوية للصراع هناك.
ولا تبدو المعارضة التي تفتقر إلى السلاح والتدريب قادرة على الاطاحة قريبا بالقذافي.
وقال المعارضون الذين يواجهون وابلا من النيران وقذائف الدبابات ان روحهم المعنوية مرتفعة والخسائر في صفوفهم منخفضة نسبيا مع وجود معركة تقع كل ساعة تقريبا.
وتقول المستشفيات المحلية انها عالجت نحو 25 مقاتلا على مدار 48 ساعة الماضية من جروح طفيفة.
وهز انفجارين هزا بعد منتصف الليلة الماضية محيط باب العزيزية الذي كان تعرض لغارات مماثلة الاحد.
وتصاعدت اعمدة من الدخان من محيط المجمع الذي بات يتجمع أمامه كل ليلة عدد قليل من أنصار القذافي مقارنة بما كان عليه الحال قبل أسابيع.
وكان الناتو قال الاحد إن طائراته قصفت مخزنا للأسلحة، ودبابتين، وبطاريتين مضادتين للطائرات، وسيارة مصفحة قرب زليتن، بينما استهدفت غارات أخرى مناطق قرب البريقة استهدفت مخزنا وأربع سيارات مصفحة.
بيد أن نظام القذافي قال إن الغارة على منطقة البريقة استهدفت منشأة صناعية، وقتلت ستة من حراسها.
* معركة البريقة
وتستمر الغارات الأطلسية على مراكز القيادة والعتاد الذي تستخدمه كتائب القذافي ضد المدن الليبية، بينما يتأهب الثوار لشن هجمات تحقق لهم مكاسب ميدانية كبيرة قبل شهر رمضان.
فعلى الجبهة الشرقية، استقدم الثوار في نهاية الأسبوع ثلاث كاسحات ألغام من طبرق لإزالة الألغام من محيط مدينة البريقة النفطية.
ويفترض أن تساعد الكاسحات التي جرى استيرادها من أوروبا على فتح ممرات آمنة تتيح للثوار شن هجوم حاسم على البريقة حيث لا يزال يتحصن المئات من أفراد الكتائب.
وتعثر تقدم الثوار في الأيام القليلة الماضية بسبب الألغام المزروعة حول البريقة –بما في ذلك حول المنطقة الصناعية- والمقدرة بنحو أربعين ألفا، وهم الآن على مسافة تسعة كيلومترات تقريبا منها.
وكبدت تلك الألغام وهجمات مضادة من كتائب القذافي الثوار عشرات القتلى منذ بدؤوا هجومهم على البريقة قبل عشرة أيام تقريبا.
وقال موقع للثوار الليبيين إن الاشتباكات الأخيرة في محيط هذا المرفأ النفطي الكبير أسفرت عن مقتل عقيد من الكتائب، وانضمام آخر للثوار.
وعلى الجبهة الغربية، وتحديدا حول مصراتة، كان الثوار بلغوا قبل أيام الطرف الشرقي لمدينة زليتن (50 كيلومترا تقريبا غرب مصراتة)، وخاضوا اشتباكات عنيفة مع قوات القذافي.
وتقدم الثوار حتى بلدة سوق الثلاثاء المتاخمة لزليتن من الشرق، ويقولون إن من يقاتل في المقدمة هم ثوار من زليتن. وفي جبهة الجنوب الغربي، قال الثوار إنهم بانتظار التعليمات من قيادتهم للانطلاق باتجاه طرابلس، بعدما اقتربوا من مدينة غريان الإستراتيجية.
ويريد الثوار التقدم إلى طرابلس من عدة محاور بينها محورا القواليش وبئر الغنم بما يجعلهم على مرمى حجر من العاصمة.
في الأثناء، فقد الثوار السيطرة على مدينة القطرون في جنوب غرب ليبيا التي يقطنها عشرون ألف ساكن بعد هجوم من كتائب القذافي، حسب ما أعلنه عضو في قبيلة "التبو المحلية".
وأضاف المصدر ذاته أن قوات القذافي تمركزت الخميس الماضي في شمالي المدينة، فيما تراجع الثوار إلى القسم الجنوبي منها بعدما خسروا مقاتلين اثنين.