استمع لنصيحة مجلس الوزراء وقام بجولات داخل الديوان شهدت مفارقات ■ طارد قطة تمشى وراء مسئول.. ومتحرش فى أروقة الوزارة ■ عنّف منتقبة ومديرها بسبب البوستة نجا الدكتور عصام فايد، وزير الزراعة، من التغيير الوزارى المحدود الذى طال بعض الوزراء الأقوياء، وأخذ بنصيحة مجلس الوزراء، بضرورة تعديل أدائه، والخروج من مكتبه للقيام بجولات فى أروقة الوزارة، بدلاً من البقاء فى مكتبه، والقيام بمتابعات ميدانية، ورغم حرص الدكتور خالد الحسنى، رئيس قطاع شئون مكتب الوزير على عدم احتكاكه المباشر بمشكلات موظفى الديوان، إلا أن الحسنى بدأ فى مرافقة الوزير فى المتابعة المفروضة عليه ما نتج عنه مواقف كوميدية. 1- تعنيف منتقبة ومديرها بسبب عرض البوستة خلف الأبواب المغلقة كانت أولى جولات الوزير فى الطرقات المتشعبة داخل ديوان عام وزارته، الموجود فى قصر أثرى بمنطقة الدقى، حيث تشبه أروقته متاهة يحتار الموظفون فى التحرك خلالها، ولا ينجو من المتاهة إلا المخضرمون منهم، حيث يضم المبنى ردهات متشعبة تحتوى عشرات المكاتب التى تضم مئات الموظفين، لذا كان «الحسنى» أقرب إلى قصاصى الأثر الذين يصاحبون السائحين خوفاً من ضياعهم فى دروب الصحراء، ولكن الوزير ومدير مكتبه فوجئ فى جولته بسيدة منتقبة تخرج من إحدى الغرف أو المكاتب، فاستوقفها وسألها عن سبب وجودها بهذا المكتب، ليكتشف أنها موظفة كانت تعرض «البوستة» على مديرها، فاستدعى الوزير الأخير وعنفه والموظفة وأمر بعدم دخول موظفات للمديرين، وعدم غلق أبواب المكاتب. 2- الوزير والقيادى المتحرش لاحظ الوزير فى أروقة الوزارة، جلوس سيدة فى نهاية الأربعينيات من العمر، على سلم داخلى، لتشكو إليه من تعرضها للابتزاز الجنسى من أحد قيادات الوزارة، ويدعى «م .ا» الذى عمل بمكتب وزراء سابقين، وينتظر تثبيته على درجة وظيفية مهمة بديوان عام الوزارة. وتعرضت للتوبيخ من «الحسنى»، بعد علمه بطبيعة شكواها، وسرعان ما سمعت همهمة الموظفين بقدوم الوزير فى إحدى الطرقات، فظهرت أمامه وكأن الأرض انشقت عنها، وشكت للوزير من مدير مكتبه، وكشفت أمامه عن تعرضها للابتزاز من مديرها الذى يهددها بالنقل من وظيفتها المريحة، وأنه طلب منها أموالاً وأخبرها بأنه إذا لم تستطع الدفع فيمكنها أن تنتظره فى بيتها الذى يعلم عنوانه جيداً، فوجئ الوزير بما قالته السيدة فوبخ مدير مكتبه، أحد أعضاء لجنة القيادات بالوزارة، لأنه رشح الموظف المتحرش ليشغل منصباً مهماً بالوزارة. طلب الوزير من السيدة كتابة مذكرة بتفاصيل الواقعة، ومقابلته فى صباح اليوم التالى، وأمر مدير مكتبه بالتحقيق فى الأمر، وتحويل الموضوع إلى النيابة الإدارية، ثم تم إغلاق الملف بعد حفظ التحقيق، عقب سفر الوزير إلى البحرين قبل يومين. لم تستسلم السيدة وهددت مدير مكتب الوزير، بأنها لن تترك سلم مكتب الوزير حتى يعود، وتحكى له ما تم فى الواقعة، فرد عليها أن مديرها المتهم بالتحرش قدم شهوداً نفوا الواقعة. 3- الوزير والقطة قرر الوزير اصطحاب مدير مكتبه ذات يوم، والمرور للمتابعة بالطرقات بعد انتهاء يوم عمل، وفور خروجه من مكتبه، لاحظ وجود قطة تسير خلف أحد الأشخاص، وكأنها تلاحقه لاختطاف شىء ما، فأصر الوزير على متابعة القطة، وأكد لمدير مكتبه أن هذا الشخص الذى تلاحقه القطة يحمل سمكة، ونادى بالفعل على الرجل، وسأله بحدة عن السر الذى يدفع القطة للسير خلفه، لكن الوزير فوجئ بأن مدير مكتبه يخبره بأن هذا الشخص هو شخصية لها وزنها بالوزارة، وعندما تعجب الرجل من طريقة استيقاف الوزير له باغته الأخير، بقوله: «أهلا أهلا يا دكتور أخبار سيادتك إيه». 4- صرخة الوزير فى وجه شاب يعمل ب«شئون الرئاسة» بعد انتهاء يوم عمل بالوزارة، فى الساعة الخامسة مساء، وأثناء انصراف الوزير من المبنى شاهد أحد الشباب يدخل إلى أحد المكاتب الملحقة بمكتبه، وبصوت هز أرجاء الطابق الأول نادى على الشاب الذى ارتجف فور سماعه النداء، وباغته الوزير بالسؤال:» لماذا تجلس حتى الآن، ومادورك للدخول لهذا المكتب»، فأجابه الشاب بأنه موظف بشئون الرئاسة، وزال فزع الشاب عندما تبدلت لهجة الوزير لتصبح أكثر ليناً ولطفاً، حيث نصحه بالعودة إلى مكان عمله بالرئاسة (وإيه اللى مقعدك هنا فى الوزارة ..مش خلصت اللى جاى علشانه) وبهدوء أوضح الشاب للوزير، أن مكتب الأخير يضم إدارة تحمل اسم إدارة شئون الرئاسة خاصة بمخاطبات الوزارة ومجلس الوزراء. 5- فرقعة سيارة موظف ركن بجوار مرسيدس الوزير السيارة الوحيدة التى تملك حق مخالفة القانون واللوائح الوزارية هى سيارة الوزير، حيث يمكنها الوقوف أمام مدخل ديوان عام الوزارة، وعندما خالف أحد مسئولى الوزارة التعليمات وركن سيارته قرب المدخل، شعر الوزير بالاستفزاز فأمر أفراد الأمن الموجودين بالمكان بإفراغ إطارات سيارة الموظف من الهواء.