امراة لاتعرف المستحيل، واجهت أصعب التحديات، دقت أبواب المسئولين بحثًا عن وظيفة لإبنائها لعدم قدرتها على تلبية احتياجتهم بعد وفاة زوجها، تاركًا لها 5 أبناء، لينتهي بها المطاف «ماسحة أحذية» على أرصفة القاهرة الكبرى. «أم حسن» سيدة في العقد الخامس من عمرها، حاصلة علي دبلوم تجاري، تظهر علي وجهها علامات المشقة والتعب، بعدما توفي زوجها وهي في سن الخامسة والثلاثين، لتعول أسرتها بمفردها، فتاة و4 صبية، تولت زمام أمورهم، ونجحت في تربيتهم ليلتحقوا بكليات القمة، ثم استطاعت ان تلتحق هي أيضًا بالتعليم المفتوح لتصبح طالبة بالفرقة الثالثة بكلية خدمة اجتماعية. التقت «الفجر تي في» بأم حسن الملقبة ب«المرأة الحديدية»، في أحد شوارع منطقة أرض اللواء، لتتحدث عن كفاحها قائلة: «زوجي توفى واضطريت للعمل من أجل تربية أولادي، خاصة وأنا لا أملك المال». وعن سبب اختيارها لمهنة «ماسحة الأحذية»، تقول: «كنت أقف في شرفة منزلي أفكر فى مهنة أكسب منها رزق حلال، فوجدت ماسح أحذية يجلس أمام البيت، ما شد انتباهي، ودفعني لأفكر فى هذه المهنة، فأخذت أحذية أولادي ليلمعها، وبدأت فى سؤاله عن كواليس المهنة، حتى تعرفت إلى الخامات التي يستخدمها». وتابعت «أم حسن» قصة كفاحها قائلة: «استلفت من جارتي 50 جنيهًا واشتريت الأدوات والصندوق ثم اتجهت إلي احد الأماكن المزدحمة، بمزلقان أرض اللواء، وكانت الصدمة هنا، حينما وجدت اثنين من العاملين بمسح الأحذية اعترضوني، فتأثرت وبكيت واصطحبت إبني الرضيع، وشقيقه ابن الثلاثة سنوات، ومضيت ابحث عن مكان أخر، حتى سمح لي مالك محل عصير، بالجلوس بجواره، منذ 17 عامًا». وأوضحت المرأة الحديدية، أنها واجهت كلمات بذيئة من بعض الأشخاص وسخرية مبالغ فيها. وبنبرة جزن شديدة عندما تحدثت عن الصعوبات التي وجهتها خلال عملها، قائلت :«كنت صغيرة وفي الشارع وكانوا ولاد الحرام بيعاملوني على إني فريسة». وعن التحاقها بالجامعة المفتوحة قالت: «كان نفسي طول عمري أكمل تعليمي ولم أتمكن، ولما اتيحت لي الفرصة ان انضم للجامعة اخترت كلية الخدمة الاجتماعية لقربها من مشاكل الناس واهتماماتهم»، وتمنت أن تكمل الدراسات العليا وتحصل علي الماجستير والدكتوراة. واختتمت «أم حسن» أن اولادها فخورون بها على الرغم من اعتلائهم كليات القمة.