شهدت الجلسات العامة بمجلس النواب لمناقشة مشروع قانون اللائحة الداخلية المنظمة للعمل البرلماني، على مدار الأسبوع المنصرم، انسحابات ومشادات وغياب عدد من النواب عن حضور بعض الجلسات، اعتراضاً على عدم إعطاء حق إلقاء الكلمة، ليس هذا فحسب بل واحتجاجاً على سوء إدارة الجلسة أيضاً، في حين انشغل آخرون بطلب زيادة بدلات، والبعض الآخر بالمشادات والخلافات. رصدت "الفجر" أبرز المشاهد المثيرة للجدل خلال الجلسات العامة للبرلمان على مدار الأسبوع المنصرم. طرد "عكاشة" البداية كانت بطرد الدكتور علي عبد العال، رئيس المجلس، للنائب توفيق عكاشة، من قاعة مجلس النواب، وذلك خلال الجلسة الأولي، يوم الاثنين الماضي، بعد احتجاجه على عدم منحه الكلمة، حيث توجه إلى الأمين العام المستشار أحمد سعد مطالباً بصوت مرتفع أن يتم إدراج اسمه في المضابط، وأنه طالب بمنحه الكلمة قبلها بأربعة وعشرين ساعة، دون أن يأذن له رئيس المجلس بذلك، وما كان من رئيس المجلس إلا أن طالبه بالجلوس مكانه وأن يحترم الجلسة وعندما استمر عكاشة في حديثه، أعلن رئيس المجلس طرده من القاعة. واحتجاجاً على عدم منحه الكلمة، وإعلان رئيس المجلس بطرد "عكاشة من الجلسة، فوجه "عكاشة" حديثه لرئيس مجلس النواب قائلاً: "انت جيت غلط". ولم يكتف "عكاشة" بذلك حتى خرج وأثناء جلوسه بالبهو الفرعوني، تتطاول على أحد المحررين البرلمانين بالألفاظ، ومن ثم قرر رئيس المجلس تشكيل لجنة خاصة للتحقيق مع "عكاشة"، بعد تجاوزه باللفظ على الصحفيين وتوجيه اتهامات لهم بأنهم مرشدين للمباحث. واستمراراً لتجاوزات "عكاشة"، فأنه اعترض أيضاً على قرار مجلس النواب بالتحقيق معه، وتعد تلك المرة الثانية، التي طالب فيها رئيس مجلس النواب، "عكاشة" مغادرة القاعة الرئيسة للبرلمان، بعد اعتراضه على تشكيل لجنة خاصة للتحقيق معه على تجاوزاته. فما كان من "عكاشة" إلا أنه قام بتقبيل رأس رئيس المجلس، معتذراً له، قبل استئناف الجلسة العامة لمناقشة مواد اللائحة الداخلية. 6 انسحاب من الجلسات واستمراراً للمشاهد الهزلية تحت قبة البرلمان، انسحب أكثر من 6 أعضاء، اعتراضًا على طلب إعطاء الكلمة، وسوء إدارة الجلسات، في حين اعترض آخرون على التصويت الإلكتروني على مواد اللائحة وخاصة ً المادة 21، التي أحدثت بدورها ارتباكاً داخل الجلسة. حيث انسحب النائبان فتحي الشرقاوي وإلهامي عجينة، الجلسة العامة، وذلك للاعتراض على طريقة منح الكلمات للنواب، في حين انسحب كلاً من النائب خالد يوسف، هيثم الحريري وضياء الدين داود اعتراضاً على التصويت الإلكتروني على مواد اللائحة وخاصة المادة 21 التي أحدثت ارتباكاً داخل الجلسة. غياب مستمر ل "سيف اليزل" دائماً ما يصل اللواء سامح سيف اليزل، عضو مجلس النواب، إلى القاعة الرئيسية للبرلمان متأخراً، إلا أنه مع بداية الجلسات العامة لمناقشة مشروع قانون اللائحة الداخلية للعمل البرلماني، وصل مبكراً، ومع مشاهد الهرج والمشادات التي شهدتها الجلسة، غادر "سيف اليزل"، قاعة مجلس النواب. مرتضى منصور يزور توقيعات كما شهد الأسبوع الماضي، واقعة جديدة للمستشار مرتضي منصور، بسبب خلاف شخصي بينه وبين الإعلامي عمرو أديب، بسبب استضافة الأخير، لأحمد حسام "ميدو"، مدرب الزمالك السابق. وبدوره أعلن "منصور" عن رغبته في وقف برنامج "أديب" وغلق قناة "أوربت" بسبب سبه للشعب المصري من خلال برنامجه على الهواء، مشيراً إلى أن عدد التوقيعات على طلبه وصل الآن إلى 250 نائبًا، وأنه يستهدف جمع 400 توقيع. في حين قال أديب، إن منصور زور توقيعات عدة على طلب وقف برنامجه "القاهرة اليوم"، وهذا ما أكده عدداً من النواب الذين ذكر اسمهم "منصور" في جلسة الإثنين الماضي، مضيفاً: "اللي بينا خلاف شخصي، وطالما مرتضى منصور وصل الموضوع للبرلمان، يبقى أنا هقول على الخلاف ده"، متابعاً: "يعني البلد بكل ما فيها، ويجي واحد ياخد المجلس مقاولة لحسابه، علشان خلاف شخصي ويجمع توقيعات وتطلع مزورة، وفي توقيعات موجودة مرتين". وهذا ما أكده عدداً من النواب، أن "منصور" قد زور بالفعل في التوقيعات، حيث قال النائب علاء عبد المنعم في اتصال هاتفي مع البرنامج أن ما حدث من النائب المذكور جريمة تزوير خصوصاً لو أنه تقدم بالتوقيعات المزورة فعلاً لرئيس البرلمان. نائبة ل"منصور": البرلمان ليس مكان لتصفية الحسابات وبسبب خلاف "منصور" و "أديب"، نشب خلاف آخر مع مرتضي منصور، والنائبة هالة أبو السعد، التي صرحت بأن البرلمان ليس مكان لتصفية الحسابات الشخصية، متابعةً "مرتضى منصور، يفعل المهازل تحت القبة، مخاطبة إياه "مينفعش نضيع وقت البرلمان في حسابات شخصية، مش عايزين ناخد وقت ال 90 مليون في أمور شخصية". وأضافت أبو السعد، أن "منصور" قام بتهديدها صراحة، بأن وجه لها الحديث "أنا مش هسيبك يا هالة... وهتشوفى"، وتم إثبات ذلك بمحضر الجلسة. طلب زيادة بدلات هذا وقد طالب بعض النواب بزيادة بدل حضور الجلسات لتصل إلى 650 جنيهاً، كما طالبوا أيضاً بضرورة أن يكون البدل ملائماً لما ينفقه النائب، أو توفير استراحات للأعضاء توفيراً لنفقات الفنادق والتغذية والمظهر والعلاج والاتصال، بجانب زيادة بدل الجلسات الأساسية والنوعية. وقد وقع عدد من النواب على مذكرة يطالبون فيها بزيادة البدلات، في حين ورد أن هناك ما يقرب من 221 نائب قاموا بالتوقيع على المذكرة، في حين طالب بعض هؤلاء بالتحقيق في الزج بأسمائهم ضمن الموقعين على المذكرة دون علمهم.