شهدت جلسة مجلس النواب، الثلاثاء، أزمات ومشادات بين النواب من جهة، وبينهم وبين الدكتور على عبدالعال، رئيس المجلس، من جهة أخرى، ليفقد السيطرة على الجلسة ويلجأ إلى رفعها للاستراحة، خلال مناقشة لائحة المجلس الجديدة. وقال عبدالعال، خلال الجلسة: «الرأى العام يسأل عن عمل المجلس وما أنجزه خلال الفترة الماضية، ونحن مطالبون أمامه بالعمل والإنجاز»، وأضاف- ردا على المقاطعات الصادرة من عدد من النواب وطلبهم الكلمة فى بداية الجلسة، أمس- أن المجلس انتهى فى جلسة أمس الأول من مناقشة 4 مواد فقط من مشروع اللائحة الجديدة، وتابع: «إذا استمر هذا الأداء فسننتهى من اللائحة خلال 6 أشهر على الأقل». واضطر عبدالعال إلى رفع الجلسة لمدة نصف الساعة، بعد حدوث فوضى داخل القاعة وارتفاع أصوات النواب، بعد اعتراض النائب فتحى الشرقاوى على عدم منحه الكلمة داخل الجلسة وانفعاله بشدة، ما دفع النواب إلى محاولة تهدئته، وقرر الخروج من الجلسة قبل أن يتم رفعها. وتسببت المادة التاسعة من اللائحة الداخلية للبرلمان، والخاصة بمنح الاختصاصات لرئيس المجلس فى المخاطبات المختلفة مع الوزراء، فى اشتعال الجلسة العامة، وانسحاب عدد من النواب من القاعة، اعتراضا على عدم منحهم الكلمة وطريقة إدارة الجلسة. وبدأت المشادات بعدما طلب النائب هيثم الحريرى ضرورة وجود اللامركزية وتوزيع الاختصاصات على رؤساء اللجان النوعية فى مخاطبة الوزراء، وهو ما اتفق معه النائب محمد أبوحامد، وأثناء كلمة الأخير اعترض عدد من النواب على عدم حصولهم على حق الكلام، وفى مقدمتهم النائب فتحى الشرقاوى، الذى اتهمه رئيس المجلس بإثارة الشغب داخل القاعة، وقال الشرقاوى- عقب خروجه من القاعة- إنه اعترض على عدم منحه الكلمة، رغم أنه طلبها قبل الجلسة بأربع وعشرين ساعة، وأضاف: «بهذا الإيقاع سننتهى من اللائحة عام 2017». وانسحب النائب ضياء داوود، وسط اعتراضات نواب آخرين أثاروا ضجيجا فى القاعة، وانفعل أحد النواب، مُوجها كلامه لرئيس المجلس، قائلا: «اللى بتعمله ده هيولد الانفجار فى القاعة!». وصاح النائب طارق رضوان، مطالبا بانسحاب نواب حزب المصريين الأحرار من القاعة، اعتراضا على عدم منحهم الكلمة فى الجلسات، وتدخل النائبان مصطفى بكرى وسليمان وهدان، وكيل المجلس، لتهدئة النواب، إلا أن القاعة اشتعلت أكثر، ما دفع عبدالعال إلى رفع الجلسة، اعتراضا على ممارسات النواب، دون استكمال مناقشة اللائحة. وشهدت الجلسة انفعالا شديدا من النائب مرتضى منصور بسبب أزمته مع الإعلامى عمرو أديب، حيث تقدم مرتضى بمذكرة لرئيس المجلس ضد الإعلامى عمرو أديب، وقال، فى كلمته أمام الجلسة العامة: «أطالب باتخاذ موقف ضد الإعلامى الذى سب شعب مصر بأقوال بذيئة». وأضاف منصور: «المشكلة ليست شخصية والشعب اتشتم واللى موافق على كده يقول». وتدخل رئيس المجلس، قائلا: «سلِّم المذكرة للأمين العام، وسأناقشها مع وزير الاستثمار، ولن نقبل إهانة أى مواطن مصرى من أى وسيلة إعلامية»، وشهدت طرقات المجلس والبهو الفرعونى غضبا من النواب واعتراضا على ما وصفوه ب«ضعف أدء المجلس»، وعلق النائب أحمد أباظة أثناء تحركه فى البهو، قائلا: «إنا لله وإنا إليه راجعون». وشهدت القاعة أثناء فترة الاستراحة مشادات وانفعالا من النواب، حيث قامت النائبة نعمت قمر بمخاطبة السيد الشريف، وكيل المجلس، لمدة حوالى عشر دقائق وهى منفعلة، وقالت، مُوجِّهة حديثها للنواب: «هتتحلوا والله هتتحلوا، فيه ناس مستهدفة المجلس ده». وانفعل النائب مصطفى بكرى، متوجها للمنصة التى يجلس عليها رئيس المجلس، ووجه حديثه لأحد الاشخاص الواقفين بجواره، قائلا: «إنت دخلك إيه فى ترتيب كلام النواب؟! الرئيس هيسمع الناس كلها»، وتدخل بعض النواب لتهدئته وإعادته إلى مقعده. وبعد تهدئة الوضع واصل المجلس جلساته بمناقشة مواد اللائحة الداخلية، وطالب الدكتور على عبدالعال النواب بالإسراع فى مناقشة مواد اللائحة، قائلا: «المجلس أمضى ما يقرب من الشهرين منذ انعقاده دون أن يقدم شيئا للمواطن». وطالب عبدالعال أعضاء المجلس بالحفاظ على وحدة المجلس وقوته، مضيفا: «هناك مَن ينتظر حدوث شقاق داخل المجلس، وهناك مَن يتربص به سواء من الداخل أو الخارج، وأتوقع مراعاة جميع النواب هذه المرحلة ودقتها وخطورتها»، ومؤكدا أن التدرج الهرمى فى إدارة المجلس هو الذى يؤسس للنظام، والبديل هو الفوضى. وأضاف أن هناك الكثير من المقترحات حول مواد اللائحة، ويجب تلاوتها وأخذ الرأى عليها إلا إذا تنازل عنها النواب المقدمون لها، مشيرا إلى أن من حق رئيس المجلس أن يصرف النظر عن بعض الاقتراحات التى لا تدخل فى صميم المادة المطروحة. وأشار عبدالعال إلى أن المجلس أنجز نحو 340 قرارا بقانون فى أول 15 يوما، ومازال يناقش المادة العاشرة من اللائحة حتى الآن، مناشدا النواب الترفع قدر الإمكان عن الصغائر، خاصة بعدما شهدت الجلسة مشادات بين بعض النواب، وأضاف: «الجميع ينتظر هذا المجلس الذى أناطه الدستور بالكثير من السلطات». ونوه بأن بعض النواب يتهمونه بأنه لا يمنحهم الكلمة، لافتا إلى أنه يمنح الكلمة لمَن يطلبها وفقا للإجراءات المتبعة، ومشددا على ضرورة التزام النواب بقواعد السلوك المطبقة فى المجالس النيابية.
