خبير الشؤون الإفريقية: انقسام "الجامعة العربية" يعطل قراراتها خبير دولي: تكاتف الجهود الدولية والعربية الحل للأزمة السورية
تعيش الآن 4 آلاف أسرة سورية في مجاعة وحصار شامل في قرية مضايا الواقعة في ريف دمش المغربي، والتي كانت تعد سابقاً وجهة للمصيفين، إلى أن أصبحت تشبه "الجحيم" منذ الحصار الذي فرض عليها منذ ما يقرب من 7 أشهر، نتيجة الصراع بين نظام الرئيس السوري بشار الأسد من جانب، وبين العناصر المسلحة التي تختبئ في البلدة من ناحية أخرى، وفي ظل الصمت الدولي والعربي حول تلك الأزمة التي يروح ضحايها أهالي تلك البلدة يتوقع البعض أن تلاقي قرى أخرى نفس المصير ليكون شعار المرحلة القادمة " ركوع أو جوع".
وفي هذا السياق رصدت "الفجر" ابرز القرى التي من المتوقع أن تنال مصير قرية مضايا، وآراء بعض الخبراء حول الموقف العربي والدولي حول تلك الأزمة.
أزمة قرية "مضايا" وقعت قرية مضايا السورية والتي تقع في ريف دمشق المغربي، والتي تقترب من الحدود اللبنانية السورية، تحت الحصار منذ ما يقرب من 7 أشهر، فقدت فيهم المواد الغذائية والدوائية، وتحول سكان المدينة إلى "هياكل عظمية".
وتستمر قوات بشار الأسد في تطبيقها لسياسة التجويع بهدف إجبار الأهالي على ترك مناطقهم مما أدى لأوضاع إنسانية غاية في الصعوبة، وتسبب في موت عشرات المدنيين، وتبلغ حالات الإغماء والإعياء إلى 100 حالة يومياً نتيجة نقص المواد الغذائية والطبية، كما أن المراكز الطبية لا تستطيع أن تفعل شيئاً لهؤلاء لأنها تعاني أيضا من نقص شديد في المواد الطبية والأدوية، وأصبح شبح الموت يطارد من تبقى من أهلها على قيد الحياة بعد أن تحولت أجسادهم إلى ما يشبه الهياكل العظمية البشرية وهو ما دفع بالأهالي لأكل لحم القطط والكلاب والحشائش.
المدن المهددة بنفس مصير "مضايا" وتنتظر 8 مدن نفس مصير مضايا إذا لن يكون هناك تحركات من المجتمع الدولي، وهم: "درايا وحمص الوعر والغوطة الشرقية وسهل الغاب وريف حلب وريف دمشق والطيبة والزبداني"، حيث من المتوقع أن تنال نفس مصير قرية "مضايا"، وأن نرى بهم مآسي انسانية جديدة نتيجة للصراع بين النظام السوري والمعارضة، والذي يدفع ثمنها الشعب السوري.
" الكعكة" السورية وأجندات التدخل ومن جانبه أكد الدكتور أيمن شبانة، الخبير في الشؤون الإفريقية، أن الوضع في سوريا سياسي بحت، وأن الكل يتعامل معها على أنها "كعكة" وكل منهم يريد أن يأخذ جزءً من هذه "الكعكة" على حساب الشعب السوري، مشيراً إلى أن الأسلوب الذي يتبع حيالها من الجانبين الدولي والعربي عبارة عن مساندة محدودة، وأن كل منهم يحاول أن يضيف أجندته للتدخل في الشأن السوري بما يخدم مصالحه، وأنهم أهدافهم ليست إنسانية لأن الوضع ما زال مستمراً كما هو حتى الآن.
وأشار "شبانة" في تصريح خاص ل "الفجر"، إلى أن الشأن العربي مرتبط على الأغلب بالجامعة العربية، والتي لا يمكن أن تتخذ أي قرار إلا بعد موافقة أعضائها من الدول المختلفة، وأن دول الجامعة أنفسهم منقسمين حول الشأن السوري.
وأضاف "شبانة" أن الوضع في مضايا وريف سوريا وريف دمشق وغيرها الكثير من القرى الموجودة في سوريا، أزمات إنسانية لا يشعر بها سوى الشعب السوري، قائلا: " الوضع في سوريا يشبه المقولة.. عندما تتصارع الأفيال يموت العشب تحت أقدامهم" موضحاً أن الشعب السوري يشبه العشب في تلك المقولة، مؤكداً على ضرورة إيجاد حلول عاجلة للأزمة السورية بوجه عام.
حصار "همجي" فوق تصورات البشر وشدد الدكتور محمد أبو طالب، الخبير بالشؤون الدولية، على ضرورة تكاتف الجهود العربية والدولية للوصول إلى حل جذري للمأساة التي يعاني منها أهالي قرية مضايا في سوريا، مشيراً إلى أن الهدن التي طُرحت من قبل الأممالمتحدة ولجان الإغاثة لم تحقق أي نتائج على أرض الوقاع.
وأضاف "أبو طالب" في تصريح خاص ل "الفجر"، أن حصار السوريين لمدة 7 أشهر بدون طعام ودواء شيء همجي ولا علاقة له بالإنسانية وفوق تصورات البشر، مشيراً إلى أن الصمت الدولي والعربي تجاه تلك الأزمة سيدفع النظام السوري إلى مزيد من الهمجية، وأن الشعب السوري هو من سيدفع ثمن تلك الحروب الدامية.