بدأت المملكة العربية السعودية عام 2016 بصدام جديد بينها وبين إيران بعد خطوة المملكة المُتحدية بتنفيذ حكم الإعدام على 47 شخصا، من بينهم رجل الدين الشيعي السعودي نمر باقر النمر، الذي فتح باب تصعيد الأزمات من جديد بين السعودية وإيران. ومنذ تنفيذ حكم الإعدام بحق رجل الدين الشيعي "نمر النمر" ودخل كلا الجانبين بحرب شرسة من التصريحات والتهديدات التي نُفذ بعضها مثل إحراق القنصلية والسفارة السعودية بإيران. رصدت "الفجر" تسلسل الأحداث منذ اشتعال الأزمة بإعدام "نمر باقر النمر" وحتى الآن. السعودية تنفذ أحكام الإعدام وتعدم "النمر" بالرغم من التنديدات التي قامت بها إيران فى وقت سابق بعدم تنفيذ الرياض أحكام الإعدام التى صدرت بحق النمر، إلا أن السعودية نفذت أمس تلك الأحكام وقامت بإعدام رجل الدين الشيعي، "الشعلة التي أغرقت البلدين في حرب منتظرة". إيران تهدد وتتهم السعودية بمعاونتها للإرهاب نددت إيران بإعدام السعودية رجل الدين الشيعي نمر النمر، واستدعت القائم بالأعمال السعودي في طهران للاحتجاج. وكانت إيران أول من أصدر رد فعل على هذه الأحكام، مستخدمة لهجة تصعيدية تجاه السعودية، حيث قال المتحدث باسم الخارجية الإيرانية حسين أنصاري إن "السعودية تساند الإرهابيين وتعدم المناهضين للإرهاب"، ووصف عملية الإعدام بأنها تظهر "غياب الحكمة وانعدام المسؤولية"، وتابع: "السعودية ستدفع "ثمنا باهظا، لإعدامها رجل الدين الشيعي نمر باقر النمر". السعودية ترد على اتهامات إيران لها ردت السعودية على الاتهامات التي وجهها الشيعة في العراقولبنان وكذلك إيران على إعدام النمر، بالقول إن هذه المحاكمات لا تستهدف عرق أو طائفة أو جنسية المتهم، كما يروج المنتقدون، الذين يريدون خلق زعزعة داخلية في السعودية، وتحريض شيعة القطيف ضد الأسرة الحاكمة. وأكد المفتي السعودي أن أحكام الإعدام استندت على كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم، مشيرا إلى أن في ذلك حرص على الأمة واستقامتها واستقرارها والدفاع عن أمنها وأموالها وأعراضها وعقولها. أزمة دبلوماسية بين البلدين وبعد تلك التهديدات الإيرانية للرياض، استدعت وزارة الخارجية السعودية السفير الإيراني لدى المملكة وسلمته مذكرة احتجاج شديدة اللهجة حيال التصريحات الإيرانية العدوانية الصادرة تجاه الأحكام الشرعية التي نفذت بحق الإرهابيين في المملكة، وعبرت له الوزارة عن استهجان المملكة ورفضها القاطع لهذه التصريحات العدوانية التي تعتبرها تدخلا سافرا في شؤون المملكة. كما حمَّلت وزارة الخارجية، الحكومة الإيرانية المسؤولية كاملة حيال حماية سفارة خادم الحرمين الشريفين في طهران، وقنصلية المملكة في مدينة مشهد، وحماية أمن كافة منسوبيها من أي أعمال عدوانية، وذلك بموجب الاتفاقيات والقوانين الدولية. أول رد فعل إيراني على حكم الإعدام.. "تحريض الشيعة وحرق قطيف" وبعد التهديدات الإيرانية للسعودية، خرجت مسيرات احتجاج عمت منطقة القطيف شرق السعودية خرج فيها الشيعة السعوديون في مدينة القطيف وقاموا بأعمال عنف وتخريب في المنطقة وتسببوا في حرقها. هجوم الإيرانيين على القنصلية السعودية وإحراق السفارة بطهران ومع تطور الأحداث، تهجم عدد كبير من الإيرانيين على القنصلية السعودية في مدينة مشهد في محاولة لإحراقها، وقام بعض المعترضين على حكم إعدام الشيخ نمر النمر بإلقاء الحجارة على مبنى القنصلية، إضافة إلى إلقاء مواد قابلة للاشتعال في محاولات لإحراق المبنى، كما قام عددٌ منهم بالصعود عبر الشبك الذي يحيط المبنى في محاولة لإنزال العَلَم السعودي. وشهدت مدينة طهران تجمعًا لعدد من الإيرانيين أمام مبنى السفارة السعودية، وقاموا بترديد هتافات وعبارات لا أخلاقية وطائفية تجاه السعوديين، وهاجم المتظاهرون مبنى السفارة السعودية وألقوا باتجاهه قنابل حارقة، ما أدى إلى اشتعال النيران به، كما رشقوا مبنى السفارة بالزجاجات الحارقة وتمكنوا من اقتحام السور ودخول حرم المقر قبل ان تخرجهم منه الشرطة. السعودية ترد بقسوة على تهديدات إيران أصدرت المملكة العربية السعودية بيانًا شديد اللهجة للرد على تصريحات إيران الرافضة لأحكام الإعدام التي نفذتها السعودية أمس، ونقلت وكالة الأنباء السعودية الرسمية عن مصدر مسؤول بوزارة الخارجية تأكيده "استهجان المملكة العربية السعودية واستنكارها الشديدين ورفضها القاطع لكافة التصريحات العدوانية الصادرة عن النظام الإيراني تجاه الأحكام الشرعية التي نفذت بحق الإرهابيين في المملكة". وأضاف المصدر أن "نظام إيران آخر نظام في العالم يمكن أن يتهم الآخرين بدعم الإرهاب، باعتباره دولة راعية للإرهاب، ومدان من قبل الأممالمتحدة والعديد من الدول، ويؤكد ذلك إدراج عدد من المؤسسات الحكومية الإيرانية على قائمة الإرهاب في الأممالمتحدة، وذلك بالإضافة إلى توفير ملاذ آمن على أراضيه لعدد من زعامات القاعدة منذ العام 2001، علاوة على توفير الحماية لأحد المتورطين السعوديين في تفجيرات الخبر التابع لما يسمى بحزب الله الحجاز منذ العام 1996، والذي تم القبض عليه في العام الماضي وهو يحمل جواز سفر إيراني". وأشار المصدر إلى أن "تدخلات النظام الإيراني السافرة في دول المنطقة، شملت كلا من العراق واليمن ولبنان، وسوريا التي تدخلت فيها بشكل مباشر من خلال الحرس الثوري، والميليشيات الشيعية من لبنان ودول العالم، ونجم عنه مقتل أكثر من 250 ألف سوري بدم بارد، وتشريد أكثر من 12 مليون". ولفت المصدر إلى القبض على خلايا تابعة لإيران في الآونة الأخيرة "قامت بتهريب المتفجرات والأسلحة إلى البحرين والكويت، والقبض على خلية تابعة لنظام إيران في السعودية، وذلك في ممارسات استهدفت المملكة ودول مجلس التعاون". وقال المصدر إن "نظام إيران لا يخجل من التشدق بمسائل حقوق الإنسان، وهو الذي أعدم العام الماضي المئات من الإيرانيين دون سند قانوني واضح"، مؤكدًا على استقلال وشفافية القضاء السعودية وأنه "لا يعرف الخبث واللؤم والتفرقة، ولا يعمل بخفاء كما هو شأن نظام إيران".