قالت صحيفة "اندبندنت" البريطانية، اليوم إن اتفاقية "سايكس بيكو" بين بريطانيا العظمى وفرنسا لتقسيم منطقة الشرق الأوسط فيما بينهما، منذ 100 عامًا، متهمة بمسؤوليتها عن فوضى الشرق الأوسط حتى الأن، وظهور داعش. وأشارت إلى أن أصل اتفاقية "سايكس بيكو" هو اجتماع بين الجنرال "مارك سايكس" مع الدبلوماسي الفرنسي "جورج بيكو" في داوننج ستريت في بريطانيا، بعد الحرب العالمية الأولى 1914، لتقسيم الشرق الأوسط بين فرنساوبريطانيا.
وأضافت أن "سايكس" كان له دور كارثي بالفعل خلال الحرب العالمية الأولى لحلفائه، حين اقترح على اللورد "وينستون تشرشل" معركة "جاليبولي" لاحتلال العاصمة التركية "اسطنبول"، والتي بائت بالفشل، فضلًا عن مقتل أكثر من ربع مليون من قوات التحالف، و90 ألف جندي تركي.
أما "بيكو" فهو العم الأكبر للرئيس الفرنسي المستقبلي "فاليري جيسكارد"، والذي نادى بإعلان سوريا دولة مدنية وقريبة من قلب فرنسا.
فيما تم توقيع بنود "سايكس بيكو" عام 1916 ضمن اتفاق "أسيا الصغرى"، وإلغاء الاتفاق مع الدولة العثمانية، بينما استعر الغضب حينئذ بين العرب حول ذلك الاتفاق بأنه سبب الصراعات.
ولفتت الصحيفة البريطانية إلى أن داعش طالما استخدم بين أهداف حملته الدعائية "نهاية سايكس بيكو"، كما توعّد "أبوبكر البغدادي" خلال إحدى خطب الجمعة بالجامع الكبير بالموصل "أن حملة داعش لن تتوقف حتى دقّ أخر مسمارفي نعش "سايكس بيكو".
وأردفت الصحيفة أن "سايكس بيكو" كانت بداية لتفتيت الإمبراطورية العثمانية من قبل المناورات الأوروبية، ثم تلاها "وعد بلفور" الذي نتج عنه إنشاء دولة إسرائيل.
كما خططت الإمبراطورية الروسية احتلال "اسطنبول"، والسيطرة على "أرمينيا" و"شمال كردستان"، لكنها تراجعت بعد الكشف عن تلك الوثائق التي أغضبت العالم العربي.
أما الأكراد، تأثرت طموحاتهم بالاستقلال أيضًا بعد اتفاق "سايكس بيكو" لدى اكتشاف بريطانيا حقول نفط "كركوك"، لكن فرص نيل الانفصال تعززت الأن بسبب اضطرابات الشرق الأوسط، وفقًا للصحيفة.
وقالت إن "منصور البرزاني" رئيس إقليم كردستان، شدّد على أن بريطانيا عليها واجب لتسليح مقاتلي كردستان بسبب الاتفاقية، وأن "بريطانيا لها الدور الأكبر في إنشاء الشرق الأوسط الجديد"، وأضاف "إلى متى سندفع أخطاء اتفاقية "سايكس بيكو"؟.
فيما أوضحت الصحيفة أنه بعد تلك الاتهامات للزعيم الكردي بيومين، كشفت المعارضة السورية أن روسيا تسلم الأكراد "سلاحًا" بزعم مواجهة داعش.
ومع تزايد الاتهامات للتحالف الدولي بقيادة أمريكا ضد داعش، لكونه تحالفًا رخوًا، وأنه يدعم معارضة عرقية في سوريا ضد نظام علوي في سوريا، كما تزايدت حدة الخصومة بين العرب والأكراد الذي حصلوا على سلاح روسي.
وفيما يتعلق بالاحتلال الإيطالي لليبيا، وقمع سكانه، اعتبرت الصحيفة أن ذلك يعد انشقاقًا عن "سايكس بيكو"، لكن الدولة الشبه فوضوية الحالية بعد الإطاحة بمعمر القذافي، نتاج تحالف "أنجلو فرنسي"، وأدى لتشكيل حكومتين متصارعتين على أنقاض الدولة الليبية.
ونقلت الصحيفة تصريحات وزير الخارجية البريطاني السابق "ويليام هاج"- الشهر الماضي، بأن اتفاقية سايكس بيكو لم تكن فكرة جيدة على الإطلاق"، وقال "إن بريطانيا وحلفائها يجب أن يعملوا على وضع حلول جديدة للمنطقة، وأشار إلى أن حدود العراقوسوريا رسمها "بريطانيان، ودبلوماسي فرنسي عام 1916، وهذا لا يجب أن يعتبر أمر مسلم به.
وأخيرًا، علّقت الصحيفة أنه رغم ذلك، الأضرار التي ألحقتها الغطرسة الاستعمارية، وإرث "سايكس بيكو" ليست فقط المسؤولة عن اندلاع الفوضى بالشرق الأوسط، وإنما في الفكر الجهادي الذي تبنى هجمات باريس ولندن بتأثيرات مدمرة.