قال ريتشارد هاس رئيس مجلس العلاقات الخارجية الأمريكي، إن “سايكس بيكو جديدة” فى الشرق الاوسط هى الحل الذى سينقذ امريكا من ورطتها المتفاقمة في العراق وترددها في سوريا ، وان الشئ الوحيد الذى بات مؤكدا وفقا له أن الشرق الأوسط القديم يؤول إلى التفكك ، وبقى السؤال وهو متى يأخذ مكانه الجديد”. وتوقع «هاس» أن اى دعم أمريكي لحكومة المالكي قد يبطئ من تقدم المسلحين باتجاه بغداد بعد احتلال مدن الموصل وصلاح الدين، لكنه ليس من الواضح أن يحدث فرق حاسم أو دائم، كما ليس بمقدور الحكومة في بغداد أن تفعل المزيد لجعل العراقيين يبدون الاستعداد للقتال من أجل بقائها، بعد هروب جنودها والتخلي عن أسلحتهم ، ورسمَ «هاس» صورة للعراق المفكك ، مشيرا الى ان إيران ستهيمن على محافظات الجنوب، ومنطقة كردية مستقلة في الشمال، والتنافس على مدن الشمال الغربي وبغداد بين المتشددين السنة “داعش” وقوى أخرى. وتابع فى تصريحات له نشرتها صحيفة «العرب» اللندنية امس ان تقسيم سوريا ايضا سيكون هو الحل لانهاء تردد امريكا حيال سوريا ، لافتا الى ان استفحال الموقف فى سوريا وتقاعس إدارة أوباما عن «تزويد المعارضة المعتدلة بالأسلحة لمواجهة نظام الأسد هو الذى ادى الى وصول سوريا الى الحالة الراهنة ، فمع مرور الأيام تقلصت قدرة المعتدلين على الصمود وتزايد نفوذ المتطرفين ، إلى أن وصلت خريطة توازنات القوى في العراق وبلاد الشام إلى ما نراه اليوم»، وأضاف «هاس» ان الشرق الاوسط وصل الآن الى النقطة المعتمة التي يعيشها، منذ قرار الولاياتالمتحدة احتلال العراق وإسقاط نظام الرئيس صدام حسين، وما تلاه من سياسات عززت الطائفية بدلا من الهوية الوطنية، وترك إيران تدير الميليشيات الطائفية في العراق دون أي قيود. يذكر ان ريتشارد هاس مؤلف كتاب «حرب الضرورة و حرب الاختيار: مذكرات حربين في العراق». ويتوافق ما طرحه هاس مع مخطط غربى لتنفيذ «سايكس بيكو» جديدة فى الشرق الاوسط لتفكيك الدول العربية ، ويتفق راسمو «سايكس بيكو» الجديدة على ما يطلقون عليه “الورطة” الأمريكية، وطريقة الخروج منها بعمليات التقسيم . يذكر ان اتفاقية سايكس بيكو عام 1916، قد وضعت تفاهما بين فرنسا والمملكة المتحدة على اقتسام الهلال الخصيب بين فرنسا وبريطانيا لتحديد مناطق النفوذ في غرب آسيا بعد تهاوي الإمبراطورية العثمانية.