المؤشرات الأولية لنتيجة الجولة الأولى من الانتخابات البرلمانية، لم ترض طبيب الأطفال "ياسر برهامى" نائب رئيس الدعوة السلفية، ولا غلمانه على الرغم من أنها تشير إلى خوضهم معظم جولات الإعادة على المقاعد فى محافظاتالبحيرة والإسكندرية ومرسى مطروح. فلم تنجح الأموال التى ضخها ياسر برهامى ولا غلمانه ومموليه من الخارج، ولا الحملات ولا الجولات التى قام بها، ولم تشفع لهم المؤتمرات ولا الندوات التى نظموها، بغرض الحشد لصالح مرشيحهم فى الانتخابات.. " الفجر" رصدت أسباب تهاوى حزب النور فى المرحلة الأولى من الانتخابات البرلمانية. 1 قتل الملك حالة من الغليان سادت حزب النور عقب إعلان المؤشرات الأولية للانتخابات البرلمانية، وأصبح برهامى وغلمانه فى مأزق شديد، بعدما وعدوا قيادات الدعوة السلفية بأن الانتخابات "مضمونة". القوى المنافسة تؤكد أن حزب النور لم يخرج خاسرا من الجولة الأولى، بل إن مرشحيه سيخوضون جولة الإعادة، وسيحصلون على ما يقرب من 15% من نسبة المقاعد البرلمانية فى المرحلة الأولى للانتخابات، لكن السلفيين كانوا يطمحون فى نسبة أكبر بالجولة الأولى، نظير الأموال والهبات والعطايا التى قدموها للناس، مقابل الحصول على دعمهم وأصواتهم. برهامى كان واهما لدرجة كبيرة أنهم سوف يحصلون على عدد كبير من المقاعد، خاصة أنه يمتلك قواعد كبيرة فى أهم ثلاث محافظات وقعت جميعها فى المرحلة الأولى، بالإضافة إلى أن نتائج استطلاع الرأى التى وصلت له من اللجان المركزية والنوعية لحزب النور، كانت تشير إلى أن الحزب يمتلك قوة تصويت هائلة فى تلك لمحافظات، بالإضافة لتكتل الأصوات فى الصعيد، خاصة فى محافظاتسوهاج وأسيوط وقنا، من خارج قواعد الحزب، وهو ما اطمأن له برهامى ونشر أنصاره فى تلك المحافظات من أجل إقناع الناس وكسب تأييدهم، لكن دون جدوى. 2 تفتيت القوى التصويتية للسلفيين سبب تهاوى السلفيين فى الانتخابات، أن برهامى وضع مخططاً منذ البداية اعتمد على الحرب النفسية، وخرج وسط أنصاره ومؤيديه ومناصريه، مؤكداً أن السلفيين سيكتسحون الجولة الأولى من الانتخابات البرلمانية. لكن على أرض الواقع لم يمتلك برهامى سوى تأييد القلة الباقية من مناصريه، بعد تفتت القوى السلفية بفعل سياساته التى أدت لانقسام الدعوة السلفية إلى شيع وفرق كثيرة ومتناثرة، ما بين مؤيدين للمرشد الروحى لجماعة الدعوة السلفية محمد إسماعيل المقدم، الذى تمت الإطاحة به منذ شهر تقريبا من مجلس إدارة الدعوة السلفية، وأتباع ومريدى الشيخ سعيد عبدالعظيم الذين لحقوا بأنصار المقدم ورافعوا عصا المعصية فى وجه "برهامى" بعد خروج سعيد هو الآخر خارج مجلس إدارة الدعوة السلفية. أنصار المقدم وعبد العظيم يزيدون على ثلثى أنصار الدعوة السلفية، نظرا للمكانة التى يتمتع بها الاثنان داخل الدعوة والحزب قبل الإطاحة بهما، وهو ما دفع هؤلاء للخروج من رهان انتخابات البرلمان. فى الوقت نفسه، رفضت بعض التيارات السلفية فى مقدمتها السلفية الجهادية والجبهة السلفية وعدد من أنصار المشايخ على رأسهم أنصار وجدى غنيم، والشيخ محمد حسين يعقوب وغيرهم، الانصياع لفلسفة برهامى فى إدارة الدعوة والحزب، وإدراجهم فى قواعد اللعبة السياسية. 3 اللعب بالكتل التصويتية للأقباط بعد تفتت القوى السلفية، بدأ برهامى فى الاستعانة بالأقباط للترشح على قوائم حزب النور، لضمان كتل تصويتية ترجح كفة الحزب فى الانتخابات، لكن كانت النتيجة عكس توقعاته، وتسبب ذلك فى غضب كبير داخل الحزب، ودفع عدداً كبيراً للخروج من الدعوة السلفية، ومهاجمة برهامى وغلمانه ومحاسبيه. الأمر لم ينته عند هذا الحد بل رفض عدد كبير من التيارات السلفية محاولات برهامى لإقناعهم بدعمه وتأييده فى الانتخابات البرلمانية، بعد تصديره لهم الانتخابات على أنها معركة الإسلام مع النصارى، وأن حزب المصريين الأحرار ونجيب ساويرس سيدفعون بالكتل التصويتة للأقباط للتصويت لمرشحيهم فى الانتخابات البرلمانية للفوز بها، والقضاء على بقايا التيار الإسلامى، وكان دائماً ما يصدر نفسه لهم عل أنه حامى التيار الإسلامى، ويؤكد لهم أن أمر ترشح بعض الأقباط على قوائم حزب النور، غرضه الاستقواء بهم فى مواجهة ساويرس وأنصاره، لكنهم لم يقتنعوا، وأخبروه بأنهم سيقاطعون الانتخابات. 4 الوجوه غير المعروفة للسلفيين كذلك من بين العوامل التى أدت إلى تآكل أسهم السلفيين فى الانتخابات، هى الدفع بعدد من المرشحين غير المعروفين ليس للناخب العادى ولكن للقواعد، بالإضافة لاتهام عدد منهم فى قضايا مخلة بالشرف والآداب والتحرش، وهو ما كان سببا رئيسياً فى تجاهل التصويت من قبل التيارات السلفية. ما زاد الأمر صعوبة، تخلى كوادر ومشايخ الدعوة السلفية، عن دعم مرشحى حزب النور، بسبب سياسات برهامى، الذى أدار الحزب بمنطق "العزبة". 5 خطة برهامى لإنقاذ النور بناء على المؤشرات الأولية التى أربكت برهامى وأنصاره، بدأ الشيخ يفكر فى خطة جديدة لضمان ما يمكن الفوز به من مقاعد خلال جولة الإعادة، فبدأ يفكر فى نشر الكوادر السلفية المتبقية حوله أمثال سعيد الشحات وأشرف ثابت وصلاح عبد المعبود ويونس مخيون رئيس حزب النور، فى دوائر الإعادة للتأثير على الناخبين. برهامى وجه هؤلاء الكوادر بضرورة التأثير على أعضاء التيارات السلفية الذين أعلنوا مقاطعتهم للانتخابات بسبب سياساته، وضرورة إقناعهم بالعودة إلى حزب النور، للخروج من الأزمة الراهنة التى يمر بها الحزب. 6 صفقات سرية لضمان المرحلة الثانية على صعيد آخر، ووفقاً للمعلومات التى حصلنا عليها، فإن برهامى سيقوم بعدد من الجولات فى محافظات الوجه البحرى الواقعة ضمن المرحلة الثانية من الانتخابات، مثل الغربية والشرقية والدقهلية والقليوبية وكفر الشيخ، لضمان الفوز بأكبر نسبة من المقاعد، بالإضافة إلى أنه سينسق مع الشيخ محمد حسان بسبب شعبيته الجارفة فى الدقهلية، والشيخ أبوإسحاق الحوينى الذى يتمتع بشعبية جارفة فى كفر الشيخ. لم ينته الأمر عند هذا الحد، بل يفكر برهامى فى عقد صفقة مع قيادات كل من الجمعية الشرعية للتعاون العاملين بالكتاب، والسنة المحمدية وجمعية أنصار السنة المحمدية من أجل الدفع بأنصارهم وأتباعهم، بدعم حزب النور خاصة أنهم يمتلكون شعبية كبيرة، وفى المقابل سيقوم نواب النور فى البرلمان بتأمين أوضاع تلك الجمعيات والسماح لهم بالتوسع والانتشار حال وصول أنصار حزب النور إلى البرلمان.