خمسة أيام هي كل ما استغرقه المشاركون في ورشة المسرح الأسود لتصميم العرائس والتدريب على تحريكها، في انتظار حضور غير متوقع لأكثر من 400 متفرج يغلب عليهم صغار السن جذبهم إغراء المسرح وغموضه في قلب صعيد مصر بقصر ثقافة قنا. أربع ساعات استغرقها المتدربون لبناء وتجهيز المسرح، مزيد من الستائر والسجاد الأسود لكساء خشبة المسرح وعوارضها ذات اليمين وذات اليسار، ثم انتظار هبوط المساء لبدء ثلاثة عروض تدربوا عليها في ورشة نظمها مشروع التحرير لاونج جوته واستضافتها قاعات مركز تنويرة الثقافي في مدينة قنا.
تبنى التحرير لاونج جوته تقديم المسرح الأسود للمرة الأولى في صعيد مصر بالتعاون مع الفنان محمد فوزي مدرب الورشة ومؤسس مسرح كيان ماريونيت مصر. وتعرف المشاركون، أثناء الورشة، على تقنيات المسرح الأسود وتنفيذ العرائس وومهارات تحريكها، ولم تنتهي الورشة حتى تعلم المشاركون كيف يتصرفون مثل كتلة واحدة خلال العرض.
ويعتمد المسرح الأسود على تقنيات إضاءة خاصة لا تعكس سوى عرائس ذات ألوان مشعة، في حين يكتسي المسرح والفنانون بسواد قاتم أثناء تحريك العرائس.
وسعى المتدربون إلى تقديم مشهد مصغر من البيئة البحرية وحركة الأسماك بين الأمواج، تلاها عرض السلم الموسيقي الذي عكس فوضى التلوث السمعي عبر نغمات ألحان مزعجة. واختتم اليوم بعرض إنسان آلي راقص على أنغام تقليدية صعيدية أبهجت الحضور.
وقال أحمد علي (23 عاما) أحد المشاركين في الورشة إن أهم ما تعلمه كان نقل مشاعره وأحاسيسه من خلال حركة يديه مع الدمى واستخدام أدوات غير تقليدية وتوليفيها في شكل متناغم. وأضاف علي أنه يخطط لتكوين فرقة مسرحية في قنا بالتعاون مع أصدقاءه من الورشة ومن فرقته المسرحية بمركز قوص (حيث يعيش) تعتمد على إبهار العين كي يستطع جذب المشاهدين إلى المسرح ثانية.
ويجهز المشروع ورشة جديدة لتعليم فنون المسرح الأسود لأبناء محافظة الفيوم، بالتعاون مع الفنان محمد فوزي ومدير قصر ثقافة الفيوم أ. محمد الشيربيني في شهر نوفمبر المقبل وسيتم الإعلان عنها خلال الأيام القليلة المقبلة.
ونفذ التحرير لاونج جوته ثلاثة ورش عن التعايش والتصوير الفوتوغرافي والمسرح الأسود باستضافة مركز تنويرة الثقافي بمحافظة قنا بهدف دعم شباب الصعيد واكتشاف مواهبهم. ويعمل المشروع في إطر البند الثقافي لمعهد جوته الألماني بالقاهرة ودعم من الخارجية الألمانية.