كان أشرف مروان، وهو رجل يصفه البعض بأنه أعظم جاسوس في القرن العشرين، على قيد الحياة عندما هوي من شرفة في الطابق الخامس من شقته ذات ال 4 مليون استرليني بلندن، والتي تقع على بعد مئات الأمتار من سيرك بيكاديللي، في الساعة 01:30 يوم 27 يونيو 2007، في حديقة الورود الخاصة بمنزله. تفاصيل الدقائق الأخيرة من حياة مروان أكثر غموضا. ليس لانه لم يكن هناك شهود عيان: في صباح يوم وفاته، كان أربعة من رجاله ،وهم جوزيف ريباسي وعصام شوقي ومايكل بارخوست وجون روبرتس، يجتمعون في الطابق الثالث من مبنى مجاور، 116 بول مول، في غرفة تحظي برؤية واضحة لشرفة مروان، و كانوا ينتظرون رئيسهم للانضمام اليهم. و عندما تاخر اتصلوا به لمعرفة السبب فأكد للفريق بأنه سيكون معهم قريبا.
وأشار ريباسي، الذي كان جالسا الي يمين الشرفة، أنه اذهل من صراخ احد زملائه قائلا "انظروا ماذا يفعل الدكتور مروان!" و ركض شوقي، الذي كان مدير Ubichem آنذاك ، الي الطابق السفلي للمساعدة. وبقي الرجال الثلاثة الآخرين في الغرفة، في حالة صدمة وذهول. وبعد لحظات نظر ريباسي من النافذة مرة أخرى، حيث رأى رجلين يشبهان رجال الشرق الأوسط ينظران إلى أسفل من إحدى شرفات منزل مروان هل قفز مروان ام تم دفعه؟ كشف الفحص بعد الوفاة آثار مضادات الاكتئاب في دم الدكتور مروان. وقال تقرير من طبيبه بأنه كان "تحت ضغط كبير في الآونة الأخيرة"، و فقد 10 كيلو من وزنه في غضون شهرين. ولكن هناك أسباب تدعو للاعتقاد ان امر انتحاره غير مرجح. لم تكن هناك أي ملاحظة. وكان من المقرر ان يتوجه مروان الى الولاياتالمتحدة مساء ذلك اليوم لعقد اجتماع مع محاميه، حيث انه كان قد تم قبوله في نادي الإصلاح، الذي يضم الامير تشارلز و غيره من الاعضاء البارزين. قبل بضعة أيام كان قد اشترى لحفيده بلاي ستيشن 3 لعيد ميلاده. وكان من المقرر أن يأخذ أحفاده الخمسة وزوجته منى عبد الناصر، ابنة الرئيس المصري السابق، في عطلة. كان لدي مروان خطط، و مواعيد، كان لديه أسباب للعيش. وقال الطبيب الشرعي وليام دولمان، بعد التحقيق في وفاة مروان 2010 "ليس هناك أي دليل علي الاضطراب العقلي أو النفسي"، و خلص دولمان الي انه "لا توجد أدلة على أي نية للانتحار". ولكن للمفارقة، أعلن أيضا انه لا يوجد "أي دليل" لدعم مزاعم بأن مروان قتل.
ولكن في حين ان مروان ربما لم يقصد الانتحار، الا انه كان يخشي من خطر يهدد حياته. في اخر مرة كان وحيدا في شقته مع زوجته، قال لها انه "قد يقتل". وأضاف "لدي الكثير من الأعداء". في الأشهر التي سبقت وفاته، أشارت ناصر أن زوجها كان يفحص الأبواب والأقفال في كل ليلة قبل النوم، وهي عادة جديدة لم يفعلها خلال 38 سنة طيلة زواجهم .
وفقا لعائلة مروان، كان هناك دليل آخر على المشهد - أو بتعبير أدق، لعدم وجود دليل. فقد اختفت النسخة الوحيدة من مذكراته، التي كان علي وشك الانتهاء منها، يوم وفاته. ثلاثة مجلدات، كل منها حوالي 200 صفحة، وكذلك الأشرطة التي سجلها مروان و لم يتم استردادها. وفقا لأحد الباحثين، عمل مروان، على مر السنين، لصالح المخابرات المصرية، وإسرائيل،و ايطاليا، و مع الأمريكيين والبريطانيين. و يتسائل هل كان يستعد لتسريب الأسرار التي قد تحرج الملوك والأمم؟ من اخذ الوثائق، إذا كانت موجودة بالفعل؟ و هل كانت وفاته جزء من النمط؟ كان مروان ثالث مصري يعيش في لندن يموت في ظروف مماثلة. (يونيو 2001: سقطت الممثلة سعاد حسني من شرفة برج ستيوارت، بعد ابداء رغبتها في كتابة مذكراتها. أغسطس 1973: سقط الليثى ناصف، رئيس الحرس الرئاسي للرئيس المصري الراحل أنور السادات، من شرفة في نفس البرج. كان هو ايضا يكتب مذكراته.) وكان جميع الضحايا الثلاث علي صلة بأجهزة الأمن المصرية.
و اشارت الصحيفة إلى أن التحقيق في وفاة مروان فشل في توفير العديد من الإجابات، حيث أوضح دولمان للمحكمة عام 2010 عدم توصله لحقيقة مقتله، بالرغم من دقة التحقيقات، وما زال هناك الكثير من علامات الاستفهام حول مقتله.