أعلن البنك المركزي عن انخفاض الاحتياطي الأجنبي بمقدار 1.5 مليار دولار، ليتراجع إلى 18.5 مليار بنهاية يوليو، بعد أن سجل 20 مليار بنهاية يونيو الماضي. وأرجع المصرفيون ذلك إلى قيام البنك المركزي بسداد 670 مليون دولار قيمة جزء من مديونية الحكومة لنادي باريس مطلع شهر يوليو الماضي، وهي أقساط تسددها القاهرة كل 6 أشهر، ووصل إجمالي مديونية مصر لدى نادي باريس نحو 3.6 مليار دولار، وتلقى البنك المركزي ودائع خليجية من الكويت والإمارات و المملكة العربية السعودية، بقيمة 6 مليارات موزعة بقيمة 2 مليار لكل دولة، بفائدة قدرها 2%، مما ساهم في دعم الاحتياطي الأجنبي لدى البنك المركزي. وقالت بسنت فهمي، رئيس مجلس إدارة شركة المشورة للاستشارات المصرفية، إنه من الخطأ احتساب قيمة الودائع الخليجية ضمن الاحتياطي، لأن الودائع سترد إلى الدول في وقت لاحق. وطالبت "فهمي" بضرورة إعلان البنك المركزي عن مكونات الاحتياطي الأجنبي لديه بكل شفافيه؛ لأن الاحتياطي هو نقطة التوازن في عمليات الاستثمار . وأوضحت أنه كان من المتوقع أن يعلن البنك المركزي عن حدوث انخفاض في الاحتياطي؛ نظرا للظروف السياسية القاسية التي تمر بها المنطقة العربية من حروب ونزاعات، بالإضافة إلى تأثر السياحة المصرية بشكل سلبي، والتي تعد من أكبر مصادر تمويل الاحتياطي الأجنبي، مشيرة إلى أنه يجب أن تضع لجنة السياسة النقدية بالبنك المركزي خطة لرفع قيمة الاحتياطي خلال المرحلة المقبلة.
أما محمد بدره عضو مجلس إدارة بأحد البنوك الحكومية، فقال أنه من الطبيعي حدوث انخفاض طفيف في إجمالي الاحتياطي الأجنبي لدى البنك المركزي، لافتا إلى استمرار ارتفاع فاتورة الاستيراد للسلع الكمالية وخاصة السيارات و الهواتف المحمولة، مما يؤدي إلى استنزاف العملات الأجنبية. وأضاف بدره، أن قيام المركزي بسداد جزء من مديونية نادي باريس المستحقة، وطرح عطاءات دولارية بصفة دورلاية ثلاثة أيام اسبوعيا، من أسباب حدوث انخفاض في حجم الاحتياطي الأجنبي . وأشار إلى أن إيرادات السياحة من شأنها دعم الاحتياطي الأجنبي لدى البنك المركزي، إلا انها تحتاج لفترة زمنية طويلة لكي تسترد عافيتها وتعاود القيام بدورها في دعم إيرادات الاحتياطي الأجنبي. وأكد سعيد زكي عضو مجلس إدارة لبنك المصري الخليجي، أن الاحتياطي بطبيعته متغير، لذا فمن المتوقع أن يحدث فيه انخفاضات وارتفاعات مع اختلاف الاحتياجات . وأضاف "زكي" أن حدوث انخفاض في الاحتياطي لا ينذر بسوء؛ لأن الاحتياطي يساهم في سد احتياجات المجتمع في حالة وجود عجز في الإيرادات، متوقعا أن يشهد الاحتياطي الأجنبي انخفاضًا طفيفًا خلال الشهر الماضي؛ نظرا لسداد جزء من ديون نادي باريس، بالإضافة إلى العطاءات الدولارية الدورية التي يطرحها البنك المركزي.