جاء في صحيفة "الشرق الأوسط" اللندنية، أن مصادر يمنية عسكرية أكدت أن الهزائم الأخيرة التي لحقت بالحوثيين وحلفائهم من القوات التابعة للرئيس المخلوع علي عبد الله صالح، في محافظة عدنالجنوبية، تسببت في حدوث خلافات وانشقاقات داخل المواقع الخاضعة لسيطرتهم. وقالت المصادر إن بعض قادة الفرق العسكرية التابعة للحوثيين وصالح المشاركة في القتال، مما دفع مسؤوليهم إلى حشد مقاتلين جدد من أبناء قبائل الشمال الخاضعة لسيطرتهم وإرسالهم إلى جبهات القتال. وأضافت المصادر أن العشرات من جثث ميليشيات الحوثيين وفلول الرئيس السابق تناثرت في ساحة قصر المعاشيق الرئاسي جنوب مديرية كريتر التابعة لعدن، بعدما استعادها مقاتلو المقاومة، مشيرة إلى أنه تم قتل وأسر العشرات من عناصر المتمردين في مبنى الإذاعة بكيرتر. في غضون ذلك، ألقت المقاومة الشعبية في عدن القبض على عشرات الحوثيين والموالين لصالح بينهم قيادات مدنية وعسكرية بارزة. وذكرت مصادر خاصة ل«الشرق الأوسط» أن المقاومة الشعبية ألقت القبض على 72 بينهم القيادي الحوثي غازي الأحول المصعبي نجل أحمد علي الأحول المصعبي محافظ المحويت، ونائف الأشول وعارف السالمي والأماطر، كما يعتقد أن بينهم أيضا بن حبتور محافظ عدن السابق وعبد الخالق الحوثي شقيق عبد الملك الحوثي. وحسب المصادر نفسها، فإن إلقاء القبض على تلك القيادات تم في مبان بمديرية التواهي التابعة لعدن. وكان محافظ عدن الجديد نايف البكري ورئيس مجلس المقاومة في المحافظة قد أكد وجود قيادات حوثية كبيرة وقعت في الأسر تحت أيدي المقاومة وأن التحقيق جارٍ معهم. ولم يستبعد البكري أن يكون من ضمن أسرى القيادات الحوثية شقيق عبد الملك الحوثي. من جانبه، قال اللواء الركن جعفر محمد سعد، مستشار الشؤون العسكرية برئاسة الجمهورية، إن محافظة عدن باتت خالية تماما من المسلحين الحوثيين والقوات الموالية لصالح. وكان المستشار العسكري تحدث في وقت سابق عن تحرير عدن «باستثناء بعض الخلايا النائمة الذين لا تتجاوز أعداد أعضائها 150 يختبئون في بعض الشقق والمنازل، وبالتعاون مع المواطنين بعد عودتهم لمنازلهم، سيجري الكشف بسهولة عن هذه الخلايا». وكانت قوات المقاومة الشعبية الجنوبية قد تمكنت من طرد المتمردين من كامل مديرية التواهي. وقال المكتب الإعلامي للمقاومة في بيان إنه تمت السيطرة على عدد من المواقع المهمة، إضافة إلى قيام رجال المقاومة بتمشيط وتطهير الأحياء السكنية من الحوثيين وقوات الرئيس المخلوع. وأضاف أن اشتباكات هي الأعنف منذ بدء الحرب، تدور الآن في قاعدة العند بمحافظة لحج. وتحدث البيان عن «احتراق عشرات الدبابات والمدرعات التابعة للحوثيين وصالح داخل أسوار المعسكر وتقدم ملحوظ للمقاومة الجنوبية». كما أكد أن طيران التحالف العربي شن غارات جوية على القاعدة، إذ سمعت أصوات انفجارات واهتزازات قوية داخل المعسكرات في القاعدة الجوية. وأشار البيان إلى فرار جماعي للجنود التابعين للميليشيات الموالية للحوثي وصالح من القاعدة الجوية الاستراتيجية. من جهة أخرى، تحدثت مصادر عسكرية عن وصول 130 آلية عسكرية جديدة أول من أمس إلى عدن لدعم قوات الجيش الوطني الموالي للشرعية والمقاومة الوطنية الجنوبية، وذلك في إطار عملية «السهم الذهبي» التي تنفذها قوات التحالف العربي لتحرير عدن والمحافظات الجنوبية من قبضة ميليشيات الحوثي وقوات صالح. وأوضحت المصادر ذاتها أن هذه التعزيزات التي وصلت إلى ميناء البريقة تحت غطاء جوي مكثف، شملت دبابات وعربات مدرعة وآليات عسكرية إضافة إلى المئات من الجنود المدربين. من جهة أخرى، أكد مصدر عسكري مسؤول في وزارة الدفاع ورئاسة هيئة الأركان العامة في اليمن أن الوزارة مهتمة بتحسين أحوال المنتسبين للجيش بشكل عام، داعيا المنضوين في إطار المنطقة العسكرية الرابعة وقوات الحرس الجمهوري إلى الانضمام لقوات الشرعية، وترك القتال إلى جانب المتمردين الحوثيين والرئيس المخلوع علي عبد الله صالح. وأشار المصدر إلى أنه سيتم إصلاح أوضاع الجنود والضباط في إطار المنطقة العسكرية وأنه ستكون لهم رواتب مجزية، كما طالبهم ب«عدم الالتفات إلى الدعوات التي تتبناها ميليشيات الحوثي التي تدعو لإيقاف رواتبهم ما لم يقاتلوا في صفوف ميليشياتها». وكانت جماعة الحوثي قد سرحت عددا من ألوية المنطقة العسكرية الرابعة إلى منازلهم بعد سيطرتها عليها قبل عدة أشهر. وكانت جماعة الحوثي دعت منتسبي المنطقة العسكرية الرابعة وقوات الحرس الجمهوري إلى الحضور في معسكراتهم للقتال في صفوفها أو سيتم إيقاف رواتبهم في ظل الخسائر التي منيت بها الجماعة مؤخرا في محافظة عدن. وكانت رئاسة هيئة الأركان العامة قد أعلنت في وقت سابق عن رفع نسبة رواتب القوات الموالية للشرعية إلى الضعف، كل بحسب عمله ورتبته، وذلك في إطار دعم الجيش الوطني الموالي لشرعية الرئيس عبد ربه منصور هادي، الذي وجه وزارة الدفاع بالاهتمام بأوضاع الجنود والضباط. ميدانيا، قالت مصادر محلية في محافظة لحج، الواقعة شمال عدن، إن 15 من مسلحي الحوثي قتلوا وجرح آخرون في غارة جوية لطيران التحالف العربي، استهدفت آليات عسكرية تابعة للحوثيين في صحراء وادي الحسيني شمال شرقي مدينة الحوطة عاصمة لحج لحج. وأعلنت المقاومة أنها تمكنت من تحرير منطقة النخيلة بالمسيمير في لحج، بعد تمكنها من ضرب ميليشيات الحوثي وتكبيدهم خسائر كبيرة في الأرواح والعتاد. ودارت معارك عنيفة بين المقاومة، وميليشيات الحوثي والقوات المساندة لها بالقرب من قاعدة العند بلحج، إذ أسفرت تلك المواجهات عن مقتل 22 من مسلحي الحوثي. وتواصل المقاومة تمشيط مختلف مناطق عدن، لتطهيرها من ميليشيات الحوثي المسلحة، في الوقت الذي أكدت المقاومة فرار عشرات المسلحين الحوثيين من مواقعهم تحت ضربات المقاومة والتحالف. وفي محافظة أبين، الواقعة شرق عدن، قال الناطق باسم المجلس العسكري للمقاومة في المنطقة الوسطى منصور سالم العلهي ل«الشرق الأوسط» إن المقاومة بالمنطقة الوسطى شنت صباح أمس هجوما كاسحا على مواقع الميليشيات الحوثية وقوات المخلوع في منطقة السلامية، التي أمطروها وأوقعوا فيها عشرات القتلى والجرحى. وأضاف أن المقاومة تمكنت من دحر ما تبقى من ميليشيات الحوثي وصالح، كما أحكمت سيطرتها على كل المواقع، وتقدمت إلى مشارف العين. وأشار المتحدث إلى أنه «لم يتبقَّ غير مئات الأمتار وسيبسط المقاومون سيطرتهم على كامل منطقة العين، ويقطعون الإمداد والحركة على فلول الميليشيات». ولفت إلى أن معركة أمس قتل فيها اثنان من المقاومين وجرح أربعة إصاباتهم متوسطة.