مقترحات عديدة قُدمت من سياسيين وإسلاميين لعقد تصالح بين الدولة وجماعة الإخوان المسلمين، ولكن جميعها قُوبل بهجوم ورفض شديدين، من وسائلا الإعلام والشعب، والدولة أيضاً كان لها رأي في ذلك حيث أكد الرئيس عبد الفتاح السيسي أنه لا تصالح مع جماعة استباحت دماء المصريين إلا إذا رأى الشعب المصري غير ذلك ووافق على المُصالحة.
ورغم رفض الدولة الدائم لفكرة المصالحة نظاماً وشعباً، الا أن الجماعة أصرت على استخدام ورقة الضغط من خلال القيام بعمليات إرهابية متكررة ووقوع التفجيرات في جميع المحافظات، خاصة في سيناء، كما حدث اليوم الأربعاء، بعد تعرض أكثر من 19 كمينا للقوات المسلحة والشرطة المدنية فى شمال سيناء إلى هجمات إرهابية مكثفة، مما أسفر عن سقوط أعداد من الشهداء والمصابين فى صفوف رجال القوات المسلحة.
وأكد سياسيون أن ضغط الجماعة على الدولة للمصالحة من خلال العمليات الإرهابية جعل فرصها تضائلت، مستبعدين أن يتم ذلك وأن الشعب فوضها للدخول في حرب ضد الإرهاب وأن ما يحدث حرب وهي لن تنتهي.
الدولة لا يجب أن تتصالح وهي في موقف ضعف
رأى الدكتور حسن نافعة، أستاذ العلوم السياسية، أن الدولة فوتت فرصا للتصالح مع جماعة الإخوان لأنها انت فرصاً ثمينة لايجاد مخرج سياسي للأزمة، والتي كان من بينها وثقة التصالح التي عرضها بعد فض إعتصام رابعة بشهرين فقط بعنوان "الأزمة والمخرج".
وأضاف نافعة، أن الدولة اذا كانت تعاملت مع هذه الدعوة بجدية لما وصلت لما أصبحت فيه الآن، موضحاً أنه لا يجب أن تتفاوض وهي في موضع ضعف، ومشدداً على أن التصالح لابد منه ولابد من وجود رؤية للخروج من هذه الأزمة.
وحذرمما يحدث الآن من هجمات إرهابية ضد قوات الجيش في سيناء، واصفها بخطر كبير جداً، وأن الدولة بحالتها الراهنة ليست في موضع يسمح بمواجهة ذلك الإرهاب، إلا إذا قامت بثورة حقيقية تعيد ترتيب البيت الداخلي وهيكلة المؤسسات خاصة الأمنية منها مثل الجيش والشرطة .
وقال إن تنظيم الدولة الإسلامية "داعش" كما استحوذ على سوريا والعراق، فإنه أصبح موجوداً الآن في سيناء، مما يؤكد أن هناك تحدياً كبيراً أمام الدولة، ولابد أن تكون قوية ولها رؤية سياسية بعيداً عن الإعتماد على الأجهزة الأمنية الضعيفة، مضيفاً أن مواجهة الإرهاب خطر حقيقي ومواجهته لا تتم بالافعال والاعتقال والاعدامات بل بحشد الامكانيات.
المصالحة في يد القيادة
وقال البرلماني السابق مصطفى الجندي، أن إقرار المصالحة تكون في يد قيادة الدولة بحسب رؤيتها، لأنها الأكثر معرفة بقدراتها وإمكانياتها، خاصة وأنها بدأت الحرب ضد الإرهاب بعد أن فوضها الشعب بعد أن عزل الرئيس محمد مرسي، ومن يقرر التصالح ووقف اطلاق النار هو من يقوم بالحرب.
وتسائل الجندي: "التصالح مع مين .. هل الإخوان كيان محلي ولا دولي الدولة مش عارفة ها تتصالح مع مين لأنها بتحارب شبح "، مضيفاً أن من قاموا بمهاجمة الجيش في سيناء ليسوا إخوان وأنهم أكبر من ذلك، متابعاً: "اللي عمل كده مش إخوان دا حاجة أكبر .. وهو تنظيم تركيا وأمريكا وإسرائيل وبدأوا عملياتهم من تفجيرات الأقصر الأخيرة وبعدها اغتيال النائب العام".
وقال إن الجيش دخل الحرب في سيناء وعليه مسئولية هناك، ولكن توجد حرب داخلية وهي مسئولية الشعب ويجب أن يقوم بدوره فيها لأن الأمن يعتمد على البلاغ أولا والمشاركة الشعبية، مؤكداً أن ما يحدث الآن لن ينتهي وأن الجيش حينما بدأ الحرب التي طالبه بها الشعب بدأها وهو لا يعلم متى ستنتهي .
تضائل فرص التصالح
فيما استبعد دكتور رفعت السعيد، رئيس حزب "التجمع" السابق، وجود أي فرص للتصالح مع جماعة الإخوان، قائلاً: "كلما زادت العمليات الإرهابية ..كلما تضائلت فرصة قبول أي دعوة للتصالح.
وأضاف السعيد مشدداً: "كل من يدعوا للتصالح يجب أن يقطع لسانه .. ولا أحد يستطيع أن يطرح ذلك في هذا التوقيت حتى وإن كان الرئيس السيسي وهو أمر مرفوض "، متسائلاً كيف يقبل الرئيس السيسي ذلك وكيف يواجه أهالي الشهداء من الجيش والشرطة والقضاء وحتى أبناء الشعب؟، مؤكدا على أن ما يقوم به الإرهاب الآن هو نتاج لما قام به مبارك تجاه الإخوان.