قال المرصد السوري لحقوق الإنسان أمس الخميس، إن عناصر ينتمون إلى "جبهة النصرة" وهي ذراع تنظيم "القاعدة" في سورية قتلوا 20 قروياً درزياً في شمال غربي البلاد. وذكر المرصد في بيان، أن القتلى سقطوا الأربعاء في قرية قلب لوزة التي يقطنها مواطنون من الدروز في محافظة إدلب حيث انتزع تحالف من فصائل مسلحة تنتمي إليه "جبهة النصرة" السيطرة على أراض واسعة من الحكومة في الأشهر الثلاثة الماضية. وذكر المرصد نقلاً عن مصادر محلية، أن "مشادة كلامية حادة جرت بين قيادي تونسي في جبهة النصرة (تنظيم القاعدة في بلاد الشام) وعناصره من جهة، ومواطنين من قرية قلب لوزة من جهة أخرى على خلفية محاولة مصادرة منزل أحد عناصر قوات النظام... لتتطور المشادة إلى إطلاق نار". وقال المرصد إن بين القتلى مسنين وطفلاً واحداً على الأقل. وأضاف المرصد أن أحد عناصر الجبهة قتل حينما "تمكن مواطن من القرية من سحب سلاح عنصر من النصرة وإطلاق النار". وهذه المرة الأولى التي يقتل فيها هذا العدد من المدنيين المنتمين الى الطائفة الدرزية في حادث واحد، منذ بدء النزاع في سورية قبل أكثر من أربع سنوات. وتحدثت وكالة الأنباء السورية الرسمية "سانا" عن "مجزرة"، مشيرة إلى مقتل ثلاثين شخصاً، وإلى تورط "جبهة النصرة" و "حركة أحرار الشام الإسلامية" المتطرفة في الاعتداء. وروى مدير المرصد رامي عبد الرحمن لوكالة "فرانس برس" أن قيادياً في "النصرة" يحمل جنسية تونسية «حاول الأربعاء مصادرة منزل مواطن درزي في قرية قلب لوزة في منطقة جبل السماق"، بحجة أن "صاحبه موال للنظام، إلا أن أفراداً من عائلة صاحب المنزل حاولوا منعه، فحصل تلاسن، ثم احتجاج، ثم إطلاق نار". وأضاف أن القيادي في "النصرة" الذي يقدم نفسه باسم "السفينة"، استقدم "رجالاً واتهم سكان القرية الدرزية بالكفر، وبدأ إطلاق النار مع مرافقيه عليهم، ما تسبب بمقتل عشرين شخصاً بينهم مسنون وطفل واحد على الأقل". وردّ بعض السكان بالمثل، ما تسبب بمقتل ثلاثة عناصر من جبهة النصرة. وأفادت وكالة "سانا" أن "إرهابيي تنظيم جبهة النصرة وحركة أحرار الشام ارتكبوا مجزرة مروعة مساء (أول من) أمس ضد أهالي قرية قلب لوزة في ريف إدلب راح ضحيتها ثلاثون شخصاً على الأقل". ونقلت عن مصادر أهلية أن بين القتلى "خمسة شهداء من عائلة واحدة" وثلاثة رجال دين وامرأتين. وأشارت إلى أن "الإرهابيين (...) نهبوا وأحرقوا عشرات المنازل". ويشكل الدروز نسبة ثلاثة في المئة من الشعب السوري، البالغ تعداده قبل الحرب 23 مليوناً، ينتشرون خصوصاً في محافظة السويداء (جنوب). وينقسم دروز سورية بين موالين للنظام الذي يطرح نفسه حامياً للأقليات في مواجهة التطرف، وبين متعاطفين وناشطين في "الحراك الثوري"، وبين من بقي على الحياد. ووقعت معارك في 2013 بين فصائل في المعارضة المسلحة ومجموعات درزية موالية للنظام في ريف السويداء، قتل فيها عدد من الدروز في المعارك أو في القصف، لكن الدروز في قلب لوزة لم يكونوا أصلاً يحملون السلاح، وفق المرصد وناشطين.