منذ تولي خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز زمام الحكم، خلفاً لأخيه الراحل الملك عبدالله بن عبدالعزيز في 23 يناير الماضي، شهدت السعودية على 97 يوماً العديد من التغييرات خاصة في سياساتها الداخلية والخارجية. واستطاع الملك سلمان أن يحتل قلوب السعوديين من خلال عدة قرارات، تمس المواطن السعودي بشكل مباشر، وكان أول تلك القرارات ما يتعلق بصرف شهرين مكافأة للسعوديين. وتتسم سياسة الملك سلمان بالسرعة في اتخاذ القرار، فلم يمض على توليه مقاليد الحكم سوى أيام حتى أصدر عدة أوامر ملكية كانت بمثابة أكبر تغيير وزاري شهدته المملكة، هذا بخلاف أنه خلال ال24 ساعة الأولى من حكمه شهدت إعفاء خالد التويجري من منصب رئيس الديوان الملكي. وتضمنت الأوامر الملكية إعفاء الأمير مشعل بن عبدالله من منصبه كأمير لمكة، وتعيين الأمير خالد الفيصل أمير مكة السابق، والذي كان يشغل منصب وزير التعليم، أميرا لمكة بعد إعفائه من منصبه كوزير للتعليم. كذلك تضمنت الأوامر الملكية إعفاء الأمير تركي بن عبدالله الراحل من منصبه كأمير للرياض، وتعيين الأمير فيصل بن بندر بدلا منه. أيضا تضمنت الأوامر المكية إعفاء الأمير بندر بن سلطان من منصبه كأمين عام مجلس الأمن الوطني. وأقال الملك سلمان بموجب الأوامر الملكية 6 وزراء عينهم الملك الراحل في 8 ديسمبر من العام الماضي هم : عبد العزيز الخضيري وزير الثقافة والإعلام، وسليمان أبا الخيل وزير الشؤون الإسلامية، وفهاد بن معتاد بن شفق الحمد وزيرا للاتصالات وتقنية المعلومات، وسليمان الحميد وزير للشؤون الاجتماعية، و وليد الخريجي وزير الزراعة ، ومحمد محمد آل هيازع وزيرا للصحة. وشهدت السعودية على مدى أقل من 100 يوم، تغييرات عديدة في دوائر صنع القرار، فتولى الأمير محمد بن سلمان نجل الملك مسئولية وزارة الدفاع مع رئاسة الديوان الملكي، ثم أصبح مؤخراً ولياً لولي العهد بعد إعفاء الأمير مقرن بن عبدالعزيز من منصب ولي العهد، وتعيين الأمير محمد بن نايف بدلاً منه ولياً للعهد. أصدر الملك سلمان خلال تلك الفترة أوامره ببدء " عاصفة الحزم" لمواجهة مليشيات الحوثيين في اليمن، كما أعلنت السعودية دعمها للأشقاء العرب وقيادة تحالف عربي للدفاع المشترك، كذلك شهدت السياسة الخارجية للمملكة تغييرات كبيرة على مستوى العلاقات السعودية – العربية وعلى المستوى السعودي – العالمي، حيث دعمت السعودية الجيش اللبناني بصفقة أسلحة من فرنسا، وكذلك أعلنت السعودية عن دعمها لمصر ب8 مليارات ريال منها 4 مليارات أعلنتها السعودية في المؤتمر الاقتصادي بشرم الشيخ، وكذلك أعلنت السعودية إصرارها على استمرار دعم السوريين، وإعلانها الاستمرار في الحرب على الإرهاب. وفي الداخل اتخذ مجلس الوزراء السعودي عدة قرارات هامة على رأسها قرار إقرار رسوم على الأراضي البيضاء وذلك لمواجهة هوامير (مافيا) الأراضي بالمملكة، كما أعلن الملك سلمان من خلال إجراءات على الأرض أن القيادات الحكومية موجودة في مناصبها من أجل خدمة المواطن السعودي، حيث أعفى الملك سلمان وزير الصحة السابق أحمد الخطيب بسبب مشادات الوزير مع مواطن سعودي من مدينة عرعر كان يترجي وزير الصحة بنقل والده لمستشفى متقدم أو حتى لمستشفى خاص حسب كلام المواطن، كما قرر منع عضو الشرف بنادي النصر الأمير ممدوح بن عبدالرحمن من العمل الرياضي ومنعه من الظهور في الإعلام بسبب أنه تلفظ على أحد الإعلاميين السعوديين بكلمة عنصرية.