ثمن الدكتور طارق أمين عبد الغفار محي الدين الدور الثقافي السعودي المعتدل، الذي تقوم به المملكة علي المستويين العالمي والمحلي, من خلال معارضها وملتقياتها الأدبية والفكرية حول العالم , مؤكدًا أنه ترك أثرًا كبيرًا في نفوس أهل النخبة الأدبية المثقفة في منطقة الشرق الأوسط, , وقال أمين علي الرغم أن هناك بعضاً من المثقفين - نعدهم من الكبار- اكتفوا "بالفرجة" , وأهملوا العديد من الأزمات والقضايا الثقافية , وتفرغوا للخلافات , وللصراع داخل أنديتهم الأدبية إلا أن هذا الاعتدال جاء علي رؤسهم كالسيف البتار, وأضاف الدكتور طارق على هامش حصوله على الدكتوراه الفخرية من منظم الاممالمتحدة للفنون بالقاهرة أن هذه الثقافة تشمل دور المملكة وتعاملها في ملفات الشرق الأوسط بدبلوماسية ورزانه واتزان ظهر جليًا من خلال الأزمات التي واجهت العديد من الدول العربية. وحول هذا الدور, وحوار الثقافات وأزمة المثقفين والأدباء ودورهم في المجتمع، كان الحوار مع د.طارق في سياق السطور التالية...
كيف تقيمون هذا الدور دوليًا ومحليًا في نشر الثقافة المعتدلة؟ من خلال منهج الاعتدال الثقافي الذي ظهر جليًا خلال دعوات المملكة للوسطية, والتعاون مع ثقافة الآخر، ودعوتها للعالم بأسره إلى التعايش الحضاري الواعي، ونبذ كل أسباب الفرقة والتعصب ومظاهر الظلم والاستبداد في كثير من الدول العربية , ووقوفها حائطا صداً أمام كل ما يحاك ضد القضايا الثقافية حول العالم , ودعمها بكل الطرق المتاحة ، والسعي إلى الانفتاح حول تقبل الآخر وبناء علاقات إنسانية تعزز الدور الثقافي جعلت كثير من الشعوب العربية تشعر بالأمان خاصة في ظل تصديها للغلو والتطرف والتشدد, وتلي هذا من خلال المعارض الثقافية خارجيًا واهتمامها بكافة الجوانب الأدبية والثقافية.
وهل قامت النخبة المثقفة بدورها في المجتمع العربي بشكل مثالي؟ للأسف هناك نخبة كبيرة من المثقفين ابتعدت عن المشهد الثقافي , وهناك بعض الأندية الثقافية والأدبية في عالمنا العربي تتفرغ فقط للمشاكل والخلافات والكراسي , ضاربين قضايا الثقافة عرض الحائط , حتي أصبحت بعض هذه الأندية سمك لبن تمر هندي , ولا يسع المجال لذكرها فهي تعرف نفسها جيدًا, وأنا أدعوا النخبة المثقفة، أن تنحي الأندية جانباً هذه الخلافات وأن تتفرغ للقضايا الثقافية حول العالم.
و ما هي أبرز هذه القضايا ؟ هناك الكثير من القضايا الثقافية في عالمنا العربي , كقضية الهوية الثقافية ومحاربتها من العالم الخارجي وقضية توظيف الثقافة وتصديها للارهاب بكافة أشكاله. نحن نريد رجال مثقفين على قدر الهمم , يؤدون دورهم الحقيقي , لا فقط يكتفون بالجلوس علي كراسيهم ممدين أرجلهم يكتفون بالمشاهدة , فلابد من التحرك ومعرفة القضايا الثقافية باعتبارها الأهم في تحريك الشعوب , ونشر ثقافة الاعتدال التي دعت لها ومازالت المملكة ونشرها في ربوع العالم , واقامة ملتقيات فكرية وندوات ثقافية , ودعوة المثقفين لزيادة أنشطتهم ومعارضهم حول العالم , فبدون الثقافة تضيع هوية الشعوب.
وهل قدمت معارض الكتب الوجبة الدسمة للقارىء العربي؟ معارض الكتب فرصة لنشر , الثقافة والفكر والمعرفة لكل دولة , وفرصة أيضًا للباحثين عنها , وقد يسافر شخص إلى دولة معينة لشراء مجموعة من الكتب والاصدارات الحديثة لم يجدها في بلده , وهذه المعارض تقدم وجبة دسمة للرواد في كل مكان من أنحاء العالم , وهو تنافس بين دور النشر لعرض كل ما لديها. وكيف تترجم العلاقة بين المثقف العربي والمثقف الغربي؟ كلاهما لديهما خزين, ولكن طريقة العرض والنقل هي الأهم فالمثقف الغربي لديه كل الترجمات ليفهم ما يدور داخل المثقف العربي , وللاسف المثقف العربي وقتها يكون في طور البحث عن هذه الترجمات , ويمكن للمثقف العربي من خلال جولاته واتصالاته الوصول لدرجة عالية والقرب من المثقف الغربي.