افادت دراسة اميركية حديثة ان الكثير من السجائر الإلكترونية تحتوي على نكهات تهيج الجهاز التنفسي وإن تدخينها بشكل طبيعي من شأنه أن يؤدي لاستنشاق هذه المواد بمعدل ضعف ما يوصي به خبراء الصحة. وقالت بيانات حديثة إن انتشار السجائر الإلكترونية بين طلبة المرحلتين الاعدادية والثانوية في الولاياتالمتحدة تزايد بواقع ثلاثة أمثال عام 2014 في حين تراجع استخدام السجائر التقليدية الى حد أدنى قياسي وهو الأمر الذي قد يؤدي إلى احتدام الجدل بشأن ما اذا كانت السجائر الالكترونية نعمة أم نقمة على الصحة العامة. وطالب الباحثون بإلزام الشركات المصنعة لهذه السجائر بذكر المواد التي تدخل في صناعة منتجاتهم وتحديد حد أقصى لنسب مواد بعينها تدخل في صناعة هذه السجائر. وقالت المراكز الأميركية لمكافحة الأمراض والوقاية منها إنه بين طلبة المرحلة الثانوية قفز استعمال السجائر الإلكترونية بنسبة 13.4 في المئة 2014 من 4.5 في المئة عام 2013. وأثارت هذه البيانات القلق بين أنصار مكافحة التدخين ممن يخشون من ان تخلق السجائر الإلكترونية جيلا جديدا من مدمني النيكوتين ممن قد يتحولون في نهاية المطاف الى السجائر التقليدية. وقال توم فريدن مدير المراكز الأميركية لمكافحة الأمراض والوقاية منها في بيان "التعرض للنيكوتين في سن صغيرة ربما يتسبب في ألحاق ضرر مستديم بنمو المخ ويشجع على الادمان واستخدام التبع بصفة مستديمة". وقال ميتش زيلر مدير قسم التبغ بالادارة الاميركية للاغذية والأدوية إن هذه البيانات "تجبرنا على مجابهة الحقيقة التي تقول إن التقدم الذي حققناه في مجال الاقلال من معدلات تدخين الشبان للسجائر يتهدده الخطر". لكن أنصار السجائر الإلكترونية يقولون إن بيانات المراكز الأميركية قد تشير بالمثل إلى تراجع معدلات التدخين لان الشبان لجأوا إلى السجائر الالكترونية كبديل عن السجائر التقليدية. وإجمالا يستخدم 4.6 مليون طالب في المرحلتين الإعدادية والثانوية أي نوع من منتجات التبغ منهم 2.2 مليون يستخدمون نوعين على الأقل من هذه المنتجات. وتعمل السجائر الإلكترونية ببطارية لإنتاج كميات مقننة من بخار النيكوتين من خلال بطارية وطرحت في الاسواق منذ نحو عشر سنوات بتعهد بتقديم النيكوتين بطريقة آمنة. وهي تقوم بتسخين سائل مشبع بالنيكوتين لانتاج بخار يستنشقه المدخن بدلا من حرق التبغ. وتعتزم الادارة الاميركية للاغذية والادوية اصدار حكمها النهائي بشأن السجائر الالكترونية في يونيو/حزيران. وتجذب السيجارة الإلكترونية الراغبين في الإقلاع عن التدخين بالرغم من أن الدراسات حتى الآن غير كافية لبيان مدى الضرر الذي تسببه في الجسم. ومنذ إطلاقها تلقت السجائر الإلكترونية ردود فعل مختلفة، إذ رحب البعض بها لأنها تحتوي على كمية أقل من النيكوتين من السجائر العادية، وتساعد في الإقلاع عن التدخين. بينما حذر منها آخرون، وقالوا إنها على العكس تشجع الأشخاص الصغار على التدخين. ويؤكد دعاة استعمال هذا النوع المبتكر من السجائر، بأن استخدامها يقلل من مخاطر التعرض للضرر لأن مدخنها يستنشق البخار وليس الدخان الذي يعد خطراً حقيقياً. ويقول علماء إن مخاطر السيجارة الالكترونية على المدخنين وعلى المعرضين للتدخين السلبي أقل بكثير من مخاطر دخان السيجارة التقليدية، رغم انهم يحذرون من تأثيرها على المصابين بأمراض تنفسية. ويوضحون أن هذه السيجارة تحتوي على كمية أقل من السموم التي تحتوي عليها السيجارة التقليدية. وبرغم أن السجائر الإلكترونية لا تحتوي على معظم المواد الكيميائية الموجودة في السجائر التقليدية، فإنّ الحقيقة أن كلا النوعين غير مستحب، فالأشخاص الذين يستعملون السيجارة الإلكترونية يستنشقون مواد مُضرة بالرئتين أيضاً، فضلاً عن النيكوتين. ويقول رئيس برنامج التحكم في التبغ والصحة العامة في بريطانيا مارتن دوكريل "إن السجائر الإلكترونية تمثل فرصة للصحة العامة لكنها ليست من دون مخاطر".