دعا سفراء الدول الكبرى لدى بيروت للحفاظ على تقاليد لبنان الديموقراطية وانتخاب رئيس للبلاد من دون المزيد من التأخير. جاء ذلك خلال اجتماع عقد اليوم في مقر البطريركية المارونية اللبنانية دعا إليه البطريرك الماروني بشاره بطرس الراعي مع سفراء الدول الخمس الكبرى ومعهم سفراء آخرين بينهم سفيرا الاتحاد الأوروبي والفاتيكان ومبعوثة الأممالمتحدةللبنان سيجريد كاج. وأكد السفراء في بيان صدر عنهم، التزامهم بإرسال رسالة قوية للقادة اللبنانيين لحثهم على الالتزام بالدستور اللبناني واتفاق الطائف والميثاق الوطني، وبدعوة جميع الأطراف إلى التصرف بمسئولية ووضع استقرار لبنان ومصلحته الوطنية قبل السياسة الحزبية، وإلى إبداء المرونة اللازمة والتعاطي مع المسألة بشكل عاجل، من أجل تطبيق الآليات التي وفرها الدستور في ما يتعلق بالانتخابات. وقالوا إنه في هذا السياق، يجب على أعضاء مجلس النواب الحفاظ على تقاليد لبنان الديمقراطية العريقة والانعقاد من أجل انتخاب رئيس للجمهورية دون المزيد من التأخير. ودعوا جميع الأطراف في لبنان إلى تمكين الحكومة ومجلس النواب من العمل بفاعلية". وأشاروا إلى البطريرك أبلغهم قلقه الشديد حول استمرار الفراغ في الرئاسة اللبنانية والذي أوشك أن يبلغ عاما كاملا ، خاصة أن أحد عشر شهرا من الجمود في انتخاب رئيس للجمهورية يقوض قدرة لبنان على مواجهة التحديات الأمنية والاقتصادية والاجتماعية التي يواجهها ويضر بالسير العادي لعمل المؤسسات اللبنانية. وفي بداية الاجتماع، توجه البطريرك الراعي للسفراء بكلمة الشكر لدولهم على كل ما يقدمونه من مساعدة ودعم للبنان ومن ضمنها الدور الذي تقوم به القوات الدولية في جنوبلبنان. وطلب دعم المجتمع الدولي اولا المساهمة والمساعدة بتسهيل انتخاب رئيس للجمهورية ودعم الحوارات القائمة بين الفرقاء اللبنانيين للتوصل الى اعادة الحياة السياسية الى مجراها الطبيعي والحفاظ على المؤسسات، مشيرا إلى أن انتخاب رئيس للبنان في اولوية الاهتمامات لانه يشكل مفتاح الحل للازمات القائمة على مختلف الاصعدة. وشدد على صيانة وحماية الدستور والميثاق والصيغة اللبنانية (القائمة على المناصفة بين المسيحيين والمسلمين في المناصب السياسية) وهي الركائز الثلاث التي لا تتجزأ. و شدد على ضرورة مساعدة المجتمع الدولي للمساعدة على الحفاظ على التعددية الاجتماعية في المنطقة القائمة على العيش المسيحي الاسلامي. وطلب من المجتمع الدولي حل تداعيات النزوح السوري لانه يشكل عبئا داخليا لا يستطيع لبنان تحمله وحده. كما طالب بتقوية ودعم القوى الامنية اللبنانية والجيش في وجه الارهاب الذي يهدد لبنان.