قال اللواء حمدى بخيت الخبير العسكرى، ان التوصل لاتفاق حول البرنامج النووى الايرانى بين ايران ومجموعة 5+1 هو دلالة على الانسجام الكبير بين الموقف الامريكى والايرانى، موضحا ان ايران قامت بتلبية المطالب الامريكية مقابل وقف العقوبات الاقتصادية الموقعةعليها سواء من قبل الاتحاد الاوروبى او الولاياتالمتحدة علاوة على تخفيض نسبة اليورانيوم وعدد اجهزة الطرد المركزى. واضاف الواء بخيت ل"الفجر"، ان الاتفاق الاطارى الموقع عليه ليس نهاية للصراع الامريكى الايرانى حيث لا يمكن استبعاد النوايا الخبيثة لدى الطرفين، مشيرا الى التصريح الذى ادلى به على اكبر صالحى رئيس هيئة الطاقة الذرية الايرانية والذى اكد خلاله على ان الاتفاق يتوقف على مدى التزام الجانبين موضحا ان هذا التصريح ينطلى على معانى عميقة قوامها انه مازال هناك ملفات لم يتم حسمها بين الجانبين وان تلك الملفات تبلور مصالح الطرفين بكل ما تتضمنه من اختلافات وتتطلب تنسيقا على ارضية من المصالح المتبادلة كما ينطلى على امكانية المراوغة والتلاعب.
وتابع: كل من الولاياتالمتحدةوايران اتفقتا على كل ما هو مختلف عليه موضحا ان المنطقة العربية اصبحت مسرحا لصراع النفوذ بين الطرفين الامر الذى ادى الى تخليق المشاكل الجانبية التى طفت على السطح السياسى مؤخرا مثل الحوثيين كما اوضح ان المصالح الامريكية فى المنطقة العربية تمر عبر النفوذ الايرانى.
واكد اللواء بخيت ان الاتفاق الاخير سيكون له تداعيات عميقة على عدد من الملفات الشائكة فى المنطقة العربية وعلى راسها اليمن، مضيفا انه يتصور تخلى ايران عن دعم الحوثيين بعدما حققت اهدافها من الاتفاق حول برنامجها النووى، موضحا انه لا يمكن الاعتماد على هذا الاتفاق كصيغة نهائية بين الجانبين حيث ان ذلك متوقف على تحقيق كل طرف اهدافه الاستراتيجية من هذا البرنامج واذا استشعر اى طرف ان مطالبه لم تتحقق فسيكون الوضع مختلفا.
وأشار الى ان الرئيس الامريكى راعى مصالح الخليج العربى فى هذا الاتفاق حيث ارغم ايران على تخفيض اجهزة الطرد المركزى وتخفيض نسبة اليورانيوم المخصب مما يعد تاكيد لسلمية برنامج ايران النووى ومن ناخية اخرى اثار هذا الاتفاق حفيظة اسرائيل التى لا تنظر بعين الرضا الى ايران ولكن اوباما حرص على كبح جماح ايران فى الخروج ببرنامجها عن النطاق السلمى ولكن ذلك لا يعد صيغة نهائية.