أجرت جريدة "الشرق الأوسط" السعودية، جولة ميدانية، استغرقت 3 ساعات على الحدود السعودية اليمنية البحرية؛ لمتابعة الأوضاع الاستعدادية للقوات العسكرية على الحدود البحرية، على إثر عملية "عاصفة الحزم" التي تخوضها قوات التحالف بقيادة السعودية ضد المتمردين الحوثيين في اليمن. وبدأت الجولة أمس، من مقر الوحدات البحرية للقوات العسكرية لمركز حرس الحدود بجازان، مستقلة (اليخت) بقيادة قبطانه النقيب محمد الحازمي، على أن يكون التوجه إلى آخر نقطة بحرية حدودية للسعودية مع اليمن والمتمثلة في جزيرة العاشق الكبير المنطقة الخاصة بالسعودية التي تواجه العاشق الصغير وهي المنطقة الخاصة بدولة اليمن. وتؤدي القوات البحرية ممثلة في قوة حرس الحدود مهاما حاسمة في عملية "عاصفة الحزم" التي تجري رحاها هذه الأيام، لإنقاذ الشعب اليمني، كما يشير أحد الضباط، ومن المهام التي تقوم بها حراسة الحدود السعودية البحرية مع اليمن بما فيها المواني والمرافئ البحرية، وإحباط أي محاولة للتهريب أو التسلل من الخارج. كما أن القوات البحرية تكون على اتصال مباشر مع بقية القوات العسكرية الأخرى، للتعامل مع أي طارئ على الحدود البحرية لإعطاء الإنذار المبكر عن أي تحركات غير عادية على خط الحدود أو بالقرب منه. وتشارك القوات البحرية وقوة حرس الحدود ضمن خطة الحصار البحري الذي تنفذه قوات التحالف المشاركة في "عاصفة الحزم" لمراقبة ومنع الدخول أو الخروج من الموانئ اليمنية، كما يشير العميد أحمد عسيري، لتصل القوات البحرية إلى كامل انتشارها؛ بهدف تنفيذ حصار كامل على الموانئ، ومراقبة في الوقت ذاته على عمليات تهريب الأسلحة أو البشر عبر الموانئ اليمنية. الزوارق السريعة لدوريات حرس الحدود البحرية، التي شوهدت بالأمس والمجهزة بأحدث الوسائل التقنية والأسلحة، كانت في عمل دائم من خلال جولتها بين المنافذ البحرية الحدودية، ويبين النقيب محمد الحازمي أن الدوريات البحرية في عمل دائم مستمر في الأوقات الاعتيادية، وتزداد أكثر في الأوضاع الراهنة لمتابعة أي تحركات مشبوهة، أو محاولات للتسلل داخل الحدود السعودية. وتقوم القوات البحرية الملكية السعودية في عملها إلى جنب قوات حرس الحدود بدور فعال خاصة في ظل هذي الأيام، من خلال قوة الواجب في جازان التي توفر الدوريات البحرية، ودوريات الطيران البحري، والدوريات البرية. أما على الصعيد الجوي والطيران البحري، تم تزويد القوات البحرية بعدد من الطائرات العمودية، لتساند السفن في تنفيذ المهام البحرية المنوطة بها، وتشارك الطائرات في عمليات البحث والإنقاذ، ويتضح ذلك من خلال الجولات المستمرة التي تقوم بها الطائرات البحرية هذه الأيام على الحدود البحرية. في ما يتعلق بالقوات الخاصة بأمن الحدود البحرية السعودية، فالأمر فيها مطمئن، كما يشير أحد الجنود البحريين، مبينا أن "القوات البحرية عامة وحرس الحدود، لديها ما يكفي من معدات لتأمين الحدود البحرية، فهنا سفن التموين والسفن الحربية، وعدد من الطائرات العمودية، كما زودت القوات أيضا بأحدث الأسلحة والتجهيزات مثل المدرعات البرمائية، ومدافع الهاون والرشاشات الثقيلة". حين الوصول إلى جزيرة العاشق في آخر نقطة على الحدود السعودية اليمنية البحرية، كان المنظر من بعيد يشير إلى احترازات أمنية عالية، حيث شوهد مجموعة من الجنود أمام أسلحتهم المعدة للتعامل مع أي طارئ على الحدود، في حين كانت أبراج المراقبة مدعمة بأجهزة الرادار، لضمان مراقبة أدق. وأشار الملازم محمد الفيفي، قائد مركز العاشق الكبير الحدودي، إلى أنهم مواصلون علمهم في المراقبة والمتابعة لأي طارئ والتواصل مع بقية القوات. وتغطي المهام والواجبات المنوطة بالقوات البحرية وحرس الحدود وفي عمليات البحث والمحافظة على حرم البحر. ويضيف أحد الأفراد بأنه نظرا لأن لدينا جزرا بحرية كثيرة، فإننا نقوم بمراقبتها أمنيا وذلك بإحداث نقاط بين المراكز للمراقبة على مدار الساعة.