مازال طلاب الجامعة الألمانية، مضربين عن آداء الامتحانات، منذ الثلاثاء الماضي، احتجاجاً على دهس إحدى أتوبيسات الجامعة لطالبة مطالبين بالتحقيق فى ملابسات الحادث ومعاقبة المسئولين عنه. وقد دخل الطلاب فى اعتصام على اثر ذلك حتى تتم تلبية مطالبهم وتستجيب إدارة الجامعة لهم، وذلك منذ إنطلاق دعوات ترك المحاضرات اليومية والنزول إلى منطقة "بلاتفورم" المعتصمين داخلها. ووسط سخط من الطلاب قام اتحاد الطلبة بالإعلان الرسمي، عن تنظيم وقفات احتجاجية أمام البوابة الرئيسية للجامعة، وانضم لهم طلاب من جامعات خاصة أخرى، كالجامعة "الأمريكية والبريطانية"، ومن جامعات حكومية ك "القاهرة" و"عين شمس". وذلك بناء على دعوة صفحة "طلاب حركة مقاومة بجامعات مصر"، على موقع التواصل الاجتماعى "فيسبوك"، للإنضمام والمشاركة في الفعاليات، حفاظاً على دماء الطلاب في كل مكان، مطالبين بعودة حق "يارا طارق"، الطالبة بالدفعة الأولى بكلية الهندسة، التي سقطت صريعةً داخل الحرم الجامعي، منذ 6 أيام؛ عقب دهس الأوتوبيس الخاص بنقل الطلاب لها، معلنين إستمرارهم في الإضراب والاعتصام، حتى يتم الأخذ بثأر "يارا" من المتسبب في وفاتها نتيجة الإهمال، والمتهاونين في حقوق الطلاب وتأمينهم. وقام الطلاب بتصعيد الأمر،عندما قامت الجامعة بإرسال بريد إلكترونى لهم ، تؤكد فيه على انتظام العملية التعليمية، ورفض رئيس الجامعة الاجتماع بالأهالي، يوم الأحد، وصعدوا إلى مكتب رئيس مجلس أمناء الجامعة للقائه وظل الأهالي في الانتظار، لثلاث ساعات أمام الباب بلا جدوى وسط حالة غضب شديدة. ثم أعلن اتحاد الطلبة عن وصول نسبة الإضراب إلى 85.47 %، و حدثت مشادات كلامية بين إدارة الجامعة والمعتصمين خلال الأيام الأخيرة. من جانبه قال الطالب "حازم عبد الخالق" رئيس اتحاد طلاب الجامعة الألمانية: أن مطالبهم تتمثل في إقالة مدير الأمن، والمسؤول عن حركة النقل بالجامعة، ومحاسبتهم على التقصير. وأضاف أن الحادث تكرر قبل ذلك، لكن دون وفيات، مما يؤكد على خلل في النظام الأمني وساحة انتظار الأوتوبيسات بالجامعة، وضرورة تقديم خطط لعدم تكرار مثل هذه الحوادث .
فى حين أكد الطلاب المحتجون، عدم تراجعهم، وتمسكهم بتوفير نظام للتعامل مع حالات الطوارئ، وتجهيز عيادات الجامعة لاستقبال أي إصابات وتطوير العيادات الصحية. وندد طلاب الألمانية بالسياسة الرأس مالية للجامعة، التي لا تعبء سوى بدفع المصاريف، قائلين:"معتصمين والحق معانا ضد إدارة بتتحدانا" و"الطلاب ويا العمال ضد سياسة رأس المال"، واصفين "محمود هاشم" مدير الجامعة بالفاشل، مطالبين برحيله. وعلى الجانب الآخر، أثار غضبهم قيام الجامعة بتنظيف الأسفلت بحرق الدم، في الأرض كي تذهب آثاره، فاعتبروه تصرف غير إنساني على الإطلاق. وقالت إحدى الطالبات وتدعى "ملك" التى رافقت "يارا" في سيارة الإسعاف، أن ما حدث تقع مسؤوليته على الجامعة وإدارتها كاملةً، وأن السائق غير مسؤول ، حيث قالت: "أن موعد تحرك الأتوبيس فى تمام الساعة مساء 4:00، رغم أن المحاضرات تنتهى 3:50، أي الفارق يكون 10 دقائق فقط، مما دفع الطالبة "يارا" إلى الركد وراء الأتوبيس. وتروي "ملك" تفاصيل الحادث، قائلةً: أن شنطة "يارا" كانت مصنوعة من الجلد وأثناء مرورها بين أوتوبيسين، قامت حقيبتها بشدها في عكس اتجاه الأتوبيس حيث التصقت به، وذلك أثناء تحرك الأتوبيس وهي تجري، مما أدى إلى سقوطها أرضاً بعد الحركة العكسية وأدى لكسر الحوض، طبقاً للتقرير الطبي لحالة الوفاة. وقال أحد الصيادلة "خريج للجامعة الألمانية" والذى أستقبل الحالة بمستشفى القوات الجوية : "يارا وصلت متأخرة جدًا بالنسبة لتوقيت وقوع الحادث، وتوفيت حوالي الساعة 5:20، أي بعد ما يزيد على ساعة من وقوع الحادثة، وعربة الإسعاف لم تكن مجهزة لنقل الحالة. و يرى الطلاب أن السائق برئ، والمسئولية كاملة تقع على عاتق الجامعة، حيث أن الساحة المخصصة لنقل الطلاب خطر، نظراً لتحرك الأتوبيسات فى نفس الوقت الذى يحاول الطلاب فيه اللحاق بها ، وقدموا العديد من الشكاوى في هذا الأمر لكن دون جدوى، حتى انتهى الأمر بوفاة "يارا". وكان قد تجمع الطلاب صباح اليوم، حول سيارة رئيس الجامعة مرددين هتافات "انزل"، وتدافع الطلاب حول رئيس الجامعة بعد نزوله من السيارة وإصابة أحد أفراد الأمن وتم تهريب رئيس الجامعة إلى تواجد خارج الجامعة فى حراسة الداخلية. وتستمر الأوضاع متوترة بالجامعة، والطلاب في انتظار عودة حق "يارا"، ضحية الإهمال، حتى لو كان الحادث من شأن الأقدار التي قررت أن تنهي حياتها.