المنافسة الآن بين البودرة الصيني والبودرة المصري تتكون من هيروين مخلوط بترامادول وباركينول "برشام صراصير" أدى اختفاء الترامادول إلى ارتفاع أسعاره ووصل الشريط إلى 180 جنيه والتجار يجمعونه من الأرياف تربع عقارالترامادول في السنوات الأخيرة على عرش المواد المخدرة في مصر، وسحب البساط من المخدرات الأكثر تداولا وإنتشارا مثل الحشيش والهيروين، ليصبح لدينا قطاع عريض من الشعب المصري مدمنا لهذا العقار اللعين ولا يستطيع الإستغناء عنه، ولكن منذ أكثر من شهرين تقريبا إختفى الترامادول من الأسواق، ليشكل إختفاؤه أزمة حقيقية أمام متعاطيه الذين لا يطيقون فراقه، مما جعلهم يبحثون إلى بدائل مختلفة مناسبة لهم في السعر وتعطيهم نفس المفعول. يروي "ن.س" 35 سنة، أنه مدمن ترامادول منذ 15 عام، حينما كان سعر الشريط أربع جنيهات ونصف والآن وصل سعره إلى 150 جنيه، موضحا أنه قبل أزمة إختفاء الترامادول كان يتعاطى ثلاث حبات يوميا، ومع بداية الأزمة ذهب إلى تاجر المخدرات الذي يشتري منه الترامادول فلم يجده متوفر كالعادة، فعرض عليه التاجر مخدر جديد وهو "كيس جيل" يبدو أنه مستورد وسعره يتراوح من 10 إلى 15 جنيه، يتكون من المادة الخام من الترامادول ويتم وضع محتويات هذا الكيس بكوب من الشاي أو العصير لأنه "مُر" لكن هذا النوع لم ينول إعجابه. يشير "ن.س"، أن بديل الترامادول الآن هي البودرة، لكنها "مضروبة" ومخلوطة ببعض أنواع البرشام، مؤكدا أنه لم ولن يجربها لأنه يعرف أضرارها،ا لكنه يعرف الكثير من الشباب الذين لجأوا إليها كبديل لأنها مناسبة لهم في السعر والمفعول بدلا من الترامادول، موضحا أن هناك بعض الشباب يتعاطون البودرة كنوعا من التباهي والفخر، مؤكدا أن أحد أصدقاؤه قال له أهو "إسمي باخد بودرة". يؤكد "ن.س" أن هناك تجار مخدرات يبيعون دواء "سكر وحساسية وفلورست" على أنه "حباية ترامادول بيضة"، موضحا أن لديه صديق أخذ حبوب الحساسية على أساس أنها ترامادول، لكنه شعر بضيق تنفس بعد تناوله لهذه الحباية وكان قريبا جدا من الموت. يوضح "ن.س" أن الترامادول الأحمر بدأ يظهر منذ 4 أو 5 أيام، ولكن قليلا لكنه قرر أن يبتعد تدريجيا عن الترامادول، وقلل بالفعل الكمية التي كان يتناولها من 3 حبات إلى نصف حباية. يقول "أ.ف" 29 عاما، أنه مدمن ترامادول منذ 5 سنوات، وبسبب أزمة الترامادول وعدم تواجده في الأسواق، إضطر إلى أن يستبدله بالبودره الصيني التي أصبح سعرها يتراوح من 20 إلى 30 جنيه، موضحا أن البودرة هي البديل الأفضل له ونالت إعجابه وتعطيه نفس مفعول الترامادول. ويؤكد "أ.ف"، أن التاجر الذي كان يشتري منه الترامادول، أصبح يتاجر في البودرة الآن كبديلا عنه، موضحا أن البودرة الصيني بدأت تنتشر بينهم منذ بداية أزمة إختفاء الترامادول وأن الكثير من الشباب لجأ إلى البودرة الصيني كبديلا للترامادول، موضحا أن هذه البودرة تتكون من هيروين مخلوط بترامادول وباركينول أو كما يطلق عليه في المناطق الشعبية "برشام صراصير" يضيف "أ.ف" أنه كان يتعاطى 3 حبات ترامادول يوميا، والآن يتعاطى تذكرتين أو ثلاثة من البودرة يوميا قائلا "البودة بتعمل دماغ زي الترامادول"، مشيرا إلى أن هناك أيضا نوع من أنواع "القطرة" يتم إستخدامه كمخدر ولنه لم يتذكر إسمه وأيضا بعض أشخاص يأخذون "بروفين" كمخدر. يقول "ع.م" أحد تجار المخدرات، أن الترامادول إختفى من سوق المخدرات وهناك أزمة في الحصول عليه منذ شهرين أو أكثر، حيث كان الشريط يتراوح سعره من 20 جنيه إلى 25 جنيه، لكن منذ هذه الأزمة وبدأ سعر الترامادول يرتفع تدريجيا، ففي بدايتها تراوح سعر الشريط من 40 إلى 60 جنيه، وفي منتصفها وصل سعر الشريط إلى 75 جنيه بالنسبة للنوع الأحمر من الترامادول، و90 جنيه للنوع الأبيض منه، والنوع الأصفر يتراوح سعره من 40 إلى 60 جنيه، موضحا أن هذا النوع الأصفر ظهر في الأسواق قبل إختفاء الترامادول بشهر ونصف تقريبا، مؤكدا أن سعر الترامادول الأحمر وصل إلى 150 جنيه والأبيض إلى 180 جنيه والأصفر 90 جنيه. ويقول "ع.م" أن إستهلاك القرى للترامادول أقل من المدن، لذلك يتوافر بها الترامادول، موضحا أن هناك بعض التجار يسافرون إلى القرى لشراء ترامادول من صيادلة أو تجار بهذه القرى، حيث يقوم بشراء الشريط من القرى ب60 جنيه ويبيعه بالمدن ب 150 جنيه. ويؤكد "ع.م" أن الترامادول مازال مختفي من الأسواق حتى الآن، لكن التجار لجأوا إلى بعض البدائل التي تعوضهم عن غياب الترامادول منها "البودرة الصيني" التي يتراوح سعر التذكرة منها 25 إلى 30 جنيه، موضحا أن البودرة الصيني "مضروبة" على حد قوله وبدأت تغزو سوق المخدرات بعد أزمة إختفاء الترامادول ب15 يوم. ويضيف "ع.م" أن هناك بديل آخر وهو البودرة المصري، التي تتكون من "جماجم مطحونة مضاف إليها فلورست مطحون أو تامول مطحون أيضا" وكان سعر"البودرة المصري" قبل أزمة إختفاء الترامادول يصل إلى 400 جنيه، ولكن بعد هذه الأزمة أصبحت التذكرة ثمنها يتراوح من 50 إلى 70 جنيه، موضحا أن التجار قللوا تركيزها وزاد الطلب عليها لذلك قل ثمنها كثيرا. يوضح "ع.م" أن مفعول البودرة المصري أفضل من الصيني، بمعني أنه إذا كان مدمن الترامادول يتعاطى "حبايتين" منه يوميا فهو يستبدلهم بتذكرتين من البودرة الصيني ، أو "تذكرة"واحدة من البودرة المصري يوميا، وإذا كان المدمن يتعاطى شريطا كاملا من الترامادول يوميا حتى يحصل عن نفس المفعول يأخذ 5 أو 6 تذاكر من البودرة الصيني يوميا، إما أن يتعاطى 3 أو 4 تذاكر من البودرة المصري يوميا، لكن الطلب على البودرة الصيني أكثر لأنها أقل ثمنا، موضحا أن البودرة المصري منتشرة في الأسواق من قبل أزمة إختفاء الترامادول، لكن البودرة الصيني بتدأت تغزو الأسواق بعد هذه الأزمة ب 15 يوم. ويستكمل "ع.م" قائلا هناك أيضا بديلا آخر مثل الأفيون، الذي بدأ ينتشر بكثرة منذ حوالي 3 أسابيع، الذي كان سعره من قبل يصل إلى 350 جنيه، ولكن حاليا بلغ سعر "القرش" 150 جنيه، موضحا أنه تم إضافة بعض المواد له وتم تقليل نسبة الأفيون به وزاد الطلب عليه لذلك قل سعر "القرش"مشيرا إلى أنه أيضا هناك أشخاص يستعملون بعض أدوية الكحة كمخدرا لهم. يتابع "ع.م" أن هناك نوع قديم إسمه أماتريل ولكن ظهر منذ حوالي 10 أو 15 يوم ب، وبدأ يستعمله المدمنين بطريقة مختلفة، حيث يقوموا بطحنه ويضيفوا إليه برشام "فلورست" ويقوموا "بشمه" مثل البودرة، موضحا أن سعر شريط الأماتريل كان ب10 جنيها، أما الآن أصبح ب70 جنيه، مشيرا إلى أن المدمنين لجأوا إليه خلال ال10 أيام الأخيرة، لأن سعره قليل جدا، مضيفا أن الذي يتعاطى شريط ترامادول يوميا من الممكن أن يأخذ 5 حبوب أماتريل مطحونة ومضاف إليها فلورست بدلا من شريط ترامادول، ويحصل على مفعول شريط كامل. وإختتم حديثه أن البدائل كثيرة، وبمرور الوقت يظهر بدائل عديدة للترامادول في ظل أزمة إختفاؤه، لكن حتى الآن البديل الأكثر رواجا وإنتشارا هو البودرة الصيني.