" ابن النيل " حافظ إبراهيم هو شاعر مصرى وله نسب تركى عرف عنه حبه الشديد لوطنه ومواقفه ضد الاستعمار الإنجليزى, وقد هزته الأحداث الوطنية التي مرت على بلاده في الفترة التي عاصرها مثل حادثة دنشواي، كما أثر فيه ظهور الكثير من الشخصيات الوطنية الحاملة لهموم الوطن، أمثال "مصطفى كامل وسعد زغلول، و المناهضة للإستعمار الأجنبى، وهو من أبرز الشعراء العرب في العصر الحديث. ولد حافظ ابراهيم في 4 فبراير 1872- ديروط بمحافظة أسيوط، على ظهر سفينة صغيرة فوق النيل, والدة المهندس "إبراهيم أفندي فهمي"، و والدته "الست هانم" توفي والداه وهو صغير، وقبل وفاتهما، أتت به أمه إلى القاهرة حيث نشأ يتيما فى بيت خاله. حصل على البكاوية قرار عثماني مصري، تشريفاًلا تكليفاً، حتى قبل اعتماده شاعراً بين سلطتين، سلطة الخلافة العثمانية وسلطة الدولة المصرية. كما حصل على لقب "شاعر النيل"، بعد أن عبر عن مشاكل الشعب، وكان حافظ ابراهيم غيور على الأمة وشخصيتها ولغتها وهويتها، يعشق الفقراء من أهل بلده، تميز بعاطفة قوية ونفس فنية تميز بها على أقرانه من أهل عصره، تناول شعره أشكالاً مختلفة وبرع في الأشعار الوطنية والرثاء، وينتمي إلى طائفة الشعراء المتميزين الذين عرفوا بشعراء عصر الأحياء، مثل "محمود سامي البارودي، واحمد شوقي"، وأسس مدرسة الأحياء والبعث مع أمير الشعراء أحمد بيك شوقى". وترجم "شاعر النيل"، العديد من القصائد والكتب لشعراء وأدباء الغرب مثل شكسبير، وفيكتور هوجو، وقال عنه الشعراء والنقاد أنه "أحكم الصياغة والأسلوب" وأجاد بهما. والتحق حافظ ابراهيم، مكتب المحام محمد أبو شادي، أحد زعماء ثورة 1919م , وعمل محاميا فتره من عمره، ثم التحق بالمدرسة الحربية في عام 1888م، وتخرج فيها عام 1891م ضابط برتبة ملازم ثان في الجيش المصري الذي طرد منه بعد أن قامت القوات الإنجليزية باتهامه هو ومجموعة من الضباط والجنود المصريين بتدبير مؤامرة عليها وتأليف جماعة وطنية سرية، فقاموا بمحاكمته هو وزملائه وطرد من الجيش، ثم أعيد مرة أخرى للخدمة فعين بوزارة الداخلية عام 1894م، وفي عام 1911م أصبح رئيساً للقسم الأدبي بدار الكتب المصرية ثم عمل بعد ذلك محرراً بجريدة الأهرام. " وفاته " توفى حافظ ابراهيم في عام 1932م في الساعة الخامسة من صباح يوم الخميس, ويقال أنه قبل وفاته, أستدعى اثنين من أصدقائه لتناول العشاء ولم يشاركهما الطعام نظرا للمرض الذى أحس به, وبعد مغادرتهما شعر حافظ بصقل الألم عليه وعندما استدعى الطبيب كان حافظ يلتقط أنفاسه الأخيرة, و توفى ودفن في مقابر السيدة نفيسة. وعندما توفى حافظ ابراهيم رثاه صديقه ورفيق عمره "أحمد شوقى" بالقصيده الشهيرة قَد كُنتُ أوثِرُ أَن تَقولَ رِثائي يا مُنصِفَ المَوتى مِنَ الأَحياءِ لَكِن سَبَقتَ وَكُلُّ طولِ سَلامَةٍ قَدَرٌ وَكُلُّ مَنِيَّةٍ بِقَضاءِ " أهم أعماله " ارتبط شعر حافظ ابراهيم بالمناسبات على اختلاف أنواعها سواء رثاء أو مدح , كذلك بقصائده الوطنية، ومن أهم ما كتب قصيدة "مصر تتحدث عن نفسها " التى غنتها كوكب الشرق ولحنها الموسيقار "رياض السنباطى"، وقصيدة "اللغة العربية"، و"أيها القائمون"، و"الشمس".