حالة من الجدل تزامنت مع عودة بعض رموز الجبهة السلفية للخطابة على منابر الأوقاف من جديد، ورغم إعلان وزارة الأوقاف إدانتها الرسمية لهذا التصرف، إلا أن قياداتها نفت قطعياً وجود صفقة مع السلفيين. ورصدت لجنة المتابعة بالوزارة أكثر من 50 مخالفة من قبل مشايخ السلفية باعتلاء المنابر دون إذن أو تصريح، مخالفين قانون ممارسة الخطابة، إلا أن الوزارة لم تعلن سوى عن تحرير 35 محضراً خاصاً بفتح الزوايا في خطب الجمعة، دون التطرق إلى من خطب. وتغاضت وزارة الأوقاف، عن اعتلاء قيادات الدعوة السلفية المنابر، والعودة للخطابة مرة أخرى، لمواجهة الأفكار التكفيرية وتنظيم "داعش"، بعدما منعتهم واشتعلت الأزمة فيما بينهما خلال الأشهر الماضية. وخصصت وزارة الأوقاف خطبة موحدة لمساجدها على مستوى الجمهورية، أول أمس الجمعة، تحت عنوان "حرمة الحرق والقتل والذبح والتنكيل بالبشر"، في إشارة إلى انتهاكات "داعش" والفكر المتطرف الذي يحمله وقيامه قبل أيام بذبح 21 مسيحياً مصرياً في ليبيا. ومن أبرز رموز الدعوة السلفية الذين قاموا باعتلاء المنابر يوم الجمعة الماضي، هم "ياسر برهامي وأحمد فريد نائبا رئيس الدعوة السلفية، محمد عبد الفتاح أبو ادريس ألقيا خطبتي الجمعة في الإسكندرية، كما ألقى عادل نصر المتحدث باسم الدعوة السلفية الخطبة في محافظة الفيوم، وألقي سعيد العفاني القيادي بالدعوة الخطبة في بني سويف". وقال محمد مختار جمعة، وزير الأوقاف، إنه لا توجد أية اتفاقيات غير معلنة مع أي تيار ديني لمواجهة "داعش"، وأنه لن يتهاون مع المقصرين في أداء واجبهم الدعوى، أو المخالفين لقانون ممارسة الخطابة. وأشار محمد عبد الرازق، رئيس القطاع الديني بوزارة الأوقاف، إلى أنه تم السماح للدكتور ياسر برهامي والدكتور يؤنس مخيون، بالخطابة في المساجد بعد التزامهما بعدم الحديث في السياسة. وأضاف عبدالرازق في تصريح ل"الفجر"، أن الوزارة منحت التراخيص لعدد من القيادات الدعوة السلفية، بعدما اجتازوا اختبارات الوزارة للحصول على تصاريح الخطابة، وأبرز بند ينطبق عليهم "أزهريين"، كما انطبقت عليهم شروط الخطابة الأخرى.
وأوضح أن رموز الدعوة السلفية، وقعوا على ميثاق الخطابة والتزموا بعدم الحديث في الشئون السياسة والالتزام بالخطبة الموحدة التي تقررها الوزارة أسبوعيا. ونفى الشيخ صبري عبادة، وكيل وزارة الأوقاف، ما تم تداوله ببعض المواقع الإلكترونية من تراجع وزارة الأوقاف عن قرار منع السفليين من اعتلاء المنابر، من أجل المشاركة في مواجهة داعش. وقال عبادة في تصريح ل"الفجر" إن "هذا الكلام عاري تماماً عن الصحة"، مؤكداً أن الأوقاف مستمرة في ضبط العمل الدعوى في مصر، وذلك من أجل محاربة كل الأفكار الشاذة. كانت رئاسة الجمهورية أقرت في وقت سابق قانون الخطابة بالمساجد، والتي حظرت فيه لغير الأزهريين والمعتمدين من قبل وزارة الأوقاف والوعاظ بالأزهر الشريف باعتلاء المنابر.