فجر التحكيم فى مباراة الأهلى وإنبى فى مسابقة الدورى الممتاز براكين الغضب لدى العديد من الأوساط الكروية ضد الحكام والقائمين عليه ، إعتراضاً على قرارات إتخذها أمين عمر حكم المباراة الذى فتح باباً للنقاش حول كيفية تغيير الأسلوب الذى تدار من خلاله المبارايات لاسيما بين المتخصصين فى شئون التحكيم . وأعتقد أن التحكيم فى تلك المباراة كان نقطة فارقة فى مسيرة التحكيم المصرى لاسيما على مستوى الأداء الفنى الذى لم يعتاد عليه البعض ، بعد أن تعمد الحكم الشاب تقديم فاصل من التحكيم الجاد الذى لا يعترف إلا بالصراع والأداء القوى بين اللاعبين اللذين تشهدهما الملاعب الأوربية فى مختلف الدوريات والمحافل المختلفة . إن الأمر لا يتعلق بحكم مباراة الأهلى وإنبى بينما يتعلق ببعض أقرانه من الحكام الذين يجدون فى إحتساب الشارد والوارد من الأخطاء الطريق الاسهل للإبتعاد عن القيل والقال كما يعتقدون بالخطأ . لقد وضع أمين عمر معيار جديد فى إحتساب الأخطاء لتفعيل المفهوم الأساسى للعبة كرة القدم المتمثل فى السرعة والقوة والإلتحامات البدنية بين المتبارين ، وليت كل الحكام ينتهجون نفس نهجه إذا أردنا الخير والتقدم للتحكيم المصرى ويحرصون على الإبتعاد عن الإعلان عن الأخطاء الواهية التى يكون لها مردود سلبى على اللاعبين فى حال خوضهم للمباريات فى المحافل الإفريقية والدولية بعد أن إعتادوا على تنفيذ رغباتهم من الحكام فى إحتساب أخطاء لصالحهم ما أنزل الله بها من سلطان . وعلى الحكام ألا يخافون من تطبيق هذا الأسلوب - الذى بات يطبق فى أغلب الدول المتقدمة كروياً - فى إدارة المباريات حيث سيعتاد الجميع على هذا المعيار فى إحتساب الأخطاء وفى مقدمتهم اللاعبين الذين تعودوا على إحتساب الأخطاء لمجرد الوقوع أو السقوط على أرضية الملعب ، مما أدخل الحكم الشاب أمين عمر فى نفق الهجوم الضارى بعد أن رفض الإستجابة لمطالبهم التى إعتادوا عليها . هذا الأسلوب الجديد على الملاعب المصرية سيجد رفضاً وهياجاً سيظل لذروته فى بادىء الأمر ولكن سرعان ما يتلاشى بشرط أن يلتزم جميع الحكام بتطبيقه وفقاً للقانون ، وهذا دور لجنة الحكام التى لابد أن تلفت نظر قضاة الملاعب لهذا الأمر من خلال المحاضرات والمعسكرات التى لابد أن تخرج بتعليمات صارمة للحكام بضرورة توحيد القرارات دون هوى أو ضعف ودون أن ينقلب الملعب لساحة قتال وهذا ما يجب أن تقوم به إدارة التحكيم بوعى وفهم . أخيراُ .. من المهم أن نستوعب جميعاً أن أخطاء الحكام لن تتلاشى ولن تنتهى كما حدث فى تلك المباراة المذكورة ، والمجهودات المبذولة بضمير وإخلاص من المسئولين عن التحكيم ما هى إلا مساع لتقليل الأخطاء لاسيما المهمة منها كركلات الجزاء وحالات الطرد المباشر الأمر الذى يستدعى دعم الحكام على كافة المستويات ، ومن كافة المنتمين لأسرة التحكيم إذا أردنا جميعاً الخير والتقدم للتحكيم .