الأوقاف:تجديد الخطاب الدينى ومواكبة العصر ضرورة الأزهر :على مؤسسات الدولة التكاتف لمحاربة الفكر المتشدد تسببت حرب الفتاوى الدينية المنتشرة رة على شاشات الفضائيات فى حالة من الفوضى وتضارب الأراء حول المسألة الواحدة، ووسط تعدد مصادر الفتوى وتشعبها أصبح المواطن فى حيرة من أمره فما هو جائز لدى شيخ محرم لدى الاخر، وهو ما حدى بالدكتور شوقى علام، مفتى الجمهورية، بالإعلان عن إطلاق أول قناة تابعة لدار الإفتاء المصرية على موقع "يوتيوب" لإذاعة الفتاوى الرسمية. وقد لاقت الفكرة ترحاب كبير من الأزهريين، حيث قال فضيلة الشيخ "على عبد المهدى " وكيل وزارة الأوقاف إن إنشاء قناة تابعة لدار الأفتاء على "youtube" تختص بإصدار الفتاوى الدينية خطوة هامة فى الحد من فوضى الفتاوى المنتشرة على الفضائيات وستساهم بشكل كبير فى إرشاد المسلمين فى قضاياهم الدينية والدنيوية . وشدد "المهدى" على ضرورة أن يصاحب هذا الخطوة قانون يجرم إصدار فتاوى دينية من غير المختصين و الجهات الرسمية المتمثلة فى دار الأفتاء المصرية.
وأشار "المهدى" أن فوضى الفتاوى الدينية التى إنتشرت فى الفترة الأخيرة نتيجة إستضافة القنوات الفضائية ووسائل الإعلام لغير المختصين هو السبب الرئيسى فى تدهور الجانب الدينى لدى المصريين و الوصول الى ما هم عليه الأن .
وأكد المهدى على ضرورة تجديد الخطاب الدينى ومواكبة العصر والقضايا الحياتية للمواطنين وإعادة دور الأزهر لسابق عهده حتى لا يصاب المسلمون بحالة من التشويش نتيجة تعدد الجهات الغير متخصصة و التى تصدر الفتاوى دون علم.
ومن جانبه أكد الدكتور" محمد أبو ليلة " رئيس قسم الدراسات الإسلامية بجامعة الأزهر،أن قرار دار الإفتاء بأنشاء قناة علي اليوتيوب جاء متاخر، لافتا إلى انه كان لابد من إنشاء هذة القناة قبل الوصول إلي هذه المرحلة من الفكر التكفيري المتشدد.
وطالب "ابو ليلة" من دار الإفتاء الإستعانة بعلماء متخصصون ومعروفين ومقبولين لدي الأمة لعرض الفتاوي الصحيحة لكي يكون لها مصدقية عند الناس، وأن تكون الفتاوي مشبعة بالقواعد الفقهية وبأدلة الشرعية فيطمئن الناس تماماً، وان يوقع صاحب كل فتوي تحت فتواه بحيث يرجع إلية الناس إذا أرادو التفاصيل.
وأشار أبو ليلة إلى أن تصحيح الخطاب الديني لا يقتصر علي دار الإفتاء وحدها بل يجب مشاركة الأزهر الشريف ووجود المجلس الأعلي للبحوث الإسلامية بالإضافة إلى الكليات الشرعية المختلفة وعلي رأسها جامعة الأزهروكل الجامعات التي تدرس العلوم الشرعية في جامعات مصر، موضحاً انه يجب علي من يعمل في الحقل الإعلامي في مجلة الأزهر او صوت الأزهر وما شابه ذلك أن يقوموا بدورهم.
وأكد "ابو ليلة" علي أن يكون صاحب الفتوي مطلع علي المستجدات ليتمكن من إستعاب الأحداث الجارية وان يراعي كل الأحوال التي يعيشها المسلمين والعالم كلة فقد تكون هناك قضية إذا تكلمنا فيها من الممكن أن تضر على الرغم من انها قد تكون صحيحة، مشيرا إلى أن اختيار التوقيت الغير صحيح قد يضر ولا ينفع مطالباً من يصدر الفتاوى بمراعاة الأبعاد الاجتماعية والثقافية.
وأوضح أبو ليلة أن تجديد الخطاب يجب أن يستلزم الإهتمام باللغة العربية والثقافة وانتقاء الكتب ومتابعه ما يجري علي الساحه العربية والعالمية
وأضاف أبو ليلة أن الفتوى إجتهادات من العلماء ولابد من التفريق بين الفتوي التى تحتاج الى علم غزير والسؤال عن مشكلة حياتية تحتاج الى شخص حكيم وذو خبرة.
فى ذات السياق رحب الشيخ "عباس شومان" وكيل الأزهر الشريف، بفكره إطلاق قناة علي اليوتيوب خاصة بالفتاوى الدينية ، لافتا انه ينتظر انطلاق القناه لكي يبدي رأيه فيها مشيراً إلى أن إنشاء قناة لوحده غير كافيا و يجب تدعيم دور الأزهر فى هذا الصدد الذى أصبح يمتلك الأدوات لذلك بعدما تراجع دوره بشكل ملحوظ خلال الفترة الماضية .
وأضاف "شومان "أن تجديد الخطاب الدينى ليس مسئولية الأزهر فقط ولكنه مسئولية كافة مؤسسات الدولة التى يجب أن تساهم فى نشر الفكر المستنير و محاكاة قضايا العصر .