شهدت الدورة السادسة والثلاثين من مهرجان القاهرة السينمائي الدولي والذي أقيمت فعالياته بدءاً من 9 وانتهت مساء أمس 18 نوفمبر الجاري، تنوعاً في الأفلام التي تم عرضهاً، وأيضاً نوعية المسابقات التي تم استحداثها وغيرها، والأجمل أن هناك أفلام عرضت للمرة الأولى في إفريقيا والعالم العربي، ودخلت السينما التسجيلية وأفلام الرسوم المتحركة وأسبوع النقاد الدولي الذي أهتم بسينما الشباب حيز اهتمام الشباب والجمهور والقائمين علي إدارة المهرجان، وكان للنقاد رأيهم الخاص في هذا التنوع حيث رصدت الفجر الفني هذه الآراء والتي جاءت كالتالي: أهتم الناقد طارق الشناوي، بالحديث عن التنوع فقال: هناك تنوع في المجالات والموضوعات التي تناولتها أفلام هذه الدورة، مشيراً إلى أنه لا توجد ظاهرة معينة طغت علي الأفلام ولكن كل المجالات موجودة مضيفا أن أهم الظواهر السينمائية في هذه الدورة هو تواجد السينما التسجيلية وسينما أفلام التحريك كما تواجدت الأفلام الروائية في برامج المهرجان وهذا إضافة للمهرجان وإثراء لثقافة الجمهور وتأكيداً علي أن هذه الدورة مختلفة عن سابقيها. وتابعت خيرية البشلاوي، قائلة: الأعمال المشاركة في المهرجان قوية مشيرة إلى أن هناك ظاهرة في بعض الأفلام وهي تناولها للصراع بين السكان الأصليين والمستعمرين من بينها الفيلم الأسترالي بلد تشارلي ، للمخرج رودلف دي هير، وأضافت أن وجود فيلم للمخرج دافيد كروننبرج، يعتبر إضافة لإدارة المهرجان رغم أن الفيلم صادم وشديد الجرأة، ووجود فيلم تحريك من البرازيل يثير التساؤلات فرغم بهجة الفيلم إلا أن تواجده في المسابقة الدولية وسط أفلام روائية أخلَّ بالمعايير. وأعربت البشلاوي، عن سعادتها ببعض الأفلام التي شاهدتها وأهمها فيلم الإفتتاح القطع حيث عقدت مقارنة بينه وبين فيلم أرارات وكلاهما يتناول مذبحة الأرمن، وهذا كان جيد بالنسبة لها. أما الناقد كمال رمزي، قال أن ما لفت نظره هو الأفلام العربية المتنوعة وأشاد بالفيلم الأردني ذيب مؤكداً أنه يحمل الكثير من الجودة والتميز وجعلنا نشيد بالحضور القوي للأفلام من أغلب البلدان العربية، كما إنتقد رمزي، فيلم الإفتتاح مشيراً إلى أنه إنتهي قبل عرض ثلثه الأخير، قاصداً أن باقي الفيلم لم يكن له أي اهمية. وتابع رمزي، مشيداً باللمحة التي تركتها السينما الفرنسية في المهرجان مؤكداً أنها شهدت رؤية جديدة لدى المخرجين، وأشار إلى أن تطعيم المهرجان بكلاسيكسات السينما القديمة يعد تميزاً للمهرجان، وأوضح أن أغلب الأفلام تعلقت بالدفاع عن الإنسان البسيط وحقه في الحياة وكان داخل هذه الأفلام إجتهاد واضح ورؤية متميزة. السينمائي الكبير علي أبو شادي، أضاف قائلاً: موضوعات الأفلام المقدمة ثرية ومهمة حيث تمس الجزء الإنساني والتشويقي والإجتماعي والسياسي أيضاً، وتابع الناقد يوسف شريف رزق الله، مؤكداً أن المهرجان اعطى فرصة لأعمال لم تجد مكاناً لها في دور العرض مثل الأفلام التسجيلية وأفلام التحريك مشيراً إلى أن الإهتمام بهذه النوعية يستحق الإشادة. وتابع الناقد نادر عدلي، قائلاً: هناك أفلام عرضت في المهرجان وعادت بنا تاريخياً إلى الوراء مثل فيلم الإفتتاح التركي القطع الذي تناول مذبحة الأرمن، والفيلم المغربي الصوت الخفي ، والذي تناول جانباً من العلاقات المغربية الجزائرية اثناء حرب التحرير. وأضاف عدلي، إتجاه المهرجان لعرض أفلام تجريب لاقت نجاحاً مثلي فيلم باب الوداع للمخرج كريم حنفي، الذي تم تقديمه بشكل فلسفي، وايضاً الفيلم الأردني ذيب للمخرج ناجي أبو نوار، والذي حمل حالة فنية وإبداعية، كما تواجدت الأفلام التي عبرت عن الواقع بشكل جيد وهو الفيلم الفلسطيني عيون الحرامية ، والفلسطيني الآخر فلسطين ستريو وكلاهما رصدا القضية الفلسطينية وما تعانيه بشكل مباشر. وتابعت الناقدة ماجدة موريس، قائلة: تنوع المهرجان في تعدد مسابقاته وإدخال مسابقات جديدة أضفي بالتالي علي تنوع الأفلام التي تم عرضها حسب كل مسابقة وما وضعته من شروط للتقديم وهذا أعطى للجمهور مزيداً من تعدد إختياراتهم وأدخل علينا حالة من التعرف علي ثقافات الآخرين وما تعرضه سوق السينما العالمية. وأشارت إلى أن الأفلام التي تم عرضها تناولت العديد من الجوانب منها الإنساني والإجتماعي وغيره وهذا نال رضا وإستحسان محبي السينما، كما أن مشاركة العديد من الدول العربية بأفلام لها أضاف للمهرجان وأضفى عليه حالة من الترابط جعل المهرجان بحق هو مهرجان العالم العربي. المهرجان محصلة لتحريك المياه الراكدة في المجتمع الثقافي الفني، وشجع عشاق السينما علي النزول لمشاهدة الأفلام، كان هناك كم من الأفلام الجيدة وهناك مشكلة بالنسبة للمسابقة فنحن في نهاية العام والمهرجانات التي سبقتنا تأخذ الجديد والمسابقة لابد أن تأخذ الجديد ومن يضحي بفيلمه لكي يعرضه في مهرجان القاهرة، ومثلاً مهرجان دبي بعدنا ولكنه يعطي جوائز كثيرة تغري أي صاحب فيلم أن يحتفظ بفيلم في هذا المهرجان والمخرج داوود عبد السيد، لديه فيلم جيد جداً، ولكنه يدخره في مهرجان دبي، ولذلك لم يستعيد مهرجان القاهرة ثقله الثقافي بعد حتي يأتي اصحاب الأفلام عالمياً. وأتمت قائلة: حرصت علي مشاهدة الفيلم الأردني، ذيب وهو من أهم أفلام السينما العربية وإندهشنا أن الأردن تقوم بعمل أفلام والجميل أنه أخذ جوائز من ابو ظبي، واشارت إلى أن عدم وجود أفلام مصرية يعتبر كارثة لأننا الدولة المضيفة، ولا يوجد غير فيلم باب الوداع الذي شارك في المسابقة، ولكن ان تقديم صناعة السينما لدينا وتقديمها في العديدمن المسابقات، وحرصت علي مشاهدة الفيلم التركي الألماني القطع فقد كان جيداً للغاية.