وزير الري: ضرورة تضافر الجهود لتوفير تمويلات من الجهات المانحة لدول النامية    «مدبولي»: الحكومة ستعمل مع القطاع الخاص لتذليل أى عقبة تواجه قطاع الدواء    "رجال الأعمال" تحدد أبرز تحديات قطاع الاتصالات أهمها دعم الشركات الناشئة    رئيس وزراء بولندا: محاولة المساواة بين نتنياهو وقادة حماس غير مقبولة إطلاقا    «في الجنة يا مدحت».. الزمالك يهدي كأس الكونفدرالية لروح المعد البدني (صورة)    كريستيانو رونالدو يوجه رسالة ل توني كروس.. صورة    تشكيل الأهلي المتوقع ضد الترجي في إياب نهائي دوري أبطال إفريقيا    تصل ل41 درجة في القاهرة..درجات الحرارة اليوم الثلاثاء 21 مايو في المحافظات    عاجل | رابط سريع كيفية الحصول على نتيجة الشهادة الإعدادية 2024 بمحافظة القليوبية    جنايات سوهاج تقضى بإعدام متهم لقتله سيدة بمركز جرجا    برنامج Microsoft Paint يحصل على منشئ صور جديد مدعوم بالذكاء الاصطناعى    أعمال لم تعرض.. زوجة عمار الشريعي تكشف مفاجأة كبيرة (فيديو)    بهجة العيد وتلاقي التهاني: عيد الأضحى المبارك 2024 على الأبواب    مهرجان كان.. النجمة العالمية كيت بلانيت: للنازحين صوت ولديهم قصص ملهمة    مدبولي ل«ممثلي قطاع الدواء»: الحكومة تعمل جنبًا إلى جنب مع القطاع الخاص لتذليل أي عقبة    صحة الإسماعيلية توقع الكشف على 1443 حالة بالمجان في قافلة طبية بمركز القصاصين    دعاء اشتداد الحر عن النبي.. اغتنمه في هذه الموجة الحارة    برلمانية تطالب بوقف تراخيص تشغيل شركات النقل الذكي لحين التزامها بالضوابط    محافظ أسيوط: مواصلة حملات نظافة وصيانة لكشافات الإنارة بحي شرق    زوجة المتهم ساعدته في ارتكاب الجريمة.. تفاصيل جديدة في فاجعة مقتل عروس المنيا    "السرفيس" أزمة تبحث عن حل ببني سويف.. سيارات دون ترخيص يقودها أطفال وبلطجية    النطق بالحكم على مدرس الفيزياء قاتل طالب الثانوية العامة بعد قليل    تأجيل محاكمة 12 متهمًا في قضية رشوة وزارة الري ل25 يونيو المقبل    مستوطنون يقتحمون المسجد الأقصى.. والاحتلال يعتقل 14 فلسطينيا من الضفة    أبو علي يتسلم تصميم قميص المصري الجديد من بوما    «نجم البطولة».. إبراهيم سعيد يسخر من عبدالله السعيد بعد فوز الزمالك بالكونفدرالية    لمواليد برج الثور.. توقعات الأسبوع الأخير من شهر مايو 2024 (تفاصيل)    جهاد الدينارى تشارك فى المحور الفكرى "مبدعات تحت القصف" بمهرجان إيزيس    تعرف على تطورات إصابات لاعبى الزمالك قبل مواجهة مودرن فيوتشر    أمين الفتوى: قائمة المنقولات الزوجية ليست واجبة    هل يجبُ عليَّ الحجُّ بمجرد استطاعتي، أم يجوزُ لي تأجيلُه؟.. الأزهر للفتوى يوضح    الجيش الإسرائيلى يعلن اغتيال قائد وحدة صواريخ تابعة لحزب الله فى جنوب لبنان    مصدر سعودي للقناة ال12 العبرية: لا تطبيع مع إسرائيل دون حل الدولتين    أفضل نظام غذائى للأطفال فى موجة الحر.. أطعمة ممنوعة    الجامعة العربية والحصاد المر!    «غرفة الإسكندرية» تستقبل وفد سعودي لبحث سبل التعاون المشترك    السيسي: مكتبة الإسكندرية تكمل رسالة مصر في بناء الجسور بين الثقافات وإرساء السلام والتنمية    المالية: بدء صرف 8 مليارات جنيه «دعم المصدرين» للمستفيدين بمبادرة «السداد النقدي الفوري»    «بيطري المنيا»: تنفيذ 3 قوافل بيطرية مجانية بالقرى الأكثر احتياجًا    وزير الأوقاف: انضمام 12 قارئا لإذاعة القرآن لدعم الأصوات الشابة    يوسف زيدان يرد على أسامة الأزهري.. هل وافق على إجراء المناظرة؟ (تفاصيل)    أفعال لا تليق.. وقف القارئ الشيخ "السلكاوي" لمدة 3 سنوات وتجميد عضويته بالنقابة    تفاصيل حجز أراضي الإسكان المتميز في 5 مدن جديدة (رابط مباشر)    في اليوم العالمي للشاي.. أهم فوائد المشروب الأشهر    «الشراء الموحد»: الشراكة مع «أكياس الدم اليابانية» تشمل التصدير الحصري للشرق الأوسط    هالاند.. رقم قياسي جديد مع السيتي    الجلسة التحضيرية الرابعة للمؤتمر العام للصحافة مع القيادات الصحفية، اليوم    لهذا السبب.. عباس أبو الحسن يتصدر تريند "جوجل" بالسعودية    وزير التعليم: مدارس IPS الدولية حازت على ثقة المجتمع المصري    أسعار طن الحديد فى مطروح وسيوة اليوم الثلاثاء 21 مايو 2024    حفل تأبين الدكتور أحمد فتحي سرور بحضور أسرته.. 21 صورة تكشف التفاصيل    «القومي للمرأة» يوضح حق المرأة في «الكد والسعاية»: تعويض عادل وتقدير شرعي    وكيل "صحة مطروح" يوجه برفع مؤشرات الأداء والاستغلال الأمثل للتجهيزات المتاحة بالمستشفيات    أوكرانيا: ارتفاع عدد قتلى وجرحى الجيش الروسي إلى 49570 جنديًا منذ بداية الحرب    اليوم.. «خارجية النواب» تناقش موازنة وزارة الهجرة للعام المالي 2024-2025    مندوب مصر بالأمم المتحدة لأعضاء مجلس الأمن: أوقفوا الحرب في غزة    عمر العرجون: أحمد حمدي أفضل لاعب في الزمالك.. وأندية مصرية كبرى فاوضتني    بوتين: مجمع الوقود والطاقة الروسي يتطور ويلبي احتياجات البلاد رغم العقوبات    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



خيانة تحت سماء روالبيندى
نشر في الفجر يوم 02 - 07 - 2011


نص الرسالة
بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله
خيانة تحت سماء روالبيندى
كتبه ابومالك الفلسطينى محمد شعبان محمد حسنين
مقدمة
كنت اعتزم - وانا فى المعتقل - أن أدفع كتاباتى التى كتبتها – كخواطر ومصاعب – عرضت على فترة الاعتقال فى باكستان ومصر الى صحفى او ناشر لينشرها فى صحيفة او مجلة ، لو فعلت ذلك - وقتئذ- لتحركت قليلا نحو الحرية ، احزننى وقتها ان الخوف من جهاز امن الدولة كان مسيطرا على الصحفى الناشر الذى دفعت إليه اوراقى ، واليوم وأنا انظر الى اوراقى وكتاباتى عن المحنة أجد ان معظمها كان لابد ان يصل الى الناس وهو يتحدث بأسلوب اكثر واقعية عن محنة الاخوة الاخرين ، كذلك ، الكتابة عن احداث المحنة بعد نسيم الحرية يجعلها ذكرى واطلال ماضى لكن مستحيل ان يفقدها أهميتها او يقلل من شأنها .
والان اجد نفسى استطيع الكتابة عن الكثير من هذه الاحداث المأساوية بإثارة وابتهاج ناشئ عن التغلب والانتصار ، فمشاعر المنتصر وافكاره يحسن نقلها الى الناس ويمكنهم التفاعل مع فكرة الانتصار بعاطفة من اجل المطالبة بحرية الاسرى والمعتقلين والنداء برفض القهر والذل ورفع الظلم ورفض مايحفره الطغاة فى منأى عن الجماهير لقبر حرية الشعوب وإذلال ابطال الامم
(1)
سألنى ضابط استخبارات isi فى اسلام اباد كم يساوى اليوم هنا ؟
- اليوم هنا بشهر !
- ضحك ساخراً : اليوم هنا بسنة كاملة وهذا المكان هو أفضل سجون المخابرات الباكستانية !
فى اليوم التالى تم ترحيلى الى سجن استخبارات روالبيندى
هناك ، حاولنا ان نكتشف أعدائنا بأنفسنا ، كانت احوالنا مستعدة لقبول الانطباعات السيئة والحالة المزاجية المتقلبة الوافدة على وجوه كائنات باكستانية لاإنسانية ، تعمل على تدميرنا منذ شهور ، فبعد ان ألقوا بنا فى مقابر شيدت فى اعماق ابار مظلمة معتمة تحت سطح الارض لايسمع بها احد – كانوا يمارسون علينا هناك اشكال من استنزاف القوى العقلية والذهنية والنفسية والبدنية اقلها الحرمان من النوم لأيام
كان من حقنا ان نتساءل فيما بيننا ، ماهى الغاية من هذه المعاملة القاسية التى نتعرض لها بعد ان إنهارت كل خطوط دفاعتنا فى التحقيقات والانتصار الوحيد الذى احرزناه هو التحدى بعدم التنازل عن العقيدة وعدم إعطاء الدنية فى ديننا
كانت معرفتنا بقصة تشييد هذه السجون معرفة ناقصة ، ورغم قلتها وندرتها كانت ذات أهمية بالغة للاسرى
اخبرنا اخوة باكستانيني معتقلين معنا : أنها شيدت فى عهد ضياء الحق وكانت مقصورة على اعتقال الاسرى الهندوس الجواسيس على باكستان فقط ،
- مالذى حدث بعد ذلك لتتوقف عن اعتقال جواسيس الهندوس وتتخصص فى اعتقال المسلمين دون غيرهم !
لست أدرى !
2
ان البحث عن مصادر واسباب سوء معاملة الاسرى المسلمين فى سجن استخبارات روالبيندى واضحة الى أبعد الحدود ، فهى نتيجة عوامل إنحطاط الصراع الطائفى الطويل الذى تجلى فيه الكثير من النزاعات بين طوائف الاسماعلية والاثنى عشرية والقادياينة ضد اهل السنة ، هذه الطوائف الضالة سهلت على اميريكا مغامرتها فى احتلال افغانستان والسيطرة عليها ، ثم وقع فى ايديهم اسرى المجاهدون والغرباء المسلمين
فسرعان ماأطلقوا علينا مصطلح وهابى بعقلية وافكار بث سمومها الاستعمار الانجليزى فى القارة الهندية استثمرته بعد رحيل المستعمر ا هذه الطوائف الضالة فى حربها على اهل السنة فى باكستان .
3
ابومصعب السورى
بعد ترحيلى الى سجن استخبارات روالبيندى نزلت الى الزنزانة المعتمة كبقية الاسرى ، فى الزنزانة المواجهة لى شاب يمنى أشار الى وسألنى بصوت خافت - مااسمك ؟
- محمد ،
- ابومصعب السورى يسأل من الاخ الذى جاء الان وماقصته و متى اعتقل وكيف اعتقل واين اعتقل ؟ ، سوف نوصل له المعلومة عند الذهاب للوضوء فى صلاة الفجر !
كان على ان اذهب الى الوضوء لصلاة الفجر فى دورى ويمكنى الحديث معه حيث انه فى الزنزانة رقم 1
كان ابومصعب يتحين الفرصة بعد صلاة المغرب لقول كلمة قصيرة او ليبين لنا كيف تم خطفه والغدر به وماذا تم معه ويسأل من ، من الاخوة اعتقل ومن لازال فى مكمنه ويسأل هل احد رأى رؤيا مبشرة
كان يؤكد انه وقع فى فخ حيكت فيه مؤامرات قادته الى هذا المكان بعد ان قضى اربعة أشهر سابقة بين جدران سجن استخبارات لاهور وفى أغلب الظن هناك قلاقل قادمة فالمشكلات لم تنقضى بمجيئنا الى روالبيندى بل نحن هنا اصبحنا فى ساحة غدر اخطر مماانطوت عليها ساحات مرحلة ماقبل راولبيندى لكن المستقبل ليس مظلم وفى استطاعتنا بقوة الايمان ان نتغلب على المخاطر والمشكلات فسوف تبرز لنا الدنيا من جديد
بدأت الصحف الباكستانية تعلن عن مكافأة مالية قدرها 5 ملايين دولار لمن يعتقل مصطفى ست مريم ويسلمه لأميريكا وتصلنا الى المعتقل بالانجليزية والاردية ، بالفعل وكما توقع ابومصعب بدأت قلاقل أعظم ومشكلات أخطر !
كان معنا فى معتقل بيندى بالاضافة لأبومصعب السورى شباب طاهر من المجاهدين اصحاب المبادئ والقيم منهم شاب من الشيشان واخر من روسيا واخوة من باكستان واوزباكستان وطاجيكستان واخ من كندا واخرين من اليمن ومصر وسوريا اذكر من الاسماء اللامعة الاخ عبدالله خضر الشهير بالكندى بن الشهيد ابوعبدالحمن الكندى وسيف الله اختر من باكستان وهو احد كبار دولة طالبان المقربين من الملا عمر ومن مصر عثمان الصعيدى وإنضم الينا قادما من سجن استخبارات بيشاور محمد واخيه خالد نجلا مرجان سالم الشهير بعيسى المصرى ، وعبدالرحمن ابن الشيخ محمد الشرقاوى
لقد قضينا شهر رمضان وانتهى عيد الفطر المبارك منذ ايام وبدت تظهر لنا موجات الغدر .. لكن الى اين ؟ الانباء الواردة يغلب عليها الترحيل الى معسكرات اعتقال بجرام اوقندهار ومنها الى جوانتناموا ، لكن المصريين الخمسة ، عقدت بشأنهم صفقة وهكذا بدا الزمان يغير دورته فى السجن بعد ان عزلنا عن الحاضروالمستقبل ، وفصلنا عن الماضى ، على كل حال اصبحنا فى معتقل روالبيندى أسرى الماضى ، حرمنا النشاط والحرية واصبحنا عبيدا نساق الى البيع فى صفقات معلنة كحال ابومصعب السورى ( 5مليون دولار) وفى صفقات سرية كحالنا نحن المصريين الخمسة وبقى شئ فى داخلنا – سيبقى فينا أبد الدهر- وهو
إزدراء المخابرات الباكستانية ووصفها بالكائنات اللاإنسانية ، وفى الوقت نفسه كنا نواجه الموت ونسخر منه ، و ينبعث من اعماقنا نداء لايفارقنا يدعونا الى الامل فالفرج يدنوا كفلق الصبح نحو بروز جديد.
لقد كانت فلسفة ابومصعب السورى فى المعتقل المغلق مرتبطة ببث الامل ومالذى يجب ان نفعله الان لتقوية الصلة بالله عز وجل فهى الطاقة القوية لإعادة الثقة فينا بأننا سوف ننتصر ، مشاريع الامة القادمة لايمكن ان تقف عند مخططات الطغاة واحتلال افغانستان والمبشرات النبوية تؤكد عودة افغانستان وانطلاق اصحاب الرايات السود من خراسان ، سوف ننتصر ، وسوف نكمل دورنا معا وسويا حتى النصر – فرج الله عنك ياأبومصعب -، كانت هذه الكلمات ذات أثر معنوى ينهى على كل الآم الاسرى فى لحظة لنستشرف المستقبل وواجبنا نحوه
يستمر ابومصعب :
اما اسطورة هنتجتن وصدام الحضارات ومايقال عن هرمجدون ونهاية العالم فإن قوى الشر تحاول فى كثير من الاحيان ان تسلك مسلكا تغمس فيه البشرية فى العنف والمخادعة محاولة للقضاء على فشل الحضارة الغربية فى اسعاد البشرية لتقع فى فشل اخر حين ترسم نهاية مأسوية للبشرية بمثل هذه الاساطير والخيالات .
حدثنا ابومصعب عن فخ المؤامرة - خلال فترة اعقبت انتهاء كتابته لسفره دعوة المقاومة الاسلامية العالمية ، بدأ يرتب للالتحاق بالمسيرة ، وبعد اتصالات جادة مثمرة مع عناصر من الاخوة الافغان والعرب والباكستانيين فى القاعدة وطالبان حزم امتعته وجهز اسرته واستعد للانطلاق الى مسيره من كراتشى الى بلوشستان على حدود افغانستان فلايمكن لمثله أن يرى نفسه بعيداً عن مجرى الصراع مؤثراً سلامته العائلية على حقائق يؤمن بها ونصرة دين يعيش لأجلها فهناك نداء الاسلام يدعوه الى العمل والمغامرة .
لقد كان موقفه من المسير فيه شئ من التفاءل فى وجود سرب آمن سوف يصحبه فى رحلته .
– لايغنى حذرا من قدر –
ومع وصول الحافلة الى محطة كويتا فى بلوشستان ، كان هناك ملاحظة مروعة ومفاجأة مذهلة محطة الحافلات مجهزة للصيد الثمين !
نزل الركاب وانطلق حارس ابومصعب الى باب الحافلة ليأمن الطريق هنا انطلقت صوب صدره رصاصة الغدر ألقته وسط بركة من الدماء ، وفى لحظات تم خطف اطفاله وزوجته وتقييده واصطحابه فى موكب من السيارات الفارهة بعد وضع الغمامة السوداء على وجهه وعينيه وانطلق به الموكب الى لاهور
مكث اربعة اشهر – بروايته – يدرس لهم سياسة شرعية ويقدمونه للصلاة بهم ويطمئنونه على اهله واطفاله دون ان يخبروه اين هم ؟ وماذا عنهم ؟
جزاء سنمار
اقنعوه بضرورة السفر الى سجن استخبارات روالبيندى حتى يتم عمل إجراءات لسفره الى اسبانيا
وودعوه بالاعناق والاحضان ليصل الى روالبيندى وبعد يومين من وصوله عادت الصحف الباكستانية إلى نشر اعلان المكافأة لمن يعتقل الشهير بأبومصعب السورى ، و فك ابومصعب الشفرة واعلن لم يعد هناك لغزاً خفياً
فليس عند هؤلاء الانجاس اى اعتبارات انسانية او اخلاقية .
وجاء يوم رحيل المصريين الخمس يتم تقيد كل واحد منا على حده بسلاسل حديدية تمتد الى مترين وتلف سلسلة حديدية حول الوسط ويمسك بكل طرف سلسلة احد الكائنات الباكستانية اللاإنسانية وعلى وجوهنا اكياس سوداء تخفى ملامحنا لكنهم تعمدوا ان تكون شفافة لنرى من خلف ستار شفاف كيف تتم الصفقة
كان ابومصعب اتفق مع احد الحراس المحسوبين على اهل السنة ان اقف امام زنزانته ليودعنى ، وبالفعل نبهنى الحارس فوقفت فوصانى بالصبر والاحتساب واننا سنلتقى حتما وان المسافر مستجاب الدعاء فلا تنسانا من صالح الدعاء ولم يكن هناك بد ان ينهى الحارس اللقاء ويقطع الحديث بسبب صراخ مرؤسيه اسرع يابغل !
وحسبنا الله ونعم الوكيل
4
فى معتقلات استخبارات باكستان – كان لدى الاخوة الاسرى – رغبة فى الاعتصام يداً واحدة وذلك بالقضاء على جميع الخلافات الفكرية والشخصية فيما بينهم ، حيث ان سبب الخلافات يكمن فى إعجاب كل ذى رأيي برأيه
وعندما زالت الفرقة – ولو مؤقتاً- استطعنا مواجهة الطغاة ورفضنا الاذعان لما اعتبرناه شر يؤدى الى الكفر وهو التعاون المباشر مع المخابرات الباكستانية .
لقد اكتشفنا ان جهاز المخابرات الباكستانية isi ينظر الى عناصر الحركة الاسلامية – بكل فصائلها – على أنهم حمقى وعملاء يجب توظيفهم لمهمة واحدة هى حماية الامن القومى الباكستانى ووفقا لمتطلبات فقه المرحلة الاستراتيجية لجهاز isi ، ومن العسير جداً ان تتغير نظرتهم الى شباب الصحوة الاسلامية – من حمقى وعملاء - لتنتقل الى نظرة موضوعية .
ويمكن القول بصدق عن عناصر isi مخابرات باكستان أنهم طائفة إنتهازية شريرة مفتونة بالنظرية اللااخلاقية فى الحياة ، فهم يتميزون بالكبروالغرورفى تقييمهم لغيرهم ويزعجهم تقييم الاخرين لهم - ان المخابرات الباكستانية ISI يبيعون امهم بروبيتين –
يعانى معظم عناصر isi من القلق العقلى والاضظراب النفسى إذ أنهم يعتبرون ظواهر الدجالين وخرافات المشعوذة او ما يطلق عليه مسمى المعتقدات الفلسفية الميتافيزيقية وماوراء الطبيعة و كذلك خرافة تحضير الارواح - التى تقودهم الى خداع الذات بمحاولات إستقصاء ظواهرالحياة الباطنية للاسرى - على انها أساس فى جلب المعلومة الصحيحة من الخصم .
فيعتقدون فى السحرة وتحضير الجان واستعماله لإنتزاع معلومة من الاسير بطرق ووسائل سخيفة محاولة منهم لإستقصاء أسرار الاسير المسلم أو لتدميره تدميرا كلياً او جزئيا بالسحر والشعوذة ومن ثمة يتم اطلاق الشائعات حول الاسير فى المعتقل و اتهامه بالجنون والخلاص منه ضمن برنامج الاستنزاف الذى يتعرض له الاسرى المسلمون فى سجون استخبارات دولة الاسماعيلية الاغاخانية الكافرة المسماة باكستان خصوصا اذا كان هذا الاسير يحتفظ بمعلومة مهمة يمكنه نقلها بعد بيعه للجهة التى سوف تدفع ثمنه .
لقد اكد بعض كبار ضباط المخابرات الباكستانية فى بيشاور لعناصر من قيادات طالبان – كنت على اتصال بهم قبل وقوعى فى الا سر - ان سبب القصف الاميريكي لباكستان بصواريخ سقط احدهما قرب جسر اتك نهاية عام 2004 ، هو عادل الجزائرى الاسير العربى الذى تم بيعه الى اميركا بعد ان رفض العمل مرشد ل isi إذ أنه كان موسوعة معلومات هامة و دقيقة عن دور المخابرات الباكستانية القذر فى الصراع الافغانى !
لقد ظل عناصر isi ينظرون الى الاسرى المسلمين فى سجون الاستخبارت بإسلام اباد وروالبيندى من عل حتى 5 رمضان 1426 يوم ان حنت باكستان كلها هامتها وأصابها الذل والصغار امام زلزال مدمر، قضى على معظم بنيتهم الاساسية وقضى مؤقتا على الغرور والكبرياء للكائنات الا إنسانية فى ISI .
نزل مسؤل سجن الاستخبارات شخصياً الى الاسرى وسأل كل أسير بلطف عن حالته وهدأ من روعه ثم وزع علبة بسكويت على كل اسير طالباً من الاسرى جميعاً التوقف عن الدعاء على باكستان فى الصلوات ووقت السحر ويقسم بذات الله العليا لن نسلم اسير مسلم لأعدائه –اسلا م زندباد - وسنطلق سراحكم جميعا ! وبالفعل توقف بيع الاسرى حتى اول اسبوع من نهاية عيد الفطر المبارك ثم تتابعت صفقات البيع بعدها !
واسجل هنا حقيقة شهادة لله ، يوم ان وقف رجال من اسرى المسلمين – فى سجن استخبارات اسلام اباد وامام حراس السجن - وقت السحر وقبل أذان الفجر بقليل – سالوا الله عز وجل النصر والانتقام لهم وان يزلزل الله باكستان شرقا وغربا شمالا وجنوبا ولم يكن بين الدعاء والاجابة الا ساعة او اقل من الساعة - كانت دعوة رجال مظلومين صالحين وافقت قدر الله - اتق دعوة المظلوم فإنه ليس بينه وبين الله حجاب
فى صباح اليوم التالى آتتنا الصحف بتفاصيل الزلزال المروعة وكانت مليئة بصور الجماهير التى شردتها الكارثة وحالة الجماهير اليائسة ، حيث تبدو على وجوههم وفى اعينهم الحسرة والاسى والخوف من المجهول وهم ينظرون الى أطلال الديار و اطلال المصانع التى أطاح بها الزلزال المدمر ، وفوق كل شئ الفقر المدقع والهائل بين المنكوبين يسجله تعليق المصور أو المحرر بقلمه اسفل كل صورة او فى الاطار حول صور النسوة والبنات المشردات ومعهن اطفالهن وهن يطوفن فى الشوارع ويصطدمن بالرجال بحثا عن مأوى فهم بحاجة الى الطعام واللباس ومأوى للسكن وجميع ضروريات الوجود الانسانى .
لم تهز - هذه الحقائق - العناصر اللاانسانية فى isi او تنبههم الى كوارث الزلزال المدمر الذى عرى نفوسهم الشريرة المتكبرة لعلهم يتوبوا الى الله ، فى حين اعتبرالاسرى هذا الزلزال إجابة لدعاءهم و نصرة من الله لهم ، ليعود هؤلاء الاشرار المتكبرين يصرحون انهم سألوا علماء اهل السنة فى اسلام اباد عن سبب الزلزال على باكستان ؟ فأخبروهم بما كانوا يجهلون ان هذه الزلازل فى شهر رمضان من علامات اقتراب الساعة ومن علامات اقتراب ظهور المهدى من نسل الحسن بن على رضى الله عنهم - فازداد الطغاة كبر على كبر وكأنه لم يقع شئ يستحق التوبة الى الله او ان الزلزال المدمر كان مجرد كرامة اصابت باكستان فدمرتها وشردت سكانها إيذاناً وإخباراً بقرب موعد المهدى المنتظر !
لقد ساهموا فى تشريد ملايين الافغان على مدار 3 عقودمن الزمان و شردوا الاف الاسرى المسلمين والغرباء وقتلوا المئات من المجاهدين والغرباء مقابل المال والاقتصاد القومى ، فكان الجزاء من جنس العمل ان دمر الله اقتصادهم فى 3 دقائق بضربة الزلزال وشردهم الله فى ديارهم وجعل باكستان بلد غير أمن ولامطمئن بسبب الزلازل والكوارث الطبيعية والحرب الاهلية وهى بلد على وشك الاختفاء قريبا جدا من خريطة العالم ! قال تعالى : ( وتلك القرى اهلكناهم لما ظلموا وجعلنا لمهلكهم موعدا )
5
حين نفكر فى رواية حوادث المحنة نشهد ببعد نظر الاسلام فى الحكمة من وراء سنة الابتلاء والمحن وهى حكمة قائمة على ان المرء يبتلى على قدر دينه فمن رضى فله الرضى ومن سخط فعليه السخط ، ومن هنا تتجلى معانى الابتلاء عند المسلمين واضحة كل الوضوح واهميته و عاقبته فى المآل فى الدنيا والاخرة.
قال تعالى ( ونريد ان نمن على الذين استضعفوا فى الارض ونجعلهم أئمة ونجعلهم الوارثين ونمكن لهم فى الارض ونرى فرعون وهامان وجنودهما منهم ما كانوا يحذرون )
إن حوادث المحنة التى عشناها لست سنوات عجاف جعلتنى افرد لها سفر متواضع بعنوان (وصف مصر رواية حقيقية من واقع المعتقلات – ويوميات -) حاولت ان اصورفيه للمسلمين خصوصية المحنة والطابع الشخصى للاسيرالمسلم فى معتقلات الاعداء وان انقل لهم كيفية إدراك الحقيقة البديهية عن الطاغوت وهدفه وغايته من اسرنا وتعذيبنا ثم بيعنا فى صفقات وتغيبنا خلف القضبان الحديدية لتتم تصفيتنا الجسدية والاجتماعية مع مرور الوقت دون ان يشعر بجريمتهم احد وقد اتفقوا عليها بليل بقيادة الشيطان فى مؤتمرات عقدت فى دور الندوة بواشنطن واسلام اباد وتونس والقاهرة وشرم الشيخ ودمشق وتل ابيب ، وقد بين القرآن الكريم جوهر هذه السياسة الطاغوتية وهدفها قال تعالى : ( ودوا لو تكفرون كما كفروا فتكونون سواء ) وقال تعالى : ( وودوا لو تكفرون ) .
اما وسائلهم المتبعة لتحقيق هذه الغاية فهى : الكراهية الشديدة للاسلام وللمسلمين والمكرء السئ بأهل الاسلام والتنكيل بالاسرى للقضاء على الدعوة وعلى الجهاد واهم هذه الوسائل على الاطلاق هو الانفاق ببذخ للصد عن سبيل الله – 5 مليون دولار ثمن بيع مصطفى ست مريم وملايين اخرى تدفع فى مزاد سرى مغلق لبيع غيره من الاسرى - يقابلها حكمة الاسلام فى بيان نتائج سوء صنيعهم و حكمة الاسلام فى حسن العاقبة لمن رضى فله الرضى ، قال تعالى : ( إن الذين كفروا ينفقون اموالهم ليصدوا عن سبيل الله فسينفقونها ثم تكون عليهم حسرة ثم يغلبون والذين كفروا الى جهنم يحشرون ليميز الله الخبيث من الطيب ويجعل الخبيث بعضه على بعض فيركمه جميعا فيجعله فى جهنم أؤلئك هم الخاسرون ).
( ياأيها الذين امنوا إن تطيعوا الذين كفروا يردوكم على اعقابكم فتنقلبوا خاسرين بل الله مولاكم وهو خير الناصرين سنلقى فى قلوب الذين كفروا الرعب بما أشركوا بالله مالم ينزل به سلطانا ومأواهم النار وبئس مثوى الظالمين ) . اللهم فك اسر اسرى المسلمين من سجون الطواغيت فى كل مكان ، اللهم فرج كربهم، اللهم ثبتهم على الحق وخفف عنهم وطأة الطغاة ، اللهم منزل الكتاب مجرى السحاب سريع الحساب هازم الاحزاب اللهم اهزم طواغيت العرب والعجم والروم وجيوشهم واجهزة استخباراتهم اللهم اهزمهم وزلزلهم وانصرنا عليهم
سبحانك اللهم وبحمدك اشهد ان لااله الا انت استغفرك واتوب اليك .


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.