تقدم القاضى محمد أحمد عبدالقوى عبيد بالمحاكم الإقتصادية ببلاغ إلى المشير محمد حسين طنطاوى رئيس المجلس الأعلى للقوات المسلحة ووزير الدفاع،يشكو فيه من التقصير والتخبط الواضح فى التحضير لعملية الإستفتاء على تعديلات الدستور فى 19 مارس. ويقول عبدالقوى فى تصريح خاص لل " الفجر" أنه وكل زملاءه قد علموا بأن رئيس اللجنة القضائية العليا للإشراف على إستفتاء تعديل الدستور بأن توزيع القضاة سوف يراعى محال إقامتهم،إلا أنه لم يتم إخطاره بأى معلومات عن أماكن الإشراف على اللجان وكذلك جميع الزملاء،وما كان عليه إلا أن يبدء يسأل ويبحث على المواقع الإلكترونية عن اللجان المكلف للإشراف بها فى محيط محل إقامته بالجيزة،وكل المحاولات باءت بالفشل على حد قوله. وفى الرابعة عصراً من مساء يوم الخميس 17 مارس تلقى عبد القوى إتصالاً هاتفياً من أحد زملاءه الذى شاهد إسمه عن طريق المصادفة فى كشوف محكمة قنا وأبلغه بأنه مكلف بالإشراف على اللجان 59\1 ، 59\2 بمقر المدرسة الإعدادية بالطود الأوسط سمهود مركز أبو تشت. ويقول عبدالقوى أنه على الفور إستقل سيارته فى تلك الظروف الإستثنائية التى تعيشها البلاد متحملا مخاطر الطريق وذهب إلى محافظة قنا ومنها إلى القرية حتى يقوم بواجبه الوطنى المكلف به،وبالفعل تواجد فى مقار اللجان الساعة الثامنة صباحاً،إلا أنه قد فوجئ بأن اهالى القرى المحيطة لم ينتظم بمقارها عملية الإستفتاء،بل أن هناك بالفعل عشرات اللجان لم تفتح من الأساس لعدم وجود قضاة بها،الأمر الذى جعله يطلب الإعلان لتلك القرى المحيطة أنها تستطيع الإستفتاء بمقره،وهو ما تحمله المواطنين من عناء السير على الأقدام عدة كيلو مترات وهم فارحين بأنهم سيمارسون حقهم الديمقراطى والوطنى. ويكمل عبيد كلامه قائلاً..أننا سمعنا وقرأناعن قيام المجلس الأعلى بإرسال طائرات كى تنقل القضاة إلى المقار البعيدة وهو الأمر الذى حاولت الإستدال عليه من أى أحد من الزملاء لكن دون جدوى. مما تسبب بعدم تمكن الآلاف من المواطنين من ممارسة حقهم فى الإدلاء بأصواتهم فى المناسبة التاريخية التى لم تحدث من قبل فى تاريخ مصر،وشعروا بأنهم مهمشين فى بلدهم.. وشكى عبدالقوى أن الأمر يرجع بسبب عدم إخطارالقضاة بأماكن لجانهم،وسوء التوزيع،عدم مراعاة الأقدمية،عدم توفير وسائل إنتقال،كما أن هناك الكثيرين من القضاة قد علموا بأماكن توزيعهم إلا إنهم لم يحركوا ساكناً إعتراضاً منهم على بعد المسافة وعدم مراعاة الأقدمية،وفى النهاية لم ينهضوا بواجبهم الوطنى..ويتسأل عبدالقوى "هل يستوى الذين يعملون والذين لا يعملون" وأنه يتوجه بشكاواه من ضمير القاضى الذى يتق الله فى بسطاء مصر الذين فرحوا بالحرية،ويطالب محاسبة المتسببين فى وأد هذه الفرحة لكل مواطن على مستوى الجمهورية حتى لا تتكرر تلك المأساة مرة أخرى.