كشفت منظمة "هيومان رايتس ووتش" المدافعة عن حقوق الانسان، أن عمال البناء في قطر يتعرضون لإساءات خطيرة في المعاملة، وأنهم في بعض الحالات يكونون مجبرين على العمل في عبودية فعلية لدى أرباب عملهم. جاءء ذلك في تقرير يحث على الإصلاح في قطر، وقالت المنظمة الموجود مقرها الرئيسي في نيويورك - في التقرير الذي نقلته صحيفة "ذي فاينانشيال تايمز" البريطانية على موقعها الإلكترونى- إن قطر، التي صنعت تقلبات بدعمها لانتفاضات وثورات الربيع العربي، تحتاج إلى إجراء إصلاح شامل لبعض القوانين وتطبيق أفضل لغيرها من أجل منع استغلال العمال في برنامجها الضخم للبناء الخاص بكأس العالم 2022. وأوضحت الصحيفة أن التقرير، الذي يقع في 146 صفحة، يعتبر تذكرة بالكيفية التي لا تزال قطر تتبع بها - برغم كل نشاطها الدولي ضد الأنظمة القمعية - النموذج الخليجي للحكومة السلطوية والذي يدعمه مجموعة عمال مهاجرين هائلة وفي كثير من الأحيان لا يتمتعون بحماية جيدة. ونقلت الصحيفة عن بريانكا موتابارثي، الباحثة ب"هيومان رايتس ووتش"، والتى وضعت التقرير قولها: "إن كأس العالم وعشرات الملايين من الدولارات الخاصة بمشروعات تنمية البنية التحتية حوله سيعنى تركيز "نظارة معظمة" على قطر وشركائها الدوليين من الآن فصاعدا".. مضيفة: "أنهم سيحتاجون مئات الآلاف من العمال الجدد لتحقيق هذه الرؤية. وهناك عشرة أعوام تفصلنا عن 2022 - لكن هذه ليست مشكلات سهلة الحل". وقالت الجماعة الحقوقية في تقريرها إن المشاكل التى تواجه العمال فى قطر تشمل أتعاب باهظة الثمن من أجل التجنيد في الوظيفة يطلبها الوكلاء، والمصادرة "الروتينية" لجوازات السفر من قبل أصحاب العمل الذين يحتاج العمال إذنهم من أجل تغيير الوظيفة والخروج من البلاد. ورفض مسئولو الحكومة القطرية التعليق على التقرير برغم أن السلطات قالت في السابق إنها تدرس التعديلات على القيود المفروضة على ترك العمال لوظائفهم. وكانت منظمة كأس العالم 2022 في قطر، التي رفضت أيضا التعليق على التقرير، قد ذكرت في وقت سابق أن الدورة ستقدم وسيلة لتسريع إصلاحات العمل المخطط لها بالفعل. وقالت الصحيفة إن قطر، التي يعتبر تعداد سكانها المقدر بأقل من 300 ألف نسمة الأغنى في العالم لكل فرد، تستخدم ثروتها الهيدروكربونية الهائلة في تمويل كل من التوسع في البنية التحتية داخليا وسياسة استعراض العضلات خارجيا. وأوضحت الصحيفة أنها لا تزال ملكية سلطوية تحكمها المراسيم برغم أن الأمير حمد بن خليفة آل ثاني طرح العام الماضي مقترحات محدودة للإصلاح السياسي من بينها انتخابات المجلس الاستشاري العام المقبل. ورأت الصحيفة أن النجاح المفاجئ في مسعى الفوز بتنظيم كأس العالم 2022 يعد اختبارا كبيرا لطموح قطر لأن تكون قوة دولية. وأضافت الصحيفة أن الدوحة نفت بالفعل بقوة الاشتراك في أى سلوك مشين بعد أن تورط ال"فيفا"- الاتحاد المنظم لكرة القدم العالمية- في ادعاءات بالتلاعب في الأصوات بشأن مسعى الفوز بالتنظيم.