كواليس 4 أيام من الاحتجاجات ضد أحكام البراءة فى قضية قتل المتظاهرين من «القضاء العالى» إلى «التحرير» ■ صباحى وأبو الفتوح وعلى يعلنون توحدهم فى ميدان التحرير رافعين مطالب الثورة الجديدة ■ شقيقة الشهيد مينا دانيال تقود مظاهرات أسر شهداء الثورة فى ميدان التحرير ■ شباب الإخوان يرفعون اتهامات «الخيانة» فى وجه المطالبين بمقاطعة الانتخابات اتجهت أنظار مصر والعالم صباح السبت الماضى، إلى جلسة النطق بالحكم على الرئيس المخلوع مبارك، ونجليه علاء وجمال، ووزير داخليته العادلى، ومساعديه الستة، فى قضية قتل المتظاهرين، والفساد المالى، وبعد أن أنهى المستشار أحمد رفعت خطبة طويلة، تحدث فيها عن القصاص والعدل، أصدر قراراته بالمؤبد على مبارك ووزير داخليته، وبراءة باقى المتهمين، وانقضاء الدعوى على جمال وعلاء مبارك، وبراءة ذمتهما المالية، وهو ما تسبب فى صدمة كبيرة للثوار، فنزلوا إلى الشوارع والميادين فى معظم المحافظات، بصورة عفوية، ودون تنسيق مسبق، لتبدأ ثورة غضب جديدة، بتجمع ألفى متظاهر أمام دار القضاء العالى، فى الثانية عشرة ظهر السبت الماضى، وبعد قليل، وصل عدد المتظاهرين إلى قرابة ال12 ألفا، طافوا حول دار القضاء العالى. وعند وصول المتظاهرين إلى الشارع الخلفى للمبنى، الذى كانت تتواجد فيه قوة للأمن المركزى، سارعت إلى الهروب بسياراتها الست، وعندها هتف المتظاهرون «سلمية.. سلمية»، لكنهم فوجئوا بعدد من ضباط يعتدون عليهم بالسب، من أحد أدوار دار القضاء العالى، وهم يضحكون، وهو ما دفع المتظاهرين إلى قذفهم بالحجارة، ثم عادت المظاهرة إلى باب محكمة النقض. وفى السادسة مساء اليوم نفسه، ازداد عدد المتظاهرين فى ميدان التحرير، إلى عشرات الآلاف، مع توافد أسر الشهداء، الذين أغلقوا كل مداخل الميدان تماما، وكان على رأسهم ميرى دانيال، شقيقة الشهيد مينا دانيال، وكان اللافت للنظر، وقوف المتظاهرين فى طوابير للسلام على أسر الشهداء، والتعهد لهم بأن تستمر الثورة، لحين القصاص للشهداء، وعندها أصدرت حركة مينا دانيال البيان الأول بمطالب أسر الشهداء فى الميدان، وهى تشكيل محكمة ثورية لقتلة الشهداء، ومجلس رئاسى مدنى، وإسقاط حكومة الجنزورى. واستمر توافد المتظاهرين على ميدان التحرير، فيما وصلت طلائع جماعة الإخوان متأخرة، وتمركزت بالقرب من مجمع التحرير، ودخلت مجموعات منهم فى مناقشات مع المتظاهرين، لإقناعهم بدعم محمد مرسى، مرشح الجماعة فى انتخابات الرئاسة، وهو ما أدى إلى وقوع اشتباكات بين الجانبين، وكان من بينها خناقة مع د.كريمة حفناوى عضو الجمعية الوطنية للتغيير، التى طلب منها شباب الإخوان الضغط على حمدين صباحى وعبدالمنعم أبو الفتوح، لإعلان دعمهما رسميا لمحمد مرسى، لكنها رفضت، قائلة لهم إن الحل هو تشكيل مجلس رئاسى، لأن الانتخابات سيتم تزويرها بكل الأشكال، لضمان نجاح شفيق. وفى السابعة مساء، وصل المرشح الرئاسى السابق حمدين صباحى، الذى دخل الميدان من جهة جامعة الدول العربية، والتف حوله المتظاهرون، وهو ما صعب من وصوله إلى المنصة التى نصبها المتظاهرون بالقرب من مدخل شارع محمد محمود، وعند وصوله إليها، كان صباحى قد أصيب بإرهاق شديد، فدخل إحدى العمارات القريبة، لتوقيع الكشف الطبى عليه، وخرج بعد منتصف الليل. فيما تواجد وسط صينية التحرير بعض الشباب، الذين قاموا برسم وكتابة عدد من اللافتات التى تطالب بإعدام مبارك وشفيق وعلاء وجمال مبارك، ورجال العادلى، بينما أعلن شباب ألتراس أهلاوى وألتراس وايت نايتس، نزولهم إلى الميدان رسميا، حيث تحركت مسيرة ألتراس أهلاوى من أمام النادى الأهلى فى السادسة مساء، وفى نفس التوقيت خرجت مسيرة ألتراس الزمالك، من مسجد الفتح، فى طريقهما إلى ميدان التحرير، ليتجمعا معًا فى بداية شارع محمد محمود، مرددين الأغانى المميزة لهم، ثم أشعلوا الشماريخ لإضاءة الشارع المظلم. وفى تمام التاسعة تماما، صعد العشرات من الشباب فوق السور الخرسانى الموجود فى نهاية شارع منصور، المواجه لوزارة الداخلية، لمراقبة تحركات قوات الشرطة، قبل أن يقنعهم عدد من المتظاهرين بالنزول، لتجنب الصدام معها، وهو ما تم بالفعل، فيما تمركز شباب ألتراس أهلاوى فى شارع محمد محمود ومدخل شارع قصر العينى، وتمركز شباب ألتراس الزمالك فى مدخل ميدان التحرير من جهة المتحف المصرى، لتأمين الميدان. وفى اليوم الثانى لاحتجاجات الغضب، بدأت المظاهرات فى وقت مبكر، وتحديدا فى العاشرة صباحا، عندما أغلق المتظاهرون شارع طلعت حرب، من المول التجارى فى بدايته، حتى ميدان التحرير، وذلك أثناء عودة المسيرة التى تحركت من أمام دار القضاء العالى، وردد المتظاهرون العديد من الهتافات، منها «على فى سور السجن وعلى، بكرة الثورة تشيل ما تخلى»، فيما دارت الأحاديث الجانبية بين المتظاهرين، على المؤتمر الصحفى لأحمد شفيق. وظهرت أول خيمة لاعتصام مصابى الثورة فى «صينية التحرير»، عندما نصبها وائل رمضان، مع المجموعة نفسها التى اعتصمت فى الميدان قبيل أحداث شارع محمد محمود، وتسبب اعتداء الشرطة عليها فى المصادمات العنيفة التى شهدها الشارع. واستمرت مجموعات شباب الإخوان فى دعوة المتظاهرين لتأييد مرسى، طوال اليوم الثانى للاحتجاجات، وعندما واجههم المتظاهرون بأنهم بسلاح «المقاطعة»، بدأت حملة من التخوين لهم، واتهامهم ب»الفلولية»، وأن المقاطعة تصب فى مصلحة شفيق، كما أكد شباب الإخوان أن تشكيل مجلس رئاسى أمر يبدو مستحيلا، فيما بادرت حركة كفاية برفع أول لافتة ضخمة فى الميدان، أمام نخيل ساحة مجمع التحرير، وكتب عليها «وحياة دمك يا شهيد.. ثورة تانى من جديد»، كما علق متظاهرون آخرون لافتات تطالب بعزل النائب العام، ووقف الانتخابات، وهو ما تسبب فى مشادات مع شباب الإخوان، وهو ما أدى إلى الاتفاق إلى حل وسط يقضى بعدم رفع أى لافتات دون اتفاق جميع القوى السياسية فى الميدان عليها. وفى الساعة العاشرة مساء، قام الشيخ مظهر شاهين، خطيب مسجد عمر مكرم، بجولة فى الميدان، رافضا الحديث للإعلام، واكتفى بالقول إنه تواجد داخل الميدان للحديث مع المتظاهرين، حول توحيد مطالب ثورة الغضب، مشيرا فى حديث مع المتظاهرين، إلى ضرورة أن تتفق القوى السياسية، «حتى لا تستيقظ فى 19 يونيو الجارى على كارثة فوز أحمد شفيق برئاسة الجمهورية». ومع اقتراب الساعة من منتصف الليل، شهد الميدان ثلاثة تجمعات رئيسية، فيما اختفت القوى السياسية، وكان التجمع الأكبر للألتراس أهلاوى، فى مدخل شارع محمد محمود، حيث ردد شبابه الأغانى الخاصة به، فيما كان تجمع الثانى فى صينية الميدان للهتاف بتطهير القضاء، أما التجمع الأخير فكان بالقرب من مطعم «كنتاكى». وامتنع المتظاهرون عن التجمع أمام السور الموجود فى آخر شارع محمد محمود، والمؤدى إلى وزارة الداخلية، فى محاولة لتجنب الاحتكاك مع الشرطة، ووقفت أعداد كبيرة من الشباب فى بداية الشارع، لمنع المتظاهرين من التواجد هناك، بعدما ترددت شائعات عن محاولات للاشتباك مع رجال الأمن. ومنذ عصر اليوم الثالث للاحتجاجات، شهد الميدان حلقات نقاشية موسعة، وظهرت لافتات تطالب بتشكيل مجلس رئاسى مدنى، بعضوية محمد البرادعى وحمدين صباحى وعبدالمنعم أبوالفتوح ومحمد مرسى، فيما نصبت حملة صباحى منصة لها أمام تمثال عمر مكرم، ومنها تم الإعلان عن قدوم صباحى وأبوالفتوح مع خالد على، لإلقاء بيان مشترك. وفوجئ المتظاهرون بحضور عضو لجنة الشباب فى مجلس الشعب، عن حزب الحرية والعدالة، النائب أسامة ياسين، والذى أحاطه شباب الإخوان بدرع بشرى لحمايته، وفى العاشرة والنصف مساء، نظمت حركة شباب 6 أبريل درعا بشريا حول صباحى وأبوالفتوح وعلى، عند دخولهم الميدان من جهة شارع قصر النيل، لتتعالى الهتافات لهم، فور صعودهم إلى المنصة، «أيد واحدة.. أيد واحدة». وقال صباحى فى كلمته، إنهم «اتفقوا على أنه لا انتخابات إلا بعد تطبيق قانون العزل السياسى، وإنشاء محكمة ثورية لقتلة الشهداء، وتشكيل مجلس رئاسى مدني»، مضيفا أن الثوار المتواجدين فى ميادين التحرير، هم القادة، وهم الأغلبية الحقيقية فى مصر، وسيكملون الثورة، ثم تحدث خالد على مؤكدا أنه سيتم يوم الجمعة القادم تشكيل مجلس رئاسى مدنى فى ميدان التحرير، وأكد أبو الفتوح أن «الثورة مستمرة، وأن الجميع اليوم يد واحدة لإكمال مسيرة الثورة»، ثم رفع صباحى علم حركة مينا دانيال. وبعد انصراف صباحى وأبوالفتوح وعلى من الميدان، عاد الميدان إلى حلقاته النقاشية، معلنا عن خروج مسيرات ضخمة فى اليوم التالى، بقيادة صباحى من ميدان مصطفى محمود، وأبوالفتوح من ميدان الجيزة، وخالد على من مسجد الفتح، فى مليونية الثلاثاء، للمطالبة بالقصاص من قتلة الشهداء. وجاء اليوم الرابع، بتلاقى المسيرات الثلاث، التى تم الإعلان عنها مسبقا، بالتزامن مع وصول البرادعى إلى مطار القاهرة، بعد أن قطع رحلته العلاجية فى الخارج، حيث انطلقت مسيرة مسجد الاستقامة بميدان الجيزة فى الساعة الخامسة مساء، وكانت تضم ما يقرب من ألفى متظاهر، ووزع المتظاهرون منشورات على السيارات الملاكى و«النقل العام»، تدعو إلى مقاطعة الانتخابات، وتشكيل مجلس رئاسى مدنى، وعند وصول المسيرة إلى ميدان الدقى، حاول المتظاهرون الصعود إلى أحد العقارات لإنزال لافتة دعائية لشفيق، وهو ما أدى إلى مشادة مع حارس العقار. وانتظرت مسيرة مسجد الاستقامة لمدة 45 دقيقة، أسفل كوبرى الدقى، لحين وصول مسيرة مسجد مصطفى محمود، التى شارك فيها الدكتور أحمد حرارة، حيث دخلت المسيرة شارع البطل أحمد عبدالعزيز، بقيادة صباحى، وانضم إليه أبو الفتوح فى منتصف الطريق.