من هنا تبدأ أزمة رغيف الخبز من أمام " الشونة " لتخزين القمح , فإلى جانب المشكلة الرئيسية في عدم وجود صوامع مناسبة لتخزين القمح , والتي تتسبب في إعدام نسبة كبيرة منها نتيجة سقوط المطر عليها وتعفنها في أوقات كثيرة , وهجوم القوارض والفئران , فلم تنتهي معاناة الفلاح المصري بكده وتعبة طوال الموسم بكل أزماته بدايةً من البحث عن التقاوي " البذور " وأزمة الجاز والري والسماد ..و .. و .. الخ , على أمل لحظة الحصاد .. لتكتمل منظومة الأزمات التي تحاصره طوال العام أمام " الشونة " , بسبب المشاكل والعراقيل التي تواجهه في تشوين القمح وتأجيل شراؤه , الأمر الذي دفعهم إلى ترك غلالهم بالأراضي الزراعية معرضة للسرقة والنهب والتعفن . والسؤال هل سنترك الفلاح يعاني طوال الوقت ليحجم بعد ذلك عن زراعة هذا المحصول الإستراتيجي الهام وتتفاقم الأزمة بالتراكم عاماً بعد عام ولا نجد بعد ذلك ما يقيم اصلابنا جميعاً ؟؟ . وعلق " عبد المنعم محمد " فلاح بقرية " رأس الخليج " التابعة لمركز شربين بقوله : ( يعني احنا مش لاقيين رغيف العيش وبنوقف طوابير عشان نجيب لقمة ناكلها بسبب إن احنا مش مقضيين نفسنا من الغلة .. وكمان بنوقف طوابير طويلة في الزحمة والحر قدام الشونة عشان نسلم " الغلة " وياريتها بتسلم .. وحتى اللي بيسلم مابيخدش فلوسه ) . وقال " محمد سالم " فلاح ( أنا سلمت الغلة بتاعتي من أسبوع ولحد دلوقتي ما خدش ولا مليم .. والمفروض استلم فلوسي خلال 24 ساعة .. وغيري مش عارف حتى يسلم ) . وأضاف " عبد العاطي شكري " فلاح بقوله : ( إحنا سمعنا إن التجار اشتروا قمح من برة بفرق سعر عن القمح المحلي وبيسلموه للشونة على مرأى ومسمع من المسئولين .. ومحدش عارف الحقيقة فين ) . وأكد " محمد عبد الباري " فلاح بقرية " ميت محمود " التابعة لمركز المنصورة أن الزحام والتكدس الشديد أمام الشونة وصل اليوم إلى مسافة 2 كيلو متر على الطريق الفرعي أمام " الشونة " لتسليم القمح . واكد " محمود سعد " نقيب الفلاحين بنقابة الفلاحين المستقلة بدكرنس أن الفلاحين يعانون كل عام من الروتين والتكدس والزحام أمام " شون " تسليم القمح ويصل الأمر إلى بيات السيارات المحملة بالغلة أمامها , وهذا يعطي لتجار القمح الفرصة في خلط القمح بالطين والشوائب لزيادة الوزن وهذا بدوره ينعكس على رغيف الخبز الذي يصل للمواطن بلونه الأسود وملئ بالحصى والطين . وفجر "سعد " مشكلة تواجه الفلاحين مع لجان الفرز والموظفين الذين يتعمدون تقييم الغلة أياً ما كان نوعها وجودتها على أنها من الدرجة الثالثة لتوفير المال , بينما تلعب التربيطات دورها مع التجار , حيث يتم تقييم غلالهم على الدرجة الأولى والثانية . ووضح أن سر هذا التكدس والزحام والمعاناة هو أن أغلب من يشونون القمح للشونة هم التجار وليس الفلاحين الذين يجمعون القمح بكميات كبيرة من الفلاحين في الأرض بسعر 350 جنية للأردب القمح ليسلمه بسعر 380 جنية للشونة مستفيداً بفارق السعر بدلاً من الفلاح الذي يفضل أن يوفر على نفسه " البهدلة " أمام الشونة لساعات طويلة قد تصل إلى أيام . وإقترح حلاً لتخفيف التكدس والزحام والمعاناة على الفلاح وهو أن يقوم بتسليم القمح للشونة ببطاقة الحيازة الزراعية , مرفق به جواب الحصر الذي تم صرف السماد الكمياوي عليه من الجمعية الزراعية أو التعاون الزراعي , بحد أقصى 15 أردب للفدان , لنضمن التسهيل على الفلاح بدلاً من إنتظار التجار بكمياتهم الضخمة .