أصبحت منازل اليونانيين العاديين هدفاً للصوص، بعدما سحب اليونانيون من البنوك أكثر من 72 مليار يورو نقداً على مدار العامين الماضيين، خوفاً من الانهيار المالي بسبب الأزمة، ولم يجد هؤلاء مخبأً للأموال سوى في البيوت أو غرف التخزين. وفي تقريرٍ لها، قدمت وكالة أنباء "رويترز" مأساة أندرياس كاراباليس وزوجته إيميليا، تقول الوكالة: خشي أندرياس كاراباليس وزوجته إيميليا، وكلاهما تجاوز الثمانين من العمر، انهيار البنك اليوناني الذي أودعا فيه مدخراتهما التي تبلغ 80 ألف يورو (100 ألف دولار)، فسارعا إلى سحبها واحتفظا بها في البيت، بحثاً عن الامان. وبعد أيام قليلة جاء اللصوص ليلاً. وقالت إيميليا التي ما زالت ترتعد عندما تتذكر الهجوم الذي وقع هذا الشهر في جزيرة لفكادا «كنا نائمين. جاء اللصان الملثمان إلى فراشنا وقيّدانا وضربانا وسرقانا ولم يتركا أي شيء. لقد كان تعذيباً». وأضاف زوجها أندرياس «حياتنا اسودّت الآن. لقد أخذا مدخرات العمر. خسرنا كل شيء». وتقول الوكالة: على مدار العامين المنصرمين سحب اليونانيون من البنوك أكثر من 72 مليار يورو، أي ما يقرب من 7000 يورو لكل رجل وامرأة وطفل في البلد. وتم سحب جزءٍ كبيرٍ من هذه الأموال نقدا. وحسب الوكالة: لا يعرف على وجه التحديد حجم النقود التي يحتفظ بها أصحابها في اليونان في خزانات الملابس أو في المبرّدات أو تحت أرضية البيوت أو بين حشايا الفراش. لكنها بأقل التقديرات بالمليارات ويسعى اللصوص وراء نصيبهم من هذه الأموال سهلة النقل والتي من الصعب للغاية تعقبها واستردادها. وأدخلت أزمة الديون اليونان في العام الخامس على التوالي من الانكماش وألقت بنصف شبانها خارج سوق العمل، وربما تؤدي في النهاية إلى خروجها من منطقة اليورو. وتقول الشرطة إن العصابات التي ربما كانت تفكر في السابق في سرقة أهداف صعبة مثل البنوك ومحال المجوهرات أصبحت الآن تتعقب اليونانيين العاديين، حيث تكون المخاطرة أقل بكثير، وحيث توجد دائماص كميات كبيرة من النقود التي سُحبت للتو من حسابات الادخار البنكية. وقال المتحدث باسم الشرطة الوطنية ثاناسيس كوكالاكيس «سحب كثيرون مدخراتهم من البنوك، خوفاً من الانهيار المالي وهم إما يحملونها معهم وإما يجدون لها مخبأً في البيوت أو غرف التخزين». وأضاف «ندعو الناس إلى الثقة بالنظام المصرفي وترك أموالهم به أو على الأقل في مكان آمن، لا أن يخفوها في المناز.