سخط دولي بسب حملة الاعتقالات التركية للاعلاميين في الذكرى الاولى لقضايا فساد عائلة الرئيس، حيث نشرت صحف أوروبا ومواقعها الالكترونية أكثر من ألف تقرير، خلال الساعات القليلة الماضية، في اكبر حملة اعلامية موحدة داخل القارة العجوز، وذلك في مواجهة الحملة الأمنية التي شملت 13 محافظة تركية واستهدفت عددا من الصحفيين في مقدمتهم أكرم دومانلي رئيس تحرير صحيفة زمان التركية والمدير العام لمجموعة قنوات سمان يولو ومنتجين وكتاب سيناريو وتمت بأوامر مباشرة من الرئيس التركي أردوغان.
العنوان الأبرز جاء من صحيفة "طرف" التركية المعارضة، حيث احتل صدر الصحيفة تقريرا بعنوان "هكذا بدأ هتلر" أيضاً متناولة من خلاله الاجراءات الغير دستورية التي قامت بها الحكومة التركية بأوامر مباشرة من أردوغان من أجل غلق أكبر مجموعة إعلامية في تركيا و المعروفة باسم - مجموعة سامان يولو للإعلام والنشر - كما تضمنت أوامر الاغلاق - صحيفة زمان - الأعلى توزيعا بين الصحف التركية بهدف تكميم أفواه الصحافة الحرة والتستّر على فضائح الفساد والرشوة الكبرى التي طالت الرئيس الحالي عائلته وعدد من معاونيه وهي الذكرى التي ستحل غداً.
أما صحيفة "لاكزتا" الايطالية، فقد عبرت عن موقفها بتحقيق امتد عبر اربع صفحات كاملة تحت عنوان "انهم يطفئون الشمس في انقرة"، الصحيفة خصصت صفحتين كاملتين ايضا لنشر التحقيقات الجوفاء التي قامت بها ادارة أردوغان ونشرت نصوص التحقيقات، وبحسب ما ذكرته الصحيفة فان هذه التحقيقات لا يمكن ان تؤدي لدفع غرامة 1 يورو وليس الى اغلاق مؤسسات صحفية.
فيما ركزت صحيفة "فاينانشال تايمز" البريطانية، على اعتقال فريق عمل مسلسل تركيا واحدة (المدبلج إلى العربية باسم الأرض الطيبة) في إطار عمليات الاعتقال التي شنتها السلطات الأمنية التركية بدء من يوم الأحد الماضي، ضد وسائل الإعلام، ولا تزال الصحيفة تبحث عن إجابة لسؤال سبب دخول المسلسل في إطار التحقيقات.
وذكرت قناة "بي بي سي" أنه سبق وأن تم اعتقال الصحفيين ورجال الأمن في تركيا، أما الشيئ الذي يجعل اعتقالات يوم الأحد مختلفة عما سبقها هو اعتقال واستهداف 10 أشخاص من فريق عمل المسلسل التليفزيوني.
كما أشار الخبر إلى تعليقات جَران سوزار عضو هيئة التدريس بجامعة جلطه سراي التركية حول هذا الموقف؛ حيث قالت “للمرة الأولى نواجه مثل هذه الاتهامات في تركيا، وللمرة الأولى نرى أن مسلسلا من وحي الخيال يعد جريمة، وهذه واقعة يصعب تصديقها، وخطيرة للغاية من ناحية حرية الصحافة والفن في الدولة التي مجهت لهم تهما تتعلق بكونهم جزء من منظمة إرهابية.
أما صحيفة "النيوزويك"، فقد جاءت متحفظة بعض الشئ رغم انتقادها لما يحدث تحت عنوان "اردوجان يحول عطلة نهاية الاسبوع الى مأساه"، الا ان الصحيفة اكتفت بنشر البيان الصادر عن وزارة الخارجية الأمريكية والذي جاء فيه ان الولاياتالمتحدة تتابع عن كثب أنباء المداهمات والتوقيفات في تركيا.
وذكر بيان صادر عن المتحدثة باسم الخارجية الأمريكية جين بساكي: اتضح أن المستهدفين في العمليات المذكورة هي وسائل إعلام تنتقد الحكومة علناً، وأشارت إلى أن حرية الصحافة واستقلال القضاء من أهم أسس الديمقراطية السليمة وهي مكفولة في الدستور التركي وبذلك فنحن اما خروقات واضحة للدستور التركي.
وأوضح البيان أن الولاياتالمتحدة بوصفها صديقة وحليفة لتركيا تدعو المسؤولين فيها إلى الحيلولة دون الإخلال بالقيم المذكورة ومنع وقوع الضرر في المؤسسات الديمقراطية التركية.
