الانتخابات البرلمانية بقنا "مخاوف..تأهب..خلافات..صراعات" يصاحبها حلم التغيير
تختلف محافظة قنا، اختلافا جذريًا، في طبيعتها السياسية عن باقي المحافظات الأخرى، حيث تشتهر بالقبلية ومراكز العائلات، فالصراع على "الكرسي"، لا يكون فرديا، بل يكون بين قبائل وعائلات، معروفه بأن "كرسي النائب" تابع لقبيلتهم، ولا يجوز لأحد من عائلة غيرهم الجلوس عليه في البرلمان. وفي ظل التغيرات السياسية المتعاقبة، يطغى على الساحة القنائية مشهد الخوف والترقب بين المرشحين، خصوصا في ظل المؤشرات الأولية لتقسيم الدوائر، والذي وصفه المرشحون، والنواب البرلمانيون القدامى، بأن ذلك التقسيم "يخل" بالطبيعة الجغرافية والقبلية بالمحافظة، ومن شأنه ان يوقظ صراعات دامية بين القبائل وبعضها البعض لا تحمد عقباها. التقسيم الجديد للدوائر بداية "الفتنة" بين القبائل بقنا ويقول احمد مختار ابن قبيلة الهوارة، وعضو مجلس الشورى السابق، ومرشح مجلس النواب المقبل، عن حزب الوفد بمركز ومدينة دشنا، ان بوادر التقسيم الجديد لعدد المقاعد بالمركز، وهو "مقعدين"، سوف يحدث فتنة كبيرة خصوصا بين عائلتي العرب والهوارة، لان أبناء القبيلتين سيعملون جاهدين من أجل انتزاع تلك المقاعد إلى صالحهم، وهذا ما سيزيد احتدام الاشتباكات بينهم. فيما أوضح العقيد هشام الشعيني ابن قبيلة العرب، ومن أبرز المرشحين بمحافظة قنا، وعضو مجلس الشعب السابق عن الحزب الوطني المنحل بمركز نجع حمادي، أن هذا التقسيم الجديد، يعتبر "علامات الفتنة" قبيل دخول الانتخابات البرلمانية المقبلة، وتنذر عن بحور الدماء الجديدة بين القبائل، مشيرا إلى أن الموقف الأمني المعروف لدي المركز، يوضح ان ذلك التقسيم الجديد يخل بالتركيبة القبلية المتعارف عليها. وأعرب الشعيني، أن دائرة نجع حمادي، في تقسيمها الجديد أصبحت 3 مقاعد فقط، بينما كانت في السابق 4 مقاعد، كانت تقسم بين قبيلتي العرب والهوارة مقعدين لكل منهما، مما ينذر بصراع قبلي بين الجميع، مبينا أنه قام بلقاء اللواء عادل لبيب وزير التنمية المحلية، وعدد من المرشحين، من اجل طرح فكرة لتعديل تقسيم الدوائر الانتخابية عقب ظهور المؤشرات الأولية.
قبائل قنا تعد أبناءها لخوض الانتخابات البرلمانية فيما أوضح سعيد عطية، باحث سياسي، ومدير مركز طيبة لحقوق الإنسان بقنا، أن هناك العديد من أبناء المحافظة أعلنوا عن ترشحهم لخوض الانتخابات البرلمانية المقبلة، فلقد اعلنت قبيلة الحميدات من بطون هوارة، بمركز قنا، عن ترشيح ابنهم سعد الدين ابوزيد، بعد عمل العديد من الجلسات والاجتماعات، لدعم ابنهم في الانتخابات المقبلة. وتابع سعيد، أن قبيلة الأشراف تستعد لخوض الانتخابات البرلمانية المقبلة، بعد الدفع المهندس محمد العجل، والذي يعمل بهيئة البترول، على قائمة حزب المصري الديمقراطي، والعقيد جمال النجار، وهو عضور مجلس شعب سابق عن الحزب الوطني الديمقراطي المنحل، في دورة 2010، بالإضافة إلى أنه سيتم الدفع بمحمد فتحي، والذي يمتلك شركة مقاولات، وينوي الترشح فرديا. وأشار إلى أنه بعد تقسيم دائرة نجع حمادي، وفصل دائرة فرشوط عنها، يعد اللواء عبد المنعم الأنصاري، ان عائلة "القضاة"، من ابرز المرشحين على ذلك المقعد، بينما لم تظهر المؤشرة الاولية، حسم باقي العائلات والقبائل عن الزج بأبنائهم في تلك الدورة البرلمانية، التي ستشهد – على حد تعبيره- صراعا داميا بعد إقصاء جماعة الأخوان عن المشهد السياسي. خلافات على مقعد أقدم برلماني في مصر ويشير محمد عبدالله، أحد الكوادر السياسية بالمحافظة، إلى ان هنا خلافات قائمة على مقعد أقدم برلماني في مصر، وهو المقعد الموجود بدائرة مركز نجع حمادي، الذي كان يشغله البرلماني السابق، عبد الرحيم الغول، أقدم برلماني، عن الحزب الوطني الديمقراطي المنحل. حيث يتنافس على ذلك المقعد، عدد من أبناءه وأقاربه، والتي لم تحسم العائلة من الذي سيقوم بالترشح على ذلك المقعد، نظرا للخلافات القائمة بين أبنه إسماعيل، والعقيد محمد عبدالعزيز، ابن أخيه، واحمد عباس، زوج ابنته، موضحا ان ذلك الخلاف من شأنه بعرف الصعيد، ان يضيع "الكرسي" من عائلة الغول.
"الشباب" يحلم بتكسير أغلال العادات والتقاليد السياسية بقنا ويقول محمود النجعاوي، احد الشباب المشاركين في ثورة الخامس والعشرين من يناير، وعضو التيار الناصري بقنا، إن الشباب بقنا يتطلع للتغيير، ويريد خوض تلك الانتخابات البرلمانية حتى لا يضيع حق الشهداء، ولكنه سيخوض معارك ضارية وشرسة، ضد عادات وتقاليد عائلته وقبيلته، فهناك العديد من النشطاء الشباب يقومون بدراسة المناخ السياسي بالمحافظة، إلا أن أعضاء الحزب الوطني القدامى، وغيرهم من رجال السياسة السابقين، لن يتركوا لهم "فُرجة" في البرلمان، في ظل تلك المعركة. المحليات للشباب فيما أعرب محمود عثمان، من شباب الثورة، عن اعتزامه عدم الترشح وخوض الانتخابات البرلمانية بقنا، نظرا للمعارك التي بدأت مسبقا، مشيرا إلى أنه سيقوم بالأعداد لخوض الانتخابات الخاصة بالمحليات، مؤمنا بالتغيير سيبدأ من الأساس، وعلى كل الشباب الثوري النزول وخوض الانتخابات المحلية، فمن هنا نستطيع التغيير.