شُكر: إسرائيل تنتهز انشغال العرب بمصائبهم وتتحرك نحو الاستيلاء على القدس أبو حامد: مكافحة الإرهاب لن تمنع مصر من مساندة "فلسطين" بدراوي: إغلاق المسجد الأقصى اعتداء صارخ على المقدسات عز العرب : إسرائيل ب"تبلطج" وأصبح لا يهمها العرب زهران: قرار إسرائيل بإغلاق المسجد الأقصى تصعيدي لضعف الموقف العربي
وكأنها تقوم بعملية جس نبض واختبار للموقف العربي، تجاه القضية الفلسطينية، بعد تفكك الأمة العربية وانشغال الدول في قضاياها الخاصة وما تواجهه من أزمات تصل إلى حروب ومواجهة إرهاب داخلي، الأمر الذي جعلها ضعيفة أمام أي مواجهة خارجية خاصة مواجهة دولة كإسرائيل التي استمدت قوتها مؤخراً من ضعف الموقف العربي.
فقام الكيان الصهيوني فجر اليوم بالإعلان عن غلق المسجد الأقصى لحين إشعار آخر، وهو ما تم بالفعل، لعدة ساعات حيث قامت في سابقة هي الأولى من نوعها منذ احتلال إسرائيل للقدس عام 1967، بغلق القدس نهائياً ولم تسمح للمصلين بالدخول إليه، بعد إطلاق النار على حاخام يهودي، وإصابته بجروح بالغة مساء الأربعاء، في عملية وصفتها الإذاعة الإسرائيلية العامة بأنها "محاولة اغتيال".
وبعد ساعات من الغلق أعادت إسرائيل فتح المسجد مرة أخرى، وكأن الأمر كان تهديداً أو جس للنبض.
وفي رد فعل على ما حدث، أكد الرئيس الفلسطيني محمود عباس أبو مازن، أن القدس والمقدسات الإسلامية والمسيحية فيها هي خط أحمر، لن يقبل المساس بها.
واعتبر نبيل أبو ردينه، المتحدث باسم الرئاسة الفلسطينية، ما حدث تحديًا سافرًا وتصرفًا خطيرًا، الأمر الذي يؤدي إلى مزيد من التوتر وعدم الاستقرار وخلق أجواء سلبية وخطيرة، مؤكداً أن موقفاً مثل هذا بمثابة إعلان حرب على الشعب الفلسطيني ومقدساته وعلى الأمتين العربية والإسلامية.
وعلى صعيد رد الفعل المصري، طالب السفير بدر عبد العاطي، المتحدث باسم وزارة الخارجية، باحترام حقوق الفلسطينيين وإعادة فتح المسجد الأقصى أمام المصلين.
واستنكر الدكتور شوقي علام مفتي الجمهورية، قيام قوات الجيش الإسرائيلي بغلق المسجد الأقصى بشكل كامل، مؤكدًا أن هذه الخطوة التصعيدية تعتبر انتهاكًا لمشاعر المسلمين في مختلف أنحاء العالم، وخرقًا واضحًا وفاضحًا لكل قرارات الشرعية الدولية، والقيم والمبادئ الدينية والشرائع السماوية.
وأكد سياسيون أن إسرائيل اتخذت هذه الخطوة بناءً على ضعف الموقف العربي وعدم قدرته على ردعها والرد عليها بحزم، فمن جانبه أكد عبد الغفار شكر، رئيس حزب "التحالف الشعبي الاشتراكي"، أن إسرائيل اتخذت خطوتها اليوم وقامت بإغلاق المسجد الأقصى كاملاً منتهزه انشغال غالبية الدول العربية بهمومها والمصائب التي تحدث بها.
وأكد في تصريح خاص ل"الفجر"، أن القضية الفلسطينية أصبحت في أسوأ أحوالها نتيجة لغياب مساندة العرب وغير العرب لهم، فضلاً عن أن الشعب الفلسطيني يقع تحت أسوأ الظروف.
وقال شُكر، إن ما قامت به إسرائيل اليوم يأتي في إطار خطة ممنهجة قامت بوضعها من أجل تغيير معالم القدس، وأنها تنازع على المسجد الأقصى لأنهم يعتبروه "هيكل سليمان"، مشيراً إلى أن أعمال الحفر التي تتم تحت المسجد الأقصى هدفها البحث عن جدران المعبد، وأنها أحد المظاهر التي تؤكد أن إسرائيل تتحرك تدريجياً نحو الاستيلاء على القدس كاملاً.
وأشار إلى تصريح رئيس الوزراء الإسرائيلي نتنياهو، الذي قال فيه أن القدس عاصمة اسرائيل الأبدية، مُعلقاً على استنكار البعض أنه وافق على بناء ألف وحدة سكنية جديدة بالقدس، مؤكداً أن ما يتم جزء من مخطط إسرائيلي لتهويد القدس كاملة، وأنها في النهاية لا تسمح للمسلمين إلا ان يكون لهم سيطرة دينية فقط على مبنى المسجد الأقصى.
وتوقع شُكر أن لا يكون هناك أي رد فعل عربي أو دولي بشأن ما وقع اليوم، قائلاً : "لا يوجد رد فعل له قيمة أو تفسير، وإسرائيل تمارس سيطرتها على أساس الأمر الواقع، وتفعل كل ما تريده، منتهزه فرصة الضعف والهوان العربي".
وعبر محمد أبو حامد، النائب البرلماني السابق، عن رفضه الشديد لما تقوم به إسرائيل من اعتداءات على المسجد الأقصى، مؤكداً أن جميعها غير مبررة، ومشدداً على جميع الدول العربية والإسلامية أن تتخذ موقفاً موحداً تجاه هذه الاعتداءات.
وقال أبو حامد في تصريح خاص ل"الفجر"، إن قوات الاحتلال تستغل الأوضاع في الدول العربية لتزيد من انتهاكاتها ضد الفلسطينيين والمسجد الأقصى، مؤكداً أنه مُقدس لا يخص الفلسطينيين فقط إنما يخص العرب والمسلمين بشكل عام.
وأضاف : "حال الدول العربية والإسلامية معظمه صعب، جعل إسرائيل تتجرأ أكثر وتتخذ مواقف فيها انتهاكات لتحقق مخططاتها، سواء على مستوى القدس أو غيره".
وأكد أن مصر لم ولن تتخلى عن دورها تجاه القضية الفلسطينية، على الرغم من انشغالها بمكافحة الإرهاب، وأن ذلك لم يمنعها، مشيراً إلى أن الرئيس السيسي أكد في أكثر من مرة أن مسئولية مصر تجاه القضية الفلسطينية إستراتيجية وتاريخية.
فيما أكد فؤاد بدراوي، عضو الهيئة العليا لحزب الوفد، أن قرار حكومة العدو الصهيوني بإغلاق المسجد الاقصى المبارك في وجه المُصلين بشكل كامل، يعد اعتداءً صارخاً على المقدسات الإسلامية من جانب الكيان الصهيوني، مطالباً كافة الدول العربية والإسلامية بالتحرك لمواجهته.
وشدد بدراوي في تصريح خاص ل"الفجر"، على ضرورة أن يكون هناك تحرك دولي تجاه ما يحدث في المسجد الأقصى، ويتخذ كلاً من مجلس الأمن والأمم المتحدة موقفاً ضد هذه الخطوة من جانب الكيان الصهيوني. وأضاف بدراوي: "لا شك أن المستفيد الأول مما يحدث على الساحة العربية هو الكيان الصهيوني الذي انتهز هذه الفرصة وقام بالاعتداء على الأراضي المقدسة".
ومن جانبه قال أحمد عز العرب، نائب رئيس حزب "الوفد"، أن الكيان الصهيوني استغل موقف مصر وانشغالها بقضايا داخلية، فضلاً عن ما يحدث في الدول العربية من حروب ونزاعات، واتخذ خطوةً تصعيدية.
وأضاف : "إسرائيل خلعت برقع الحياة، خاصة وأن الدول العربية والغربية لم تتخذ موقف تجاهها، فأصبح لا يهمهم شيء، والعالم الغربي أصبح بلطجي يطيح في العالم كله".
وأكد الدكتور فريد زهران، نائب رئيس الحزب "المصري الديمقراطي الاجتماعي"، أن قرار إسرائيل اليوم بإغلاق المسجد الأقصى بشكل كامل أمام الفلسطينيين، جاء كتصعيد من الجانب الصهيوني نتيجة لضعف الموقف العربي والفلسطيني.
وأضاف زهران في تصريح خاص ل"الفجر"، أن اسرائيل أصبحت تتشبث بضعف الدول العربية وتأكدها من عدم قدرتها على اتخاذ أي موقف لردعها أو أي مجابهة لها اذا اتخذت مثل هذه الإجراءات خلال هذه الفترة.
وأوضح في تصريحه: "الجانب العربي ضعيف ومنقسم والمشهد العربي ليس موحد بما يكفي لاتخاذ مواقف ضاغطة على اسرائيل الآن".
وعن الموقف المصري، فأكد زهران أنه جزء من الموقف العربي ولا يختلف عنه، موضحاً أن مصر في حالة ليست على ما يرام، وأن هناك أزمات طاحنة تواجهها كالاقتصادية، وأزمة الارهاب، فضلاً عن وجود أزمة سياسية داخلية، وهو الأمر الذي يجعل موقفها غير قوي.