"طلع البدر علينا من ثنيات الوداع وجب الشكر علينا ما دعى لله داع" كلمات ترددت فى مثل هذا اليوم عند وصول رسول الله محمد (صلى الله عليه وسلم) إلى المدينةالمنوره والتى كانت تدعى "يثرب" وقتها، وأطلق عليها المدينةالمنورة بعد وصول الرسول الكريم إليها بعد طريق طويل ملئ بالمخاطر قطعة من مكة للمدينة ليضع اللبنة الأولى للتقويم الهجرى الذى أعتمده عمر أبن الخطاب كتقويم رسمى للدولة الإسلامية.
قصة الهجرة النبوية الشريفة عندما علم كفار قريش أن رسول ا(لله صلى عليه وسلم) صارت له شيعة وأنصار من غيرهم ، اجتمع رؤساؤهم وكبارهم ليتشاوروا فيما يصنعون بالنبي صلى الله عليه وسلم. فقال قائل منهم: نحبسه مكبلاً بالحديد حتى يموت، وقال آخر: نخرجه وننفيه من بلادنا، فرفض أحد كبرائهم الرأيان خوفاً من أن يأتي أصحابه وينتزعونه من بين أيديهم،حيث ذكرإن نُفي لم يأمنوا أن يتغلب على من يحل بحيهم من العرب ؛ بحسن حديثه وحلاوة منطقه حتى يتبعوه فيسير بهم إليهم، فقال الطاغية أبو جهل: الرأي أن نختار من كل قبيلة فتى يافع قوى ثم يضربه أولئك الفتيان ضربة رجل واحد؛ فيتفرق دمه بين القبائل ؛ فلايقدر بنو عبد مناف على حرب جميع القبائل، ويقبلوا بالدية فأعجبهم هذا الرأي واتفقوا جميعاً وعينوا الفتيان . وفي الليلة التي أرادوا تنفيذ هذا الأمر ، أعلم الله تعالى رسوله صلى الله عليه وسلم بما أجمع عليه أعداؤه، وأذن له سبحانه وتعالى بالهجرة إلى يثرب (المدينةالمنورة)، فذهب إلى أبي بكر الصديق رضي الله عنه وأخبره وأذن له أن يصطحبه ،واتفقا على إعداد الراحلتين اللتين هيأهما أبو بكر الصديق لذلك، واختارا دليلا يسلك بهما أقرب الطرق، وتواعدا على أن يبدءا السير في الليلة التي اتفقت قريش أن تقتل رسول الله صلى الله عليه وسلم فيها . وفي تلك الليلة طلب رسول الله من ابن عمه علي بن أبي طالب أن ينام في مكانه، ثم خرج صلى الله عليه وسلم، وفتيان قريش متجمهرون على باب بيته وهو يتلو سورة (يس)، فلم يكد يصل إليهم حتى بلغ قوله تعالى: (فاغشيناهم فهم لا يبصرون)، فجعل يكررها حتى أغشى الله تعالى أبصارهم فلم يبصروه ولم يشعروا به، وتوجه إلى دار أبي بكر وخرجا معاً وتوجها إلى جبل ثور بأسفل مكة فدخلا في غاره وأصبحت فتيان قريش تنتظر خروجه صلى الله عليه وسلم، فلما تبين لقريش أن فتيانهم باتوا يحرسون على بن أبي طالب لا محمداً صلى الله عليه وسلم، غضبوا غضبا شديدا ، وأرسلوا رسلهم في طلبه والبحث عنه ، وجعلوا لمن يأتيهم به مائة ناقة،فذهبت رسلهم تبحث عنه ، فوصل بعضهم إلى ذلك الغار الصغير الذي لو التفت فيه قليلا لرأى من فيه، فحزن أبو بكر الصديق رضي الله عنه لظنه أنهم قد أدركوهما، وقال:ط يا رسول الله لو أن أحدَهم ينظر إلى قدميه لأبصرنا تحت قدميه"، فقال له النبي صلى الله عليه وسلم:" يا أبا بكر ما ظنُّكَ باثنين الله ثالثهما ".، فصرف الله تعالى أبصار هؤلاء القوم وبصائرهم حتى لم يلتفت إلى داخل ذلك الغار أحد منهم، بل جزم طاغيتهم أمية بن خلف بأنه لا يمكن اختفاؤهما بذلك الغار لِمَا رأوه من نسج العنكبوت وتعشيش الحمام على بابه،وقد أقام رسول الله صلى الله عليه وسلم وصاحبه بالغار ثلاث ليال حتى ينقطع طلب القوم عنهما، وكان يبيت عندهما عبد الله بن أبي بكر ثم يصبح في القوم ويستمع منهم الأخبار عن رسول الله وصاحبه فيأتيهما كل ليلة بما سمع، وكانت أسماء بنت أبي بكر تأتيهما بالطعام في كل ليلة من هذه الليالي، وقد أمر عبد الله بن أبي بكر غلامه بأن يرعى الغنم ويأتي بها إلى ذلك الغار ليختفي أثر أقدامه وأثر أقدام أسماء . استمر رسول الله وصاحبه في طريقهما حتى وصلا قُباء، من ضواحي المدينة، في يوم الاثنين من ربيع الأول، فنزل بها رسول الله (صلى الله عليه وسلم) على بني عمرو بن عوف ومكث رسول الله( صلى الله عليه وسلم ) بقباء ليالي؛ أنشأ فيها مسجداً، وصلى فيه عليه الصلاة والسلام بمن معه من المهاجرين والأنصار،وقد أدركه صلى الله عليه وسلم بقباء على بن أبي طالب رضي الله عنه بعد أن أقام بمكة بعده بضعة أيام ليؤدى ما كان عنده من الودائع إلى أربابها . بداية العمل بالتقويم الهجرى التقويم الهجري (القمري) أو التقويم الإسلامي، ويطلق علية التقويم القمرى لأنه يعتمد على دورة القمر لتحديد الأشهر، ويستخدمه المسلمون في كل مكان خصوصاً في تحديد المناسبات الدينية، حيث تتخذ بعض البلدان العربية على غرار( السعودية) التقويم الهجري كتقويم رسمي لتوثيق المكاتبات الرسمية بين دوائر الدولة الرسمية إلاّ أن عامّة الشعوب العربية تتعامل بالتقويم الميلادي أكثر من التقويم الهجري .
بداية العمل بالتقويم الهجرى بدء إستخدام التقويم الهجرى فى عهد الخليفة عمر بن الخطاب رضي الله عنه، حينما بعث كتاباً إلى والي البصرة آنذاك "أبو موسى الأشعري" في السنة السابعة عشرة للهجرة، مؤرخ بشهر شعبان ، فرد الأشعري على أمير المؤمنين قائلا: انه يأتينا من أمير المؤمنين كتب فلا ندري أهو شعبان الذي نحن فيه أم شعبان الماضى. أدرك أمير المؤمنين أهمية وضع تقويم موحد للعالم الإسلامي يعتمد على القمر وليس على الشمس لأنه يرتبط بالمواعيد والعبادات والمناسبات الإسلامية، فاتفق الصحابة على أن يكون يوم هجرة الرسول عليه الصلاة والسلام من مكة إلى المدينة فى 22 ربيع الأول (24 سبتمبر عام 622) بداية للتقويم القمري الإسلامي ، وهو اليوم الذي صادف 20 أيلول سنة 622 م وهو اليوم الموافق للأول من محرم للعام الهجري الأول ، وعلى الرغم من أن التقويم بدء فى العهد الإسلامى إلاّ أن أسماء الأشهر والتقويم القمري كان يستخدم منذ أيام الجاهلية، حيث ان أول يوم للتقويم الجمعة 1 محرم 1 ه (16 يوليو عام 622م) .